{ خلال العدد الأول لصحيفتنا «الأهرام اليوم»، وعليى ما اذكر انني استضفت الاخ الزميل رضا مصطفى الشيخ، مدير ادارة البرامج الرياضية بالتلفزيون القومي، ونشرت له ميني حوار تحدث من خلاله عن اسباب تراجع المواد والبرامج الرياضية في القنوات السودانية، القومي تحديداً، اذا ما قارناها مع القنوات الفضائية الاخرى المنتشرة التي تحظى بأكبر نسبة مشاهدة من جانب السودانيين على وجه الخصوص ..!! { وتحدث رضا عن ضعف الامكانيات وتوجهات القناة القومية التي هي في المقام الأول تهتم بكل الانشطة المجتمعية وعشاق الرياضة ما هم الاّ شريحة واحدة من شرائح متعددة ومن الطبيعي ان تتراجع نسبة الاهتمام بالبرامج الرياضية.. { واكد رضا ان هنالك العديد من البرامج الرياضية مشيراً الى زيادة زمن برنامج عالم الرياضة الاسبوعي الى ساعة ونصف.. وبعد دخول التلفزيون القومي منافساً على احتكار الدوري الممتاز لكرة القدم تذكرنا حقيقة ان التلفزيون القومي يهتم بالعديد من الشرائح المجتمعية وزمن الرياضة المتاح فيه لا يسمح له بمتابعة المنافسة الأولى على مستوى السودان بالصورة المطلوبة..!! { وكنا نعلم بأن هنالك انتخابات قادمة وبالتالي من الطبيعي ان ينشغل البرنامج العام ويحدث التضارب الذي توقعناه ويؤدي لحرمان عشاق الكرة، داخل السودان وخارجه، من متابعة المباريات الدورية.. وهاهي الايام تقودنا للحرمان من متابعة مباراة المريخ وهلال الساحل التي اقيمت مساء امس وتحجج التلفزيون بإجراءات الانتخابات واكد انه سيقوم بتسجيل اللقاء وبثه في وقت لاحق..!! { تلفزيون السودان.. احتكر الدوري.. ثم اعتذر.. ولعل المرحلة التي تمر بها البلاد من انتخابات وحكومة جديدة مرتقبة واجراءات طويلة ومعقدة تنبئ بالمزيد من الاعتذارات لتلفزيوننا القومي عن عدم مقدرته تلفزة المزيد من المباريات في قادم الاسابيع.. { امر الاحتكار لم تصاحبه اي مستجدات.. وللأسف سار التلفزيون القومي في ذات الاتجاه الذي كانت تسير فيه قناة الايه آر تي عندما كانت تتعامل بكل التجاهل مع الدوري السوداني.. وتوقعنا ان تأتينا بالمزيد من البرامج المصاحبة التي تلقي المزيد من الاضواء على هذه المنافسة الى جانب التحليل التحكيمي ونقد السلبيات وتشجيع الايجابيات..!! { كل آمالنا السابقة ذهبت ادراج الرياح وتحول الاحتكار من نعمة الى نقمة واكتفى التلفزيون القومي بتقديم ملخصات مبتورة للمباريات في البرنامج الاسبوعي كل جمعة في غياب تام للمتابعة الدقيقة التي كنا نتمناها أن تفوق ما تجده بقية البطولات المحلية في القنوات الفضائية بالبلدان العربية من حولنا، وعن الاسباب لا احد يعلم فلربما لأن التلفزيون معنيٌّ بتغطية كل الانشطة المجتمعية الاخرى باعتباره وعاءً جامعاً..؟!! { الموضوع وبعد المستوى المتواضع للتغطية صار بحاجة لإعادة نظر على الاقل لأن المنافسة لاتزال في بدايتها ويمكن للتلفزون القومي تقاسم النقل الاحتكاري مع احدى القنوات الاخرى الشروق او النيل الازرق بعدما ثبت بالدليل القاطع فشل القومي في القيام بالدور وبالصورة المطلوبة في المنافسة التي دفع الملايين من اجل احتكارها..!! { نتابع، مثلاً، التغطية الممتازة للدوري الاردني عندما كان يبث عبر قناة الايه آر تي.. وكم تمنينا ان تحظى منافستنا السودانية بشيء من ذلك الاهتمام.. ولم نحزن لأن الجهة التي كانت تحتكر ليست سودانية.. وظللنا ننادي ونطالب بضرورة ايلولة حقوق النقل الحصري للدوري السوداني الى احدى القنوات السودانية وتفاءلنا خيراً بعدما تحول الامر الى القناة القومية لكن مع الايام خابت ظنوننا وتبخرت احلامنا..!! { بعد الهرولة التي قامت بها القناة القومية تجاه احتكار الدوري الممتاز ودفعها للملايين في سبيل الانفراد بنقل الدوري ثبت بأن الجبل تمخَّض فولد فأراً.. وبدأنا سلسلة الاعتذارات التي على ما يبدو لن تتوقف طالما ان الاوضاع السياسية لا تزال غير مستقرة وبعد الانتخابات ستأتي الحكومة الجديدة وقبلها فرز الاصوات..ثم القيام بالدور اللازم من جانب القناة تجاه الحكومة الجديدة... و... و... الخ..!! { ومن تجاهل الايه آر تي الى اعتذارات القومي.. يا عشاق الكرة السودانية والدوري.. لا تحزنوا.. اصبروا وصابروا واستعينوا بالمتابعة عبر الاذاعة.. وان لم تجدوا ففي النت ملاذكم..!!