* ثبت عملياً ان الاتحاد السوداني كان ولايزال يجري خلف الرهاب فبعدما تابعنا الاهمال بشأن الدوري الممتاز ونقله التلفزيوني هاهي الساعات تحمل معها العجب العجاب.. فقد اعلن الاتحاد عن نقل قناة الجزيرة للدوري السوداني اعتباراً من السبت.. وحتى هنا فالكلام جيّد لكن الصعقة تمثلت في ان القناة اشترطت نقل ثلاث مباريات فقط في كل اسبوع.. واحدة للهلال والثانية للمريخ.. يعني يا ناس الاتحاد قالت ليكم بطريقة غير مباشرة: بقية المباريات «خللوها»..!! * وحوى خبر النقل المذكور ان القناة لا ولن تنقل المباريات من استادات الحصاحيصا ولا مدني ولا كادوقلي الا اذا كان المريخ او الهلال طرفا فيها.. ورغم فداحة الشرط الا ان الاتحاد العام وافق على كل طلبات القناة وكأنها هي التي تبيع للسودان الدوري.. ولم يتبق لها الاّ ان تطالب بضمانات يتعهد بها اتحاد الكرة بأن لا يقوم غبار ولا تهطل امطار عشان ناس القناة مايزعلوا او يصيبهم زكام!! * انه الاستبداد سادتي الذي ارتضاه قادة الكرة من جانب القناة مع العلم بانهم في القناة تعاملوا منذ ان اخلفوا وعودهم وكسروا مدة المهلة التي اعلنها الاتحاد، قالوها بطريقة غير مباشرة، لا نريد دوريكم السوداني هذا لانه لايشرفنا.. وكشفنا تلك الحقيقة وطالبنا بمنح الفرصة للقنوات السودانية التي تقدمت بطلباتها لكن وعلى مايبدو ان زامر الحي لا ولن يطرب!! * توقعنا ان يدرس قادة الاتحاد كل السلبيات التي صاحبت العمل في النقل التلفزيوني على مدار السنوات الماضية وان تكون الكلمة السودانية هي الاعلى على الاقل لان القناة التي ستحتكر الدوري السوداني ستنال اضعافاً مضعفة للمبالغ التي ستدفها نظير الفوز بحق البث التلفزيوني.. وكما يحدث في كل أنحاء العالم فإن الاتحادات هي التي تضع شروطها امام القنوات التي ترغب ونتابع كيف تكون الشروط قاسية وصعبة بهدف ضمان تقديم خدمة عالية الجودة للمشاهدين في كل أنحاء العالم.. * اتسعت آمالنا في ان يضع الاتحاد شروطاً مثل تقديم خدمات متكاملة للمشاهدين عن الدوري ببرامج للتحليل الفني والتنظيمي وتقييم اداء الحكام كما يحدث في كل الدوريات من حولنا.. اما الكوادر التي تقوم بذلك العمل فهي ليست من اختصاص الاتحاد لان مسؤوليتها تقع على كاهل القناة التي تنجز المستحيل من اجل ارضاء متابعي الدوري الاوروبي مثلاً فلماذا تستجيب القناة للشروط القاسية هناك وتفرض شروطها علينا..؟! * لقد هربت قناة «الايه آر تي» من الدوري المصري نسبة لوجود اتحاد قوي واعلام أقوى يدرك كل العاملين فيه اهمية النقل التلفزيوني واحدث فنونه وهم بذلك لا يرضون بالتغطيات التي عنوانها «عدي من وشك»..!! وللعلم فإن اهتمام الجمهور السوداني بكرة القدم والدوري السوداني يفوق عشرات المرات اهتمام العديد من الشعوب العربية الاخري ولذلك فإن الفائدة المنتظرة للقناة التي تفوز بحق الرعاية والنقل التلفزيوني لا ولن يقل عن اعتى الدوريات العربية!! * ولعل اهتمام السودانيين بالكرة هو الذي شجع قناة «الايه آر تي» لاحتكار بطولة افريقيا للاندية بعد انتظام الاندية السودانية في الوصول لتلك المرحلة.. لم يشجع القنوات المحتكرة على إحترام المشاهد السوداني والدليل أنه حتى في العام الماضي عندما ودعت الاندية المصرية تعاملت القناة المحتكرة مع الموضوع بشئ من التجاهل، لماذا لا أحد يدري؟ * الاندية المصرية والاتحاد المصري والاعلام المصري لهم باع طويل في هذا المجال لذلك تهرول نحوهم القنوات العربية وتقبل بالشروط التي يضعونها مهما كانت صعبة وكم تمنينا ان يكون القادة في السودان اكتسبوا مهارة وخبرة التعامل مع القنوات العربية الرياضية لكن جاءت مناسبة الدوري وتلفزة مبارياته لتكشف عن حقيقة اننا لا نزال في طور الخوف والهلع والاستجابة الفورية لشروط القنوات العربية التي تضغط علينا وتكسب من ورائنا ملايين الدولارات..! * اقترب الدوري الممتاز من البداية وبدأنا الاستعداد لمضغ الصبر مع الاخطاء المنتظرة والهفوات الخرافية التي لا تحدث في اي مكان في العالم.. ولا نملك الا الدعاء بأن يجنبنا وعشاق الكرة السودانية الهم والحزن والضغط والسكر والصرع وانفلوانزا البجع.. لانو البجع.. ما بقوم !!