{ يتأهب الهلال لملاقاة الاسماعيلي المصري مساء الاحد القادم باستاده بأم دمان في ذهاب الدور الثاني لرابطة الابطال الافريقية.. ويحضرني تلك الملحمة التي تخطى فيها الهلال الاسماعيلي ذاته في الدور نصف النهائي عام 1992 بفارق هدف اعتباري بعدما تعادل الفريقان في الاسماعيلية بهدف لكل.. ثم تعادلا سلبياً في ام درمان.. { وكان الاسماعيلي في ذلك الوقت يعج بالنجوم الكبار امثال فوزي جمال وعماد سليمان، المدرب الحالي، وأحمد العجوز، وان لم تخنّي الذاكرة فإن مدرب الحراس الهلالي الحالي سيد السويركي كان ضمن قائمة الاحتياطي.. واذكر ان الهلال ارسل الخبير الراحل عثمان حسين الصبي الى الاسماعيلية لمراقبة الاسماعيلي وكتب بعد مشاهدة الفريق تقريراً وافياً كان له الدور المباشر في العبور الى النهائي.. { وكان عبور الهلال للاسماعيلي انجازاً أسعد كل السودانيين خاصة وان التفوق على فريق مصري كان من الاشياء المستحيلة في ذلك الوقت.. ثم ان الهلال كان به رجال يعرفون قدره ويتسامون فوق الخلافات الهايفة التي لا تقدم بقدرما تؤخر.. وليس كإداريي هذا الزمان الذي يمكن للرئيس فيه ان يهد كل شيء في سبيل ان يرضي غروره ويؤكد ديكتاتوريته..!! { حتى نجوم الفريق لم يصلوا في ثرائهم لما وصل اليه نجوم الزمن الحالي الذين حولتهم الدراهم الى تنابلة لا همّ لهم سوى جمع الاموال بدون ان يقدموا اي شيء يخلّدون به اسماءهم في سجلات التاريخ.. وتأتي مباراة الاحد والناس في بلدي يستخدمون العشم ويتخذون من الاحلام وسيلة لبلوغ الغايات ولكن هيهات..!! { من يقرأ الصحف الهلالية امس وفي الايام الماضية يحس وكأن الهلال هو ريال مدريد او برشلونة ذلك من واقع التشبيهات الغريبة التي لا مكان لها في ارض الواقع وانما الخيال الخصب لأصحابها هو المكان الوحيد الذي يمكنها فيه ان تنمو وتترعرع بدون اية عقبات او اعتراضات..!! { وكما اشرنا من قبل نشير ونؤكد اليوم بأن الهلال لا يملك الادوات اللازمة لمواصلة المشوار حتى الكأس ومباراة الاحد هي الابرز من بين المحطات التي تقود الى المنصة التتويجية.. والسبب الذي يجعل الهلال غير مؤهل للاستمرار يكمن في العقلية التي تدير هذا النادي وتتخذ، للأسف، من الخلاف عنواناً في تعاملها..!! { من السهل علينا وعلى الاعلام الهدام ان يقول بأن الهلال فائز على الاسماعيلي لكن البيان العملي هو الاصعب ويا له من امتحان صعب ومعقد لا يملك احد ادوات تحقيق النجاح فيه اللهم الاّ من بعض الخزعبلات التي يتحدث بها الاعلام الذي لم ولن يخرج عن دائرته التشجيعية المغلقة بعدما احكم هو بنفسه الانغلاق عليها..!! { لن نقول إن الهزيمة آتية.. ولن نؤكد بأن الاسماعيلي جاء الخرطوم ليفوز.. ولن نذكّر احداً بأن اللاعب المصري هو الاكثر تركيزاً واستيعاباً لأنه تربى بدنياً بالصورة المثالية.. وتدرج في المدارس السنية في كرة القدم وذلك ما لا يتوفر عند اللاعب السوداني..!! { واعتقد ان الجميع يتهافتون من اجل سماع الكلمات الرنانة التي تطمئنهم وتؤكد لهم مقدرة المريخ والهلال على عبور الترجي والاسماعيلي وبسهولة وهم بذلك يمارسون الهروب بكل اشكاله وانواعه من مواجهة الحقيقة التي تأتي مثل مباريات الترجي والاسماعيلي لتكشفها وتعلنها بدون حجاب.. { وحتى بعد ان تنكشف الحقيقة تبدأ جحافل المفكرين الذين يكتبون على صدر الصفحات الرياضية في حرب لا نهاية لها كلٌ يضحك على الآخر مع ان الحال من بعضو وكلا الفريقين يستحق الشفقة والتقويم والنقد اللاذع ولكن من يقول ومن يدرك ومن يكتب.. من.. من..؟!! { عدم الثبات الذي يميز الهلال سيكون المهدد الأول للفريق مساء الاحد امام الدراويش الذين يصلون اليوم وهم يعانون ما يعانون من المشاكل والأزمات المالية والنفسية ورغم ذلك فإن جماهير الهلال التي تكتب في الصحف لن تفوت الفرصة وستعمل بكل ما أوتيت من قوة لتغبيش الحقيقة.. الهلال بالجد في خطر فهل يسمعني احد..؟!!