{ لا أنكر أنني دائماً ما أقف في صف الشباب من الفنانين وأحياناً كثيرة أدافع عنهم رغم اقتناعي أن فيهم من يقدم أعمالاً هي أقل قيمة بكثير من أصوات جميلة يحملونها ولا أنكر أيضاً أنني كثيراً ما أغلظت القول نحو بعض الفنانين الكبار الذين هاجموا بعضاً من هؤلاء الشباب وحاولوا أن يخرجوهم من دائرة الضوء بمنعهم من ترديد أغنياتهم أو أغنيات غيرهم بادعاء أن هؤلاء الشباب شوهوا هذه الأعمال ولعلي تساءلت أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة وها أنا أعيد ذات التساؤل «معقول واحد من الفنانين الكبار» لم يجد صوتاً واحداً جديراً بأن يتبناه لوجه الله تعالى اللهم إلا إذا استثنيت الشفيف الإنسان السني الضوي الذي وقف إلى جانب تومات خيري وكان سعيداً بأدائهن لأغنيات ثنائي العاصمة. ونموذج ومثال آخر هو سلطان الطرب كمال ترباس الذي أعلن أكثر من مرة أنه لا يمانع في أن يغني أحد من الشباب أغنياته، لأن الرجل واثق أنه ناصية «والناصية ما زي تاني ناصية» والمثل حق الملكية الفكرية فيه يعود للأستاذ ترباس نفسه «عشان نبقى واضحين!». { لكنني ورغم إيماني بقضية هؤلاء الشباب العادلة وحقهم في أداء الموروث الغنائي السوداني أشعر أحياناً أن هنالك أغنيات لا يغنيها بل لا يستطيع أن يغنيها إلا أصحابها الأصليين فقط لأنني أحس أن الحكاية ليست فقط صوتاً جميلاً ولا أداء صحيحاً ولكنها تمازج وذوبان غريب ما بين هذا الفنان وما يؤديه من كلمات وإلا بالله عليكم دلوني على من يستطيع أن يغني أياً من أغنيات سيد خليفة الوطنية التي يذوب فيها الرجل وجداً وهياماً حتى لكأنك تحسبه قد تلبسته حالة من التصوف في محراب هذا البلد الجميل أو قولوا لي بالله عليكم من حتى الآن يجرؤ أن يغني يا نيل يا سليل الفراديس لعثمان حسين وأقسم بالله وكأن أبا عفان يصطحب معه في هذه الأغنية كل تاريخ السودان وأناسه وأهله الحاضرين والغائبين أو لكأنه بها قد مزج بعضاً من ماء النيلين الأبيض والأزرق ومنحنا إياه لحناً سماوياً ثرياً. بالمناسبة الشاب الذي استضافته النيل الأزرق في حلقة الاثنين واسمه على ما أظن مرتضى؛ قدم أسوأ نموذج يمكن أن يرتكز عليه الرافضون لأداء الشباب لأغنيات الغير وهو يسيء بأداء فاتر وصوت «فتران» لأغنية يا وطني يا بلد أحبابي ورغم أنني أعشق هذه الأغنية إلا أنني لم أطق أن تكتمل والشاب يتفنن في إيذائنا بها. { على العموم بعض الأغنيات هي ليست فقط كلمات ولحناً وأداء لكنها إحساس ومعايشة فمن يفتقد الصفتين الأخيرتين رجاءً فليرحمنا بسكوته، أوليس السكوت أحياناً من ذهب! كلمة عزيزة لم تكن سلمى سيد إطلاقاً موفقة في ما قدمته من تغطية خلال متابعة فضائية الشروق للانتخابات ووضح ذلك جلياً في «الخد وهات» بينها وزميلتها منى التي كانت موجودة بالخرطوم «ما عارفة ليه مذيعاتنا ديل يجن في المحك المهم ويخذلننا». كلمة أعز «يا جماعة زول يقول لي أخونا أمجد إن ضخامة الجسم ليس معناها أنه معتز الدمرداش وإلا لكان عمو سيد هو عبد المنعم مدبولي أهو الحكاية كلها شبه وببلاش!».