اقترب موعد مباراة الهلال والاسماعيلي وباتت الجماهير الزرقاء معلقة بمساء الاحد لتفتح مشرع الحلم الفسيح وتقف على الارضية التي تتمناها وتنتظر رؤية الازرق العاتي ورايته عالية خفاقة تطرق ابواب المجموعات الافريقية فنا واقتدارا وعن جدارة واستحقاق. الجماهير تتطلع ليتجاوز الفرسان كل الازمات التي حاصرت الفريق مؤخرا وتنتظر الفوز الباهر ليكون خير رد وابلغ رسالة للذين يطمحون حاليا في تعطل مسيرة الازرق عبر بوابة الاسماعيلي والخروج من المنافسة الافريقية التي احرز فيها الهلال نتائج باهرة في السنوات الاخيرة ولا يزال يقاتل بقوة على الاستمرار قدما في سلمها بحثا عن اللقب الافريقي الذي استعصى على الهلال طوال السنوات السابقة رغم الجهود العظيمة والنتائج الراقية والعمل الخلاق الذي شهدت به القارة من اقصاها الى ادناها. المباراة تعتبر مناسبة لاعادة اللحمة الهلالية للعمل الجماعي والتواضع على كلمة سواء للفكاك من حالة التشظي التي كادت تنسف الاستقرار الموجود وقد عاهدت الصفوف على التماسك ووسد الخلل والدفاع عن الراية باستماتة وقوة للمحافظة على حظوظ الهلال واستمراره في المنافسة المحببة. يعيش الهلال جملة من الظروف الصعبة واهمها الغيابات والاصابات ولكن تبقى فرصته قوية لتجاوز الاسماعيلي نظرا للفارق الفني والخبروي والرصيد الافريقي الكبير الذي يرجح كفة الهلال ومن هنا تتمسك الجماهير باهداب الامل وتنتظر الفرح العريض مساء الاحد. ليس ترفا ان تتمنى الجماهير حسم التاهل من مباراة واحدة والفوز على الاسماعيلي بعدد كبير من الاهداف يسهل المهمة في مباراة الرد ويطيح بالدراويش خارج الحلقة. عكف كامبوس على دراسة الاسماعيلي وقلب الاوراق المتوفرة من كل الاتجاهات ويعمل حاليا على وضع الخيارات التي تمكنه من الفوز بالتغلب على العقبات الماثلة واهمها الاصابات ويملك كامبوس عددا من البدائل يشكلون الخيارات المطلوبة لتأسيس قاعدة ذهبية وتشكيلة مثالية تقود الهلال للفوز وتمنح الجماهير املاً لا ينضب. المعطيات المرافقة لحال الاعداد وما يتعلق بالشق الاداري لا تبعث على التفاؤل ولكن الرهان على الفرسان ومن خلفهم كامبوس يشرع احلام الاهلة على قوس فسيح يحمل بشريات النصر ويتعهد بالاستمرار في المنافسة. ونرجو ان يتجاوز المجلس الخلافات الراهنة ويضغط الرئيس تحديدا على نفسه ويتسامى ويدعو زملاءه للانخراط بقوة خلف الهلال وتنحية الخلافات جانبا حتى تستقيم الامور ويكون التاهل هو الترياق الناجع والدواء الشافي للعلل الادارية. لم يتبق من عمر المجلس الا القليل ومن الافضل له ان تنتهي دورته وهو محافظ على استمرار الهلال في المجموعات الافريقية للعام الثالث على التوالي وهى ورقة مفيدة للحالمين بالعودة مجددا لادارة النادي في دورة قادمة. ليس سرا ان البعض بات يتبرم من الاسلوب الاداري المتبع ونزعة الانفراد بالقرار والسادية احيانا ووصف الرئيس بالديكتاتورية ولكن الوقت غير مناسب لاتخاذ هذه المبررات ذريعة لشق الصفوف في هذا التوقيت الحساس. الهلال ينادي الجميع وتحديدا مباراة الاسماعيلي التي تعتبر حدا فاصلا لا تستطيع بعده الجماهير الصبر بل ونتوقع ان تكون مثل قطعة الاسفنج التي تمتص كل الصدمات الاخيرة عقب الخسارة من هلال الجبال في الممتاز. التئام شمل الاهلة ودخولهم لقاء الاسماعيلي على قلب رجل واحد ليكون الفوز معبرا لبر الامان ولصيانة الوحدة الهلالية على الاقل في ظل استمرار التنافس وانطلاق الممتاز متزامنا مع البطولة الافريقية التي يتعين على الفريق اتخاذها سقفا لاحلامه وطموحاته لجهة الفوز بكاسها وتتويج اعناق جماهيره بها بعد طول انتظار وصبر. الفوز في مباراة الاسماعيلي هو الضامن لاستمرار الاوضاع هادئة بالهلال فيما نتوقع ان تتفجر الاوضاع ويختلط الحابل بالنابل وتبرز المجموعات الرافضة لاستمرار الاوضاع كما هى عليه الآن. الفوز يحمل عدة فوائد ويحقق المزيد من المنافع للهلال على كل الاصعدة ويحقق السعادة للجماهير التي تعشق الفريق منتصرا وفائزا ولا تهتم كثيرا بمن يحكم او يدير النادي ولا تتطلع للمشاركة الرسمية في ادارته لكنها معنية بانتصاراته ومهمومة بتحقيق المكاسب الفنية والترقي على المستويين المحلي والافريقي.