تدافعت قيادات وقواعد المؤتمر الوطني صوب المركز العام للحزب عقب إعلان رئيس المفوضية القومية للانتخابات مولانا أبيل ألير فوز رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني، عمر حسن أحمد البشير، بمقعد الرئاسة ل«5» سنوات قادمات بُعيد حصوله على «6.901.694» صوتاً بنسبة تجاوزت ال«68%» من مجموع «10.114.310» ناخبين. تدافع أكدت قيادات الحزب أنه كان تلقائياً وعفوياً تعبيراً عن الفرح بما حققه الحزب في الانتخابات التي أُسدل الستار على آخر فصولها ظهر أمس الأحد. وعلى جانبيْ مدخل المركز العام قبعت «2» من عربات حملة الحزب الانتخابية ومشاهد وصور لقاءات رئيس الجمهورية بجماهير الشعب السوداني في مختلف الولايات تتقافز على صفحة شاشتيها الفخمتين، وقبالة الممر الرئيسي للمدخل قبعت عربة ثالثة تؤدي نفس الوظيفة مع اختلاف عرض المشاهد صورةً وصوتاً، مما حدى بالكثيرين من الحضور إلى التوقف للمشاهدة والاستماع. وانتصبت خيمة الاحتفال التلقائى الضخمة وسط باحة المركز بعد أن توشحت جدرانها الداخلية باللون الأحمر وازدان سقفها باللون الأصفر مع شريط أزرق تلوى على طول وعرض مساحات الخيمة الممتدة. ومع إعلان فوز البشير بدأت فقرات البرنامج (الارتجالي) الذي نظمته الأمانة السياسية على عجل بحسب تأكيدات مقدم البرنامج تفاعلاً مع المناسبة. ورغم تعدد المتحدثين ابتداءً من القيادي البارز بالحزب د. عوض الجاز ومساعد رئيس الحزب للشؤون السياسية والتنظيمية د. نافع علي نافع والقيادية البارزة د. سعاد الفاتح، إلا أنه يلاحظ أن الخطاب ركّز بشكل لافت على محاور؛ أولها الإشادة بالعملية الانتخابية وما حققه الحزب من نتائج والثناء على وقفة الشعب السوداني مع ثورة الإنقاذ الوطني ومن ثم المؤتمر الوطني، وأخيراً تحديات المرحلة المقبلة بالنسبة لقيادات الحزب وعلى رأسها العمل على استكمال برامج التنمية التي انتظمت البلاد شكراً وعرفاناً منهم للشعب السوداني. فالدكتور عوض الجاز قال: «إن الشعب طوّق أعناقهم بتكليف واجب التنفيذ يدخل من باب رد الجميل»، متعهّداً ببذل الجهد في كافة المجالات لا سيما الخدمات وإتمام ما بدأ. كلمات صاحبتها هتافات الجموع التي ملأت خيمة الاحتفال تكبيراً وتهليلاً، أعادت إلى الأذهان أيام الإنقاذ الأولى لا سيما وأن الجموع هتفت: (الله أكبر تزلزل الأمريكان وترعبهم). وقبل أن يبارح د. الجاز مكانه رددت قيادات وقواعد الحزب خلف المنشد الشاب قرشي الطيب: (للعلا.. للعلا.. ابعثوه مجدنا الآفلا.. واطلبوا لعلاه المزيد). كان يوماً مفتوحاً للاحتفال تكسّرت فيه الألقاب والرتب والمناصب واصطفت فيه قيادات الحزب جنباً إلى جنب مع القواعد. وأكدت د. سعاد الفاتح في كلمتها التي ألهبت حماس الحضور وخاصة النساء وتجاوبت معها قيادات الحزب بصورة عامة، أن المؤتمر الوطني قدّم للعالم (درساً جديداً) في كيفية إدارة الانتخابات يشير إلى أن هناك (ثلة من الآخرين) تستطيع أن تقود العالم وتقدّم السودان كقوة ضاربة في المال والفكر والثقافة، وقالت: «سنقوم بثورة لتعليم العالم كيف تكون السياسة لعبة نظيفة بدلاً عن المقولة الرائجة بأنها لعبة قذرة». ونبّهت القيادية البارزة إلى وقوف المرأة عضواً شريكاً وأصيلاً في فوز رئيس الجمهورية عمر البشير، وقالت: «رأيناهن حافيات وفقيرات يتدافعن للتصويت لرئيس الجمهورية»، ووجّهت حديثها لقيادات المؤتمر الوطني، وعلّقت: «نريد أن تقابلوا هذا التأييد بالشكر والعمل الجاد في كل المناحي خاصة الخدمات». وباهَت د. سعاد بمجهودات البشير مقارنةً بمن سبقوه من القيادات منذ الثورة المهدية، وأوضحت أن ما أنجزته «ثلة الإنقاذ بقيادة البشير» لم تفعله الحكومات السابقة، بما فيها حكومة الزعيم إسماعيل الأزهري، وطالبت نساء الحزب بالتحزم والنزول إلى ميدان العمل العام، وقالت لهن: «إتلزّمن وإتحزّمن وانزلن الشارع مافي نوم بعد دا»، وأضافت «عايزين تنمية.. عايزين خدمات يا عبد الرحمن» في إشارة منها إلى والي الخرطوم. وتعهّد نائب رئيس الحزب، مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع في كلمته للشعب السوداني بأنه لن يجد من المؤتمر الوطني وقياداته إلاّ وفاءً وجهداً مستحقين للارتقاء به إلى مصاف الشعوب المتقدمة، وردّد: «ابشروا بالخير بإذن الله رب العالمين» ثلاث مرات، وأضاف: «نتطلع في هذه الدورة أن يرى أهل السودان من المؤتمر الوطني رئيساً وحكومةً وقواعد جهداً غير مألوف في التنمية واستكمال النهضة»، مؤكداً أن الحياة كلها لله. وغلب على خطاب د. نافع الإكثار من الحمد لله، والتأكيد بأن ما تحقق من نصر هو من عند الله، مشيراً إلى أنه نصر فاق الخيال والتقدير والتدبير، وقال: «إنه نصر عزيز أبيّ يُعز به الأعز ويُكرم به الكرماء ويُذل به أهل النفاق والكفر، موضحاً أنه نصر تحتاجه «الكرة الأرضية» لتستظل بظله، وأكد أنه نصر أخرجه الله تعالى من الركام والتربُّص ليجعل به السودان عَلَماً بارزاً، مشيراً إلى أن الشعب السوداني لن يجد منهم إلاّ ثباتاً على طريق الحق، وقال: «لن تجدوا منّا إلاّ مضاعفة للجهد».