الحمد لله حمد الشاكرين الأوفياء ، نحمده حمداً يوافي نعمه، ونشكر على فضله الذى أجراه لنا، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله أجمعين. المواطنون الكرماء.. السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته في هذا اليوم التاريخي وقد أعلنت المفوضية القومية للانتخابات النتائج النهائية لانتخابات رئاسة الجمهورية، يطيب لي أن اتوجه إليكم بخالص الشكر وعميق التقدير والتهنئة على اكتمال العملية الانتخابية التي قررتها اتفاقية السلام الشامل. وإنَّ من نعم الله تعالى على وطننا العزيز أن جعل تاريخه حافلاً بعظيم الإنجازات، وشعبه متسم بكريم الصفات. ومن فضل الله على بلادنا أن اكتملت فيها العملية الانتخابية بالجدية والحرية والالتزام بممارسة الحقوق الدستورية التي تواضعنا وتوافقنا عليها. وانطلاقاً مما شهدناه الأيام الفائتة من إقبال واسع من المواطنين لصناديق الاقتراع، التي أسفرت عن فوزنا بثقة الشعب السوداني، يحق لنا أن نزجي أسمى آيات الشكر للشعب السوداني، لأنه صاحب الانتصار الأخلاقي، حازه أمام أعين العالم، بالسلوك الحضاري الراقي والمحترم ، في انتخابات لم يشبها عنف ولا مصادمات أو احتكاكات، نجاح هذه الانتخابات هو في جوهره نجاح للشعب السوداني. الإخوة والأخوات المواطنون الكرماء.. هذا اليوم يوم شكر لله، لأنه تعالى صاحب النصر «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» ، وما حزناه من أصوات ليس نصراً للمؤتمر الوطني وحده، وإنما لكل السودانيين، وشكرنا في هذا اليوم يشمل كل الذين وقفوا معنا وأيدونا من قطاعات الشعب كافة، وكذلك يشمل من لم يؤيدونا، ولن يخصم عدم تأييدهم لنا من مواطنتهم شيئاً، فرئيس الجمهورية يمارس سلطاته كرئيس للجميع وهو مسؤول عنهم، هذه حقيقة اؤكدها والتزام أعلنه. وأتوجه بالشكر في هذا المقام للهيئة القومية التى قامت بترشيحي لرئاسة الجمهورية على سعيها الواسع، وأخص بالتقدير الأخ المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب رئيس الهيئة. وشكري لكل الجماهير بولايات السودان في الجنوب والشمال والغرب والشرق التي احتشدت في تلك اللقاءات المشهودة. ومن الواجب علينا أن نتقدم بالشكر العظيم للمفوضية القومية للإنتخابات على صبرها ومثابرتها لإنفاذ أحد أهم بنود آتفاقية السلام الشامل، لإعدادها الجيَّد وجهدها الكبير الذي بذلته برئاسة السيد أبيل ألير في أضخم وأعقد انتخابات سودانية منذ الاستقلال، إنها عمليه انتخابية ضخمة ومكلفة، برغم التحديات الفنية واللوجستية التى واجهتنا فإنها جرت بنزاهة يتشرف بها السودانيون جميعاً. وشكرنا يمتد للمجتمع الدولي المانح، ولكل من ساهم بالدعم المادي والعيني والإداري في إنجاز هذه العملية التاريخية، التي شهدها مراقبون دوليون ووطنيون، وأدوا فيها مهمة دقيقة لاتستغني عنها أي انتخابات حرة ونزيهة، فالتحية لهم ولما أدوه، ولكل المنظمات والأصدقاء في العالم الذين ساندوا السودان. وقد أقبل على شهود هذه العملية إعلام عالمي كثيف وجد في السودان كل ترحيب، وتمكن من الاطلاع على وقائع ما جرى وشهد على سلاسة الانتخابات وخلوها من العنف وتعكير السلام الاجتماعي، فشكراً لكل إعلامي بحث عن الحقيقة ووجدها ونقلها للعالم. المواطنون الكرام.. لقد أتاحت الانتخابات الفرصة سانحة للجميع للتعبير الحر والاختيار الشفاف، ومنح الثقة في المرشحين على مختلف أحزابهم وتنظيماتهم، ويجدر بي أن اشكر جماهير المؤتمر الوطنى لعبوره واحداً من أكبر الاختبارات لكيانه الواسع الذي أثبت بفوزه بمعظم الدوائر الانتخابية على مختلف المستويات أنه الحائز على ثقة غالبية أهل السودان، فالشكر لكم جماهير المؤتمر الوطني على مواصلتكم الليل بالنهار لإحراز هذه النتيجة المشرفة. ونهنئ كل القوى السياسية الوطنية التي شاركت على ما حققوه من نتائج داعمة للتقدم الديمقراطي، وأجدد من هذا المقام التزامنا بحشد الطاقات الوطنية لإنفاذ برنامجنا الذي طرحناه لمصلحة جميع أهل السودان، وأيدينا وعقولنا مفتوحة لكل القوى العاملة في إطار الدستور، بالتواصل والتحاور والتشاور لتأسيس شراكة وطنية نواجه بها التحديات، وأؤكد على المضى لإجراء الاستفتاء لجنوب السودان في موعده المحدد واستكمال سلام دارفور. أيها الشعب العظيم.. لقد آلينا على أنفسنا وقد منحتمونا ثقتكم أن نضطلع بمسؤولية قيادة هذا الوطن بالحكمة التي تحفظ استقراره، وبالاهتمام الذي يجعله في مقدمة البلدان، وبالعزم الذي يحفظ كيانه. هذه كلمتي لكم، رفيق في الطريق، صديق في المعاملة، متواضع معكم وبكم، سامع لنصحكم ورأيكم أمام المسؤولية التي تنتظرنا جميعاً، ولايسعني لأكون عند حسن ظن من اختارونا، وفي مستوى التكليف والثقة التي أعطيت لنا من جموع الناخبين ، إلاّ أن أدعو الله تعالى بالآية الكريمة «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيراً» صدق الله العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.