{ طالعت بالامس وفي موقع لإحدى الصحف التونسية مقالاً مثيراً كُتب رداً على ما جاء في إحدى الصحف الرياضية السودانية وسيطرت عبارات الاشتعال على المقال المذكور رداً على ما جاء في الصحيفة السودانية عن مباراة الاياب الحاسمة التي ستقام يوم الثامن من شهر مايو القادم في ملعب ام درمان..!! { تضمن المقال استعراضاً كاملاً لمقال آخر نُشر في جريدة سودانية رياضية، لا داعي لذكرها، وتعجب الكاتب التونسي من العبارات المشتلعة التي استخدمتها الصحيفة السودانية والتي استندت على تقديم اللقاء وكأنه حرب مستخدمة من الالفاظ ما يندى له الجبين.. وكان الكاتب التونسي يرد على كل سطر في المقال المذكور.. { مثلاً وعندما تعرض لمطالبة الصحيفة السودانية للاعبي المريخ بأن يحرقوا شباك الترجي جاء تعليق التونسي: شباب الترجي هو من سيحرق شباك المريخ..!! { ومن ما سبق نتأكد بأن اشعال الحرب من الجانب المريخي، وبفضل التقدم التقني، وصل الى الصحافة التونسية وبالتالي الى لاعبي فريق الترجي وفي ذلك اشارة عميقة ستنعكس آثارها لا محالة على نتيجة اللقاء.. { واذا كان اعلام المريخ يعتقد بأن اشعال المباراة المرتقبة امام الترجي ووصفها بالمعركة من شأنه ان يقرب الفرقة الحمراء من التفوق والعبور الى الدور ربع النهائي فإنه مُخطئ لا محالة بل على العكس فإن ما تابعناه عبر تلك الصحيفة التونسية التي هي ليست رياضية بل سياسية من شأنه ان يعود على ممثل السودان بنتائج عكسية على الاقل بعدما تابعت الصحف التونسية الاحاديث غير المسؤولة إياها التي صدرت من جهة اعلامية من المفترض انها الاجدر والأحق بأن تتعامل بشكل اكثر ايجابية مع المباراة المرتقبة.. على الاقل ولو من زاوية انها مباراة في كرة القدم. { لقد خسر المريخ مباراة وكان الفريق المنافس هو الاحق بالفوز على الاقل ولو من باب انه كان الاكثر اعداداً وتنظيماً وحقق ما اراد وتبقت جولة أخرى هي الاصعب وترتبط بنتيجتها مسألة تحديد الفريق الذي سينال شرف العبور الى الدور ربع النهائي، المجموعات، ويخطئ من يظن ان مهمة المريخ ستكون سهلة خاصة وانه يحتاج للفوز باربعة اهداف نظيفة.. ونظيفة هذه هي الاهم والابرز فهل يستطيع..؟! { وقبل الاشتعال المذكور تمنينا ان يفكر اصحاب مهنة الصحافة بعقولهم قبل عاطفتهم ويسألوا انفسهم بالمنطق: هل باستطاعة المريخ الفوز على الترجي برباعية نظيفة..؟؟! ومع ذلك السؤال أن يتذكروا: متى فاز المريخ على فريق افريقي في بطولة افريقية بالاربعة..؟! وهل بإمكان المريخ اذا ما افترضنا جدلاً انه حقق الفوز بالاربعة ان يحافظ على شباكه نظيفة في ظل الدفاعات المهزوزة وحراسة المرمى المتواضعة التي يعرفها جميع المريخاب ويحفظونها عن ظهر قلب..؟! { ان التفكير العاطفي هو الذي يقود اصحاب القلوب المريضة لنشر ثقافة التعصب التي تابعناها عبر تلك الصحيفة والتي وصلت الى الاخوة في تونس الشقيقة وبلا شك سيضع نجوم الترجي كل الخزعبلات المذكورة في اعتبارهم وستسافر بعثتهم الى الخرطوم بغرض العبور ولا شيء سواه وسيتأهل الترجي على حساب المريخ وسيترك لنا حسرة الالم والتأسف والندم والبحث عن الاسباب الواهية والاعذار التي لا تقنع اصحابها الذين يطلقونها.. { ان الموقف الذي يمر به المريخ والهلال حالياً والتعلق بإحساس الامل والتمسك به والذي تسهم الصحف الحمراء والزرقاء في نشره ما هو الاّ حلقة واحدة فقط من مسلسل مكسيكي مللنا متابعته ودفعنا ثمن الإنصات اليه مراراً وتكراراً في مواقف عدة مشابهة للمشهد الحالي الذي يمر به الفريقان.. { وفي الحلقة القادمة التي تلي هذه الحلقة التي تسيطر حالياً على الاوضاع سنتابع مسلسل الالم والهجوم على التحكيم ولعن الحظ والتأكيد على ان الكونفدرالية ستكون خير تعويض للسقوط من بطولة الابطال..!! { وحبذا لو فاز المريخ على الترجي بأي نتيجة لأن ذلك يعني ان الدنيا ستتحول الى مولد كبير من المدح والثناء والتهويل.. لم لا وإحدى الاصدارات المريخية خرجت في اليوم التالي لخسارة المريخ امام الترجي بثلاثية وبالخط العريض كتبت: المريخ يحاضر الترجي في الشوط الثاني..!! { استغفر الله العظيم واتوب اليه.. ربنا إنا لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه.