مبروك النجاح، لكل طلاب شهادة الأساس، الذين كانوا عند حسن الظن بهم، فأشاعوا البهجة في النفوس، في زمن الفرح الشحيح. ومبروك لكل الآباء والأمهات الذين ما توانوا في سبيل توفير بيئة دراسية ملائمة وصحية، وبذلوا الغالي والنفيس لأجل نجاح أبنائهم، الذي أحسب أنه أروع إحساس بالإنجاز يمكن أن يُعاش، ومبروك أكثر لكل المعلمين والمعلمات القابضين على جمر المبادئ والعمل الرسالي، في زمن التقاعس واللامبالاة، وهم يتفانون ويعطون عصارة تجاربهم لطلابهم لأجل مستقبل أفضل، حتى وإن كان ذلك على حساب أعصابهم وظروفهم وصحتهم وحياتهم الخاصة. ومبروك النجاح، بصفة خاصة وشخصية، لأسرة مؤسسة «حسنين» التعليمية باللاماب، على ما حققوه من إنجاز كبير بحصول مدرسة الأساس على نسبة نجاح 100% في امتحانات شهادة الأساس الأخيرة، ضاربين بذلك أروع المُثل كمؤسسة تعليمية خاصة، بمواصفات أكثر خصوصية، إذ أن المدرسة والحقُّ يُقال تتمتع بمزايا المدارس الحكومية التي يعاودنا إليها الحنين وأكثر، من حيث المباني والمعاني، فهي تعتبر المدرسة الخاصة الوحيدة في القطاع التي تشتمل على «حوش» مدرسي رحيب، تمارس فيه المناشط الرياضية، ويقام فيه (طابور الصباح) كما يجب، في الهواء الطلق، وبها مساحة مقدرة من النجيل، والعديد من الأشجار الباسقة الظليلة، مما يتيح للطلاب قضاء يومهم الدراسي بحرية واستمتاع، بدلاً عن قضائه بين جنبات عُلَب الخرسانة المسلحة، الضيِّقة، التي تسمى مجازاً مدارس خاصة فارهة من ذوات الطوابق. فكلما دعتني الضرورة لزيارة «مدرسة حسنين الأساسية» بحكم علاقتي الوطيدة بإدارة المدرسة، أو لأسباب تتعلق بمتابعة ابنتي دراسياً؛ شعرت بالرضا؛ لأن اختياري وقع منذ البداية على هذه المدرسة لتكون اللبنة الأولى في صرح ابنتي التعليمي، لأنها تعيد إليَّ ذكريات حميمة عن أيام الدراسة الابتدائية، سقاها الله، حين كانت المدرسة الحكومية تتمتع بالقداسة والتميُّز، حتى أتى هذا الزمان الذي لم نعد نفكر فيه طويلاً قبل أن نقرر إيداع أبنائنا إحدى مدارس التعليم الخاص، ليحظوا ببعض الاهتمام، ويكون تحصيلهم الدراسي مثمراً. { والحقيقة، لم يأت اختياري لهذه المدرسة اعتباطاً، فيكفيها فخراً أن على رأسها رائد التعليم الأستاذ الكبير «حسنين عبد السيد» بباعه الطويل، وخبرته المتراكمة، وحرمه المصون الأستاذة «سميرة محجوب»، بحكمتها وبشاشتها، ومعرفتها ببواطن أمور الطالبات، وقدرتها على تسيير الأمور يداً بيد إلى جانب أركان حربها الرائعات، معلمات المواد اللائي اجتهدت في اختيارهن، فجئن مثاليات، مهذبات، وهميمات، بالقدر الذي يوفر لأبنائنا تحصيلاً دراسياً مميزاً، وسلوكاً تربوياً عالياً، فلهن التحية والاحترام دون تمييز، بمستوى الحفاوة والترحيب الذي أجده منهن دائماً، والتعاون الكبير الذي يبذلنه معي، في سبيل ترقية المستوى الأكاديمي والإنساني لابنتي. { وحين دُعيت مؤخراً لحضور مهرجان التفوُّق الدوري، الذي تحرص المدرسة على إقامته كل عام لعكس مناشط الطالبات، وفتح قنوات للحوار والتواصل مع أولياء الأمور، لم أكن أحسب أن لطالبات حسنين هذا الحضور الجميل، بقراءتهن الممتعة، وشجاعتهن الأدبية الكبيرة، ولمست بنفسي حجم التواصل، وشكل العلاقة الجميلة بين الطالبات والمعلمات، والمحبة المشوبة بالاحترام التي تربطهن، ثم كانت الأستاذة سميرة عند حسن ظني بها، وهي ترحب بنا وتكرم المتفوقات، وتفتح مجالات التفوق على مصراعيها أمام المبرزات من الطالبات، ببذلها لفرص التعليم مجاناً لكل طالبة متفوقة، في بادرة تُحسب لها، وتؤكد أن مؤسسة حسنين الخاصة لا تهدف فقط للربح المادي، بقدر ما تهدف لإعادة المجد الغابر لمؤسسات التعليم التربوية، التي تبني المستقبل، وتكوّن شخصية الطالب بما يتوافق واحتياجات الأسرة والوطن. تلويح: شكراً لمؤسسة حسنين على اجتهادهم الكبير مع أبنائنا، وخلقهم نموذجاً يُحتذى في مجال التعليم. ودام النجاح.