ليلة إستثنائية جمعت قمتي الغناء السوداني.. الموسيقار محمد وردي والموسيقار محمد الأمين، شهدها مسرح العميد أحمد المصطفى بالاتحاد العام للمهن الموسيقية بأم درمان مساء الأحد ضمن سلسلة ليالي (فلنوقر كبارنا الذين أثروا وجدان الشعب السوداني) التي يقيمها الإتحاد تكريماً للرموز من الرواد والمبدعين. هذه الليلة كانت إحتفالاً وإحتفاءً بدرجة الدكتوراة الفخرية التي منحتها جامعة النيلين للموسيقار (ود اللمين) جمهور كثيف ضاقت به باحة الإتحاد رابط يتابع فعالياتها حتى الواحدة من صباح الاثنين. أفتتح الليلة رئيس الإتحاد عبدالقادر سالم معدداً إسهامات الدكتور الموسيقار محمد الأمين في الغناء والموسيقى وأطر التجديد التي أضافها لها. وأبان أنه في فترة رئاسته للإتحاد قبل دورتين حقق العديد من الإنجازات منها هذا المسرح. ٭ البروفيسور من جانبه قال الموسيقار محمد وردي إن (الدكاترة) كثر وأنه سيطلق على المحتفى به لقب (البروفيسور). وخاطب محمد الأمين بقوله:« الدكتوراة أتتك منقادة تجرجر أذيالها فهي لك وأنت لها. ليس الآن ولكن منذ أوائل الستينيات حين تغنيت ب«مسيحية»، و«يا حسدين غرامنا». وأضاف.. أخي محمد الأمين.. لقد أخترت طريقاً جديداً في الغناء السوداني ولم تقلد أحداً وأنرت الطريق ووضعت بصمتك وأنت أبرز مطربي أكتوبر بملحمتك الشهيرة، وأنت سيد الألحان الجميلة ولقد تشرفت بك الدكتوراة. ٭ أبو اللمين يدعو للوحدة المحتفى به قدم محاضرة في حب الوطن بلغة رصينة أذهلت الحضور وقال بعد أن سرد قصته مع جامعة النيلين منذ أن كانت جامعة القاهرة فرع الخرطوم وملحمته (قصة ثورة) عندما قدمها في باحتها وخروج الطلاب في مظاهرة عفوية مرددين شطر البيت (لما يطل في فجرنا ظالم) وإنسحابه منهم، قال بعد أن شكر الجامعة على هذا التقدير بمنحه الدكتوراة الفخرية في الآداب وتمنى لها الرفعة ولسائر الجامعات السودانية «إن هذا التكريم يأتي في مرحلة يقف عندها السودان كله وهي مرحلة التحول الديمقراطي والانتخابات»، وبعث بالتهنئة لكل من فاز فيها وطالب الذين لم يفوزوا بأن يكون لهم دور في بناء الوطن. وأضاف «إن إرتضينا الديمقراطية فإنها تتكون من حكومة ومعارضة نأمل أن تقود البلاد إلى بر الأمان». وأشار إلى أن إستفتاء الجنوب يتطلب جهداً كبيراً من المواعين الإبداعية لترسيخ الوحدة. وقال نحن الذين ولدنا ووجدنا هذا السودان واحداً موحداً عليه يجب أن نتحد مطربين وشعراء وموسيقيين ودراميين وأدباء من أجل أن يبقى الوطن موحداً. وأعلن عن عمل قومي جديد بينه والشاعر الأستاذ الصحفي فضل الله محمد بعنوان «وطن واحد قضيتنا .. وطن واحد ورثناه». ٭ نيلان الدكتور عمر محمود خالد قال «ليست مصادفة على مقربة من ملتقى النيلين أن يلتقي النيلان العظيمان وردي ومحمد الأمين». وأضاف بأن المحتفى به يستحق الدكتوراة منذ عام 1964 حين قدم (قصة ثورة). وقرأ الدكتور عمر نصاً وطنياً جديداً فيه (بدل اللغم والقنبلة .. الطلقة تطلع سنبلة) فيما حيا ممثل وزير الثقافة والإعلام المكلف لولاية الخرطوم عماد الدين ابراهيم المحتفى به بالدكتوراة وحب الناس. ٭ الفاتح حسين افتتحت فرقة الدكتور الموسيقار الفاتح حسين الطرب عبر أربع مقطوعات موسيقية نالت الإعجاب واحدة منها أغنية لود الأمين. ٭ معتز يرتبك المطرب معتز صباحي الذي قدم أغنية خاصة وربيع الدنيا لعثمان حسين بعد أن قال إنه لايستطيع الغناء لمحمد الأمين وبرر إرتباكه الواضح بأنه اعتراه عندما وجد نفسه يتغنى أمام وردي ومحمد الأمين وكان غير موفق في أداء أغنية عثمان حسين. ٭ ود مدني المطرب عمر جعفر كان فرس الرهان فقد قدم رائعة محمد الأمين (جانا الخبر) وسط تصفيق الجمهور المتواصل وقدم (الليلة غاب تومي) لعبدالقادر سالم فكانت (قنبلة) بمسرح الإتحاد. ٭ كلام الكبار الموسيقار محمد الأمين قدم عدة أغنيات منها «عويناتك»، «يا حاسدين غرامنا»، وتغنى دويتو بأغنية وردي «نور العين» مع وردي نفسه فرقص الجميع وكانت كريمة الموسيقار وردي (جوليا) أبدع الراقصات في ليلة البروفيسور الموسيقار محمد الأمين.