أثار خروج الهلال والمريخ من دوري أبطال افريقيا وتحولهما الى الكونفدرالية ووداع الأمل العطبراوي للمنافسة، أثار ردود أفعال عنيفة وسط الشارع الرياضي في ظل التدهور المريع للكرة السودانية والهزائم الخارجية المتتالية للأندية التي كان آخرها خسارة الهلال أمام الاسماعيلي المصري ووداع المريخ من دوري الأبطال علي يد الترجي التونسي وخسارة الأمل من بلوزداد الجزائري وهو ما يعكس الواقع المتردي والنفق المظلم للكرة السودانية ويكشف القائمين على إدارتها وضعف الإمكانيات وغياب الثقافة الاحترافية والفهم الكروي للاعب السوداني. (الأهرام اليوم) وضعت أمر الهزائم المتواصلة للاندية على طاولة النقاد واهل الشأن لتشخيص العلل ومواطن الخلل ، والتقت بالخبير الكروي الدكتور حسن المصري والمدرب المعروف محمد الطيب من خلال المساحة القادمة: ٭ المصري: لا تحكموا بالنتائج في الوقت الراهن في البدء تحدث الخبير الكروي حسن المصري قائلاً: الكرة السودانية وللأسف ظلت منتكسة ومتدهورة منذ وقت بعيد لأنها لم تعتمد على المراحل السنية والبناء القاعدي فلا يوجد اهتمام بالناشئين والأشبال كما أن اللاعب السوداني يفتقد لأبجديات الكرة من مهارات ولياقة بدنية وقوة وجسمانية وافتقاده الثقافة الكروية والاحترافية فالأساس هو النقطة التي يجب ان نركز عليها ولكن في ظل غياب المراحل السنية لا يمكن ان ننشد التطور ونحقق النتائج فخروج انديتنا من البطولات الخارجية بات أمراً طبيعياً لأننا لم نجتهد ونعمل منذ البداية على بناء فرق قوية وتأهيل اللاعبين حتى نحقق البطولات. وقال المصري : إن عددا كبيرا من القائمين على أمر الكرة بالبلاد لا قناعة لهم بالمراحل السنية كما أن عقليات بعض الإداريين لا تواكب التطور الماثل في كرة القدم ولا وجود لاستراتيجية طويلة المدى نرسم من خلالها كيف نحقق البطولات الخارجية انما نعتمد على أشياء وقتية سرعان ما تتلاشى، فالكرة السودانية ما تزال في وهدتها لم تواكب الكرة المعاصرة فأين نحن من مصر والجزائر وتونس ولماذا لا نشارك في المنافسات القارية ولماذا لا نملك لاعبين يحترفون بالخارج؟ إنها اسئلة لا تجد من يجيب عليها وهي الحقيقة التي يتهرب منها الجميع. وأضاف المصري: خروج الهلال والمريخ من دوري الأبطال وتحولها الى الكونفدرالية ووداع الأمل للمنافسة شيء طبيعي في ظل الوضع الراهن وعدم وجود التخطيط السليم وضعف طموحات اللاعب السوداني وغياب المفاهيم الاحترافية. وتساءل المصروي لماذا لا نواجه أنفسنا بواقعية بدلاً من دفن الرؤوس في الرمال ونعترف بالأخطاء ونجلس جميعاً (إداريين ولاعبين وإعلاماً) لمعالجة الخلل حتي نعود بشكل أفضل، فمشكلتنا اننا لا نحب قول الحقيقة. وواصل المصري إفاداته وقال: هبوط الهلال والمريخ الى الكونفدرالية يعد مؤشرا لضعف الكرة السودانية لأنهما سيواجهان اندية متواضعة فلماذا لا يكونا مع الكبار في دوري الأبطال؟! المصري رأى أن مشكلة الكرة السودانية تكمن في بعض الإداريين الذين لا علاقة لهم باللعبة كما لا يوجد استشاريون كما يحدث بالخارج وقال: طموح اللاعب محدود وفي نطاق ضيق كما أن التسجيلات خاطئة واختيار الأجهزة الفنية يتم بطريقة عشوائية. وحول مدربي القمة كاربوني وكامبوس قال المصري: (إذا كان عندهم خبرة تدريبية كبيرة لماذا لا يعملون في أوروبا بدلاً من العمل في السودان ببضع آلاف من الدولارات)؟ وقال ان كامبوس وكابوني واللاعبين تسببوا في تحول الفريقين الى الكونفدرالية. ٭ محمد الطيب: خروج الثلاثي أمر طبيعي الكوتش محمد الطيب المدرب السابق للأمل العطبراوي تحدث بصراحة عن تحول المريخ والهلال الى الكونفدرالية وخروج الأمل فقال: في اعتقادي أنت خروج الثلاثي شيء طبيعي ومتوقع في ظل الوضع الراهن للكرة السودانية، فالأمل قدم مردوداً جيداً في أول مشاركة خارجية له وتعرض لخسارة منطقية أمام شباب بلوزداد ووصل مرحلة متقدمة في البطولة. أما عن تحول القمة الى الكونفدرالية قال محمد الطيب: هناك فوضى احترافية في الفريقين وفي الفهم الكروي والخروج ظل يتكرر كل عام دون ان نستفيد من الأخطاء ورغم الصرف الضخم من أموال تدفع للمدربين والمحترفين الأجانب والسفر والمعسكرات الخارجية الا أن المحصلة النهائية صفر كبير فأين تذهب كل تلك الأموال ولماذا لا يكون مبدأ المحاسبة حال الاخفاق؟ فاللاعب السوداني يأخذ أكثر مما يعطي وحتى المحترفين الأجانب بدلاً من أن يعلموا اللاعب السوداني المفاهيم الاحترافية المتقدمة اصبحوا يتأثرون بدلاً أن يؤثروا ويغيروا الواقع. وأقر محمد الطيب بوجود خلل كبير في الأجهزة الفنية من حيث اساليب وطرق اللعب والنواحي التكتيكية وغياب الرؤى الفنية، مضيفاً ان كامبوس وكاربوني فشلا في إدارة المباراتين بعدم قراءتهما للمنافس وما تحتاجه كل مباراة من تعامل وأسلوب. الطيب قال: في كل عام تتكرر الأخطاء والخروج المبكر دون معالجة للسلبيات والعودة بشكل افضل ورفع مهارات اللاعبين، مؤكداً في ختام حديثه ان الهلال والمريخ لن يحققا شيئاً في البطولة الكونفدرالية.