امتلأ البريد بالرسائل وفي المساحة التالية نفسح المجال للأعزاء القراء مع الشكر الجزيل لهم والوعد بنشر كل ما يصلنا تباعاً.. الاخ الأستاذ / محمد كامل سعيد السلام عليكم ورحمة الله .. وبعد أطالع عمودك علي جريدة «الأهرام اليوم» (كرات عكسية) باستمرار وأشد ما أعجبني فيه هو صدق الكلمات والعبارات عن واقع كرتنا السودانية خاصة ما يدور في الصحف الرياضية من أمنيات أقرب إلي الخيال من الحقيقة بل هي كالسراب لأننا أ صبحنا نلعب على ورق ومانشيتات الصحف الرياضية أكثر مما نلعب على النجيلة. وأكثر ما أعجبني أنك تكتب بواقعية شديدة بعيدة عن التعصب الكروي لأحد نادي القمة الهلال أو المريخ فليت كل من يكتب عن الرياضة والرياضيين ينحو هذا النحو المنطقي والعقلاني، فكرة القدم تعطي من يسكب العرق والمال وحسن الإدارة والبنيات الأساسية من ميادين وملاعب كرة قدم منجّلة ومدارس سنية وناشئين، أضف إلى ذلك ضرورة احترام اللاعبين لهذه الرياضة لترقية مستواهم الرياضي والثقافي، وهنا اعني ثقافة الاحتراف أو حتى ثقافة أن تكون لاعباً هاوياً. فاللاعب عندنا مغرور ومستواه غير ثابت وذلك يرجع لعدم الانتظام في التمارين وعدم المحافظة على اللياقة البدنية، فإذا نظرنا إلى الدول حولنا نجد أن مستوى لاعبيها في تطور مستمر وافيدك بأنني قبل أيام كنت أشاهد مباراة بالدورة الجزائري وإذا بي أتفاجأ بالمعلق يتحدث عن أحد المحترفين وهو المحترف الوحيد الذي كان يلعب في تلك المبارة، وأشار في تعليقه الى أن الاتحاد الجزائري قد قرر إنهاء عقودات كل اللاعبين الأجانب وهذا اللاعب المحترف هو الوحيد الذي لازال عقده سارياً.. قصدت من ذلك أن أشير الي أن مستوى اللاعب الوطني لديهم وصل إلى درجة من الإعداد والجاهزية والتطور أن يستغني الاتحاد تماماً عن اللاعبين الأجانب.. معذرة للخروج عن الموضوع الأساسي ولكن صحافتنا الرياضية «تفقع المرارة» أحياناً كما يقول رجال السياسية عندما يضيقون ذرعاً بأمر ما. وأنا اكتب هذا الرأي ليس مجاملة لكتاباتك ولا رياءً ولكن قناعة مني بأن مثل هذه الآراء الجريئة التي تعرف مكمن الخلل والضعف وتحاول أن تعالج ذلك بقول الحقيقة والحقيقة أحياناً كثيرة تكون مُرة وغير مستساغة ولكن دعونا نواجه واقعنا بهذه الواقعية وهذه الجدية.. وهذا ليس تقليلاً من شأن الصحافة الرياضية فلها دور كبير وفعال ولكن العصبية الزائدة التي يكتب بها الكثير من الصحفيين الرياضيين تقلل من مجهوداتهم وتكون الحصيلة أمنيات وآمال شبه مستحيلة كما هو حال أو موقف فرقنا الثلاثة المشاركة في الأبطال (الهلال، المريخ والأمل) في الكونفدرالية. ونسأل الله أن تتحقق الآمال رغم صعوبة الموقف الذي كانت الفرق الثلاثة سبباً مباشراً في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه ولا زال الإعلام الرياضي يكتب ما ينافي الحقيقة. مع شكري وتقديري د/ عمر حسن بابكر ورسالة أخرى بعنوان (ثم ماذا بعد)..؟ ثم ماذا بعد..؟ انتهت المرحلة السابقة بخروج أمل السودان وتدحرج المريخ ولحقه رفيق الدرب الهلال (للكونفدرالية) وكأن شيئا لم يحدث. لاحظت أن الجمهور المسكين المغلوب على أمره لاحظت أنه صابر محتسب (لا حول له ولا قوة) وأظنه استسلم للأمر الواقع بعد أن تبيّن له (الخيط الأبيض من الأسود) الذي شاهد الحشود البشرية أمسية السبت 8 / مايو يظن أنها في حالة الخسارة (ستقضي) على (الأخضر) و(اليابس) ولكنها سماحة أهل السودان (غلبت).. شاهدت الجماهير في اليوم التالي للمباراة تصفق لتسديدات السعودي سعيد وطارق مختار والعجب في التمرين..!! و لكن نعود ونقول ثم ماذا بعد؟ هل بلغ بنا الطموح فقط هزيمة (غزالة) (تشاد) وفرق إثيوبيا)..؟ مع احترامنا الكامل لهما، هل..؟ و هل كل ما يصرف من (دولارات وجنيهات) على اللاعبين وفي الأسفار في كل الاتجاهات فقط يصرف من أجل الفوز على فرق لم نسمع بها قبل، لقد تكررت الأسطوانة: كسب التجارب والاحتكاك وإلى متى (نجرب) و(نحتك)..؟ ألا تكفي كل التجارب التي خضناها منذ دخولنا مجال المستديرة سنين خلت..؟ وإلى متى مبلغ طموحنا (الترضية)..؟ وأصلا ماذا فعلنا حتى تتم (ترضيتنا)..؟ و نتمنى أن يتخلى الاتحاد الافريقي عن (البدع) ويكسب زمنه ويمنح فرق بطولة الاتحاد (الكونفدرالي) يمنحها فرصتها في الصعود المباشر لدور الثمانية وبعدها نشوف (الطاير) يلعب (وين)..؟ ولكن وبطبيعة النفس البشرية سننسى الأيام التي مضت (حزنا قضيناها) ونعيد الأمل (الباقي) في (جوانا) عسى أن ينصلح الحال وقبلها لابد أن نغير ما بأنفسنا. حتى نلحق بالعالم من حولنا كروياً وتشاهدون الآن في البطولات الافريقية عدة فرق من دوله واحدة، مصر القريبة كم عدد فرقها التي لا تزال في (قلب) التنافس..؟ وتونس ونيجيريا، لكن الفرق بيننا وبينهم كبيرا عندهم الكورة وعندنا (الماس.....؟).. مع التحية.. الطيب الفكي