دعا رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم الحركة الشعبية إلى تمديد الفترة الباقية على إجراء الاستفتاء لبذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على وحدة السودان وجعل خيار الوحدة جاذباً، وقال إنه في حال انفصال الجنوب فإن أقاليم أخرى بالسودان سوف تنفصل هي الأخرى وسيكون ذلك بداية لتفتيت البلاد، مطالباً جميع الفئات والقوى والأحزاب السودانية والحركات المسلحة بالعمل على توحيد الجبهة الداخلية حتى يعلو صوت الوحدة. وأكد خليل أن زيارته الحالية للقاهرة ولقاءاته مع المسؤولين المصريين تستهدف بحث المشكلات السودانية بشكل عام وطرح الرؤى لطريقة حلها. ونفى إبراهيم أن تكون القاهرة منبراً بديلاً أو مغايراً للمنبر التفاوضي بالدوحة، وقال في لقاء مع أفراد الجالية السودانية بالقاهرة إن الجانب المصري يسعى الى مساعدة جميع الأطراف وحثهم على العودة الى طاولة المفاوضات مرة أخرى، موضحاً أن منبر الدوحة يحتاج الى إصلاحات من بينها أن يكون هناك منبر تفاوضي موحّد وبرنامج للتفاوض وأن يكون الوسيط محايداً، واصفاً جهات الوساطة «قطر وجبريل باسولي» بأنها لم تعد وسيطاً بين جهات التفاوض، ورأى أنه في حال تنفيذ تلك المطالب فإن حركته ستعود الى التفاوض عبر الدوحة مرة أخرى، مجدداً اتِّهامه للحكومة بأنها لا تسعى الى تحقيق السلام، مشيراً إلى أن الخرطوم رفضت التوقيع على بروتوكول شامل لوقف إطلاق النار، وأكد على الحاجة إلى إيجاد آلية تحكم بروتوكول وقف إطلاق النار وتستند الى قوانين تتضمن سبل تحريك القوات وجهات تلقي الشكاوى بشأن أي تجاوزات أو مخالفات من قبل أي طرف، وقال إن الحكومة رفضت التوقيع على كل ذلك، مبيناً أن المفاوضات بالدوحة تحولت الى فوضى بوجود عدد كبير من الأفراد الذين ليس لهم أي وجود على الأرض في دارفور. وبشأن المذكرة الصادرة من وزارة العدل باعتقاله قال إبراهيم أنها دعاية إعلامية رخيصة وأن الحكومة بذلك لا تريد السلام، متسائلاً: نحن أمامهم منذ سنوات فلماذا إصدار مثل تلك المذكرة في هذا التوقيت؟ مجدداً تأكيد حركته على أن المسؤولين السودانيين هم المطلوبون للعدالة الجنائية. وحول شؤون السودانيين بمصر قال: تحدثنا مع المسؤولين المصريين عن أحوال بعض السودانيين الذين يعانون من أوضاع مأساوية على الحدود التي سمعنا عنها، مشيراً الى أن الجانب المصري أوضح للحركة أن مناطق التسلل إلى إسرائيل هي مناطق ذات حساسية أمنية وأن أي تحرك بها خارج القانون يعرض القائمين به للخطر، لافتاً الى أن الكثير من دول العالم تضع قيوداً على تحركات اللاجئين الموجودين على أراضيها في حين أن اللاجئين السودانيين بمصر لا يواجهون نفس الأوضاع وأنهم يعيشون بها كأنهم في السودان، مطالباً السودانيين في مصر باحترام قوانين الدولة المصرية وتجنُّب الخروج عليها وذلك للحفاظ على سلامتهم. ووجّه زعيم العدل والمساواة الشكر الى الرئيس مبارك والحكومة والشعب المصري على استضافة وفد الحركة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها دولة السودان. من جانبه قال الناطق الرسمي باسم العدل والمساواة أحمد حسين آدم إنه من الطبيعي في هذه الظروف أن نقصد القاهرة ونأتي اليها فهي العاصمة الأكثر وعياً بمشكلات السودان، مضيفاً: نطمئن كل الذين يشككون في هذه الزيارة بأننا نحمل رسالة للسلام والوحدة ولا نوجّه رسالة للحرب، مطالباً جميع الأطراف بالترفع عن الصغائر لمواجهة التحديات الضخمة التي تهدد وحدة السودان واستقرار شعبه. يذكر أن اللقاء أُحيط بإجراءات مشددة من قبل السلطات المصرية وتمّ منع ممثلي أجهزة الإعلام المختلفة من تغطية فعالياته. وألقت مذكرة السلطات السودانية للإنتربول باعتقال خليل إبراهيم بظلالها علي أجواء اللقاء. إلى ذلك قال الدكتور أمين حسن عمر رئيس الوفد الحكومي في تصريح ل(smc) إن وفد الحكومة سيغادر إلى الدوحة في السادس عشر من الشهر الجاري مؤكداً أن الوفد سيدخل المشاورات الحالية حسب التفويض الممنوح له أصلاً من رئيس الجمهورية موضحاً أن إشراك قوى سياسية أخرى متروك للقيادة السياسية وسيؤجل إلى حين دخول الوفد في مفاوضات مباشرة مع الحركات الموجودة.