جاء في صحيفة (ذي ديلي تيليغراف) اللندنية عدد الخميس الموافق 13/مايو 2010م أن المؤرخ الصيني ليو شنشان قال: إن بلاده تعرضت للتهديد النووي خمس مرات منذ عام 1949م تاريخ وصول الشيوعيين بقيادة ماوتسي تونج إلى الحكم. وقال إن أخطر هذه التهديدات حدث عام 1969م عند احتدام النزاع الحدودي بين الصين والاتحاد السوفيتي الذي كان من خسائره ألف قتيل من الجانبين. وأضاف أن الاتحاد السوفيتي أبلغ واشنطن بخططه الرامية إلى إزالة الخطر الصيني بضربة نووية وأنه يرجو أن تظل الولاياتالمتحدةالأمريكية محايدة وألا تتدخل. وكان الرد الأمريكي عنيفاً.. ففي حالة شن هجوم نووي على الصين فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف توجه صواريخها النووية نحو 130 مدينة سوفيتية. وقال المؤرخ ليو: إن الولاياتالمتحدة كانت ترى أن الخطر السوفيتي أكبر من الخطر الصيني. وفي ذلك الوقت من عام 1969م كان الاتحاد السوفيتي هو القوة العظمى الثانية في العالم، وكانت مساحته سدس مساحة الكرة الأرضية، وكانت الصين شيوعية مثله لكنها انشقت عنه منذ أواخر الخمسينيات. وكان يجلس على قمة السلطة في الاتحاد السوفيتي ثلاثة هم ليونيد بريجنيف الأمين العام للحزب الشيوعي، والكسي كوسجين رئيس الوزراء، ونيكولاي بود جورني رئيس هيئة مجلس السوفيت الأعلى.. وكان بريجنيف هو الأقوى، وقد زار السودان في عهد الفريق عبود ولكن كان الرجل الأقوى في ذلك الوقت هو نيكيتا خروتشوف. وكان ماوتسي تونج في ذلك الوقت من عام 1969م هو الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني وكان رئيس الوزراء هو شو إين لاي وكان رئيس الجمهورية هو ليو تشاو تشي وهو منصب تشريفي فقد كان الرجل الأول هو ساو. وكانت الحركة الشيوعية العالمية منقسمة إلى معسكرين وكان المعسكر السوفيتي هو الأقوى والأكبر. وكان في السودان في ذلك الوقت حزب شيوعي يوصف رغم حله بأنه أقوى الأحزاب الشيوعية في إفريقيا والعالم العربي. وفي تلك السنة 1969م التي كان من الممكن أن تختفي فيها الصين من الوجود بضربة نووية سوفيتية لو لا الاعتراض الأمريكي، ظهر ولمع وتألّق في هذه المنطقة من العالم ضابطان شابان نفذا وقادا انقلابين عسكريين ناجحين هما العقيد جعفر محمد نميري والعقيد معمر القذافي. وبينما استعان الأول في توطيد نظامه بالشيوعيين، فإن الثاني كان منذ البداية رافضاً للشيوعية والشيوعيين. ثم بالرجوع إلى كلام المؤرخ الصيني نجد أن الاتحاد السوفيتي رغم أهميته القصوى في حفظ التوازن الدولي، كان دولة امبريالية همّت بتوجيه ضربة نووية للصين ومن قبل فإنه غزا المجر في الخمسينيات وتشيكوسلوفاكيا في الستينيات رغم أنهم جميعاً كانوا يعتنقون الماركسية ورغم ذلك كان اليساريون العرب لا يذكرون اسمه مجرداً فقد كان اسمه دواماً هو الاتحاد السوفيتي العظيم.