أجمع كل رفقاء دربه على أنه شاب خلوق، مهذب، متعلم، لا تسمع حديثه إلا همساً، لا يتحدث في ما لا يعنيه، وأن تقاعده من الشرطة في سن ال«39» عاماً كان مجحفاً، والرجل في قصة تقاعده حكاية تكشف عنها المستندات، بدأت بتهديد ووعيد بفصله من الشرطة على يد ضابط كبير، وقد كان، ليوزع مهددوه الذين يجاورونه في الحي الحلوى احتفالاً بفصله. هي قصة ضابط ظُلم، عزيزي المدير العام للشرطة في زمن لا تمتد فيه العدالة للمساحة الشاسعة التي غطيتموها تحت مظلتكم. نروي قصته من خلال المستندات لعلكم تردون الظلم عنه وتعيدونه لحظيرة الشرطة رجلاً بكامل المؤهلات العلمية والثقافية والأخلاقية. من هو هذا الضابط؟ سمعت كثيراً عن ملازم بالمعاش يسمى مجدي زكي سر الختم تقول النبذة التعريفية عنه إنه درس بالولايات المتحدةالأمريكية ونال درجة البكلاريوس والماجستير والدبلوم العالي في العلوم الإدارية من هناك، والدبلوم في كلية الآداب بجامعة الخرطوم قسم اللغة الإنجليزية والترجمة، ودبلوم التشريع الجنائي من جامعة أفريقيا العالمية، ودبلوم علم المتفجرات من المعامل الجنائية، ودبلوم الدراسات الأمنية والعمل الجنائي، ودبلوم التحقيق في قضايا المتفجرات والتوعية بأضرار المخدرات. أحرز المرتبة الأولى في دورة عن الأمن ومكافحة الإرهاب والتهريب وحماية الشخصيات المهمة عقدت بدولة تركيا، وكان الأول على أكثر من 20 مندوباً شاركوا في هذه الدورة. التحق بقوات الشرطة في عام 1987م برتبة الجندي وهو يحمل هذه المؤهلات وعندما اكتشف رؤساؤه ذلك ساعدوه في التدرج الوظيفي حتى وصل لرتبة الملازم. متى بدأت مشاكله؟ يقول أول مستند إن الملازم مجدي زكي أبلغ شرطة الخرطومجنوب بأنه تعرض للأذى البسيط والإرهاب. ودون البلاغ رقم «406» تحت المواد 142-144 بتاريخ 3 مارس 2000، وأنه تعرض للأذى من جاره ومعه آخرين اعتدوا عليه بالضرب، وباستجوابه أفاد بأن جيرانه اعتادوا على سكب المياه القذرة أمام منزله، وأنه تعرض للإنذار من قبل رجال الصحة عدة مرات وقام بإصلاح الحفرة التي أمامه، ولكن جاره قام أيضاً بسكب المياه القذرة فتحدث معه، ولكن الأخير قام بالشجار معه ونادى على آخرين يقيمون معه للتهجم عليه والاعتداء عليه بالضرب، بل تكالبوا عليه ليرموه أرضاً ثم وقف جاره وزوجته أمام الناس ليقولان له «نحن حنفصلك من الشرطة. وأكد الطبيب الذي أجرى الفحص عليه تعرضه للأذى في تقرير بأورنيك «8» جنائي. ثم ماذا حدث؟ تم إيقافه من العمل، وإجراء محاكمة له كانت نتيجتها فصله من الخدمة، وعاد طالباً حقه بالقانون فتمت إعادته بعد أن تقدم بطلب طاعناً في قرار محكمة الشرطة الاستئنافية رقم «71» 2001م، وألغت بموجبه قرار الفصل من الخدمة وأيدت عقوبة بالتكدير الشديد والغرامة، فاشتبهوا في أن شهاداته الجامعية الصادرة من الجامعة الأمريكية مزورة، وتم إيقافه أيضاً وفصله، ليعود بمستندات رسمية من السفارة الأمريكية وسفارة السودان في واشنطون تؤكد أن المذكور درس بالولايات المتحدةالأمريكية والشهادات التي يحملها صحيحة، فتمت إعادته أيضاً. وعموماً المذكور فصل نحو «6» مرات وعاد للخدمة مرة أخرى بالقانون، حتى انتهى به المطاف للتقاعد بالمعاش في قرار إداري لا ينفع معه القانون وليجهز على قواه وهو في سن ال «39» عاماً ولتفقد الشرطة رجلاً صاحب مؤهلات علمية رفيعة وأخلاق حميدة، فهلا أنصفتموه؟