* نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتضامن مع احدى الوكالات الدولية المهتمة بالشان الصحفي والاعلامي دورة تدريبة بغرض تاهيل كتاب الاعمدة ومعدي البرامج الرياضية على مستوى الاجهزة الاعلامية المختلفة وإعدادهم بشكل يؤهلهم لتغطية عرس العالم الذي تستضيفه القارة السمراء لاول مرة وهو حدث حرك وسائط الاعلام عبر العالم ولفت الانظار للمكنون الافريقي وما تذخر به من موروث ثقافي وفني. * الفيفا قرر رفع القدرات والكفاءة المهنية لصحفيي القارة واتفق مع احدى الجهات المتخصصة لتنفيذ الكورسات المذكورة باربع لغات تقريبا واختار ثماني مدن افريقية لهذا العمل الكبير الذي استمر لما يزيد عن العام.. من بذرة حتى اصبح ثمرة واحتفل بها الفيفا قبل حوالي اسبوع. * استمر هذا العمل الكبير منذ اكتوبر 2008 وشارك فيه حوالي 270 صحفيا واعلاميا من القارة من حوالي 48 دولة من مجموع الدول ال 53 ولم يتخلف الا السودان ودولتان اخرتان بسبب اتحاد كرة القدم، وهو ما يعد انتقاصة من قيمة الوطن الكبير الذي كان واحدا من مؤسسي الاتحاد الافريقي ونظم اولى بطولاته ومع ذلك غاب عن الدورة التدريبية التي سبقت المناسبة. * نرجو ألا يمر الامر مرور الكرام ونطالب الدولة ممثلة في أعلى سلطة فتح تحقيق عاجل في هذا السلوك الذي افرغ مقعد السودان وافقد الشباب فرصة تطوير وتنمية القدرات واكتساب المهارات الصحفية واساليب التغطية الاعلامية المتقدمة وكيفية متابعة حدث عالمي كبير مثل المونديال. * لن نقبل اية مبررات غير منطقية على شاكلة الانترت الضعيف وغيرها من المبررات الواهية خاصة واننا علمنا بتكرار ارسال الخطاب مرتين للسودان اما المؤسف حقا فان اعضاء مجلس الادارة بالاتحاد السوداني لكرة القدم لا يعلمون شيئا عنه وهذه ام المشاكل ربما تقود للتشكيك مباشرة في نوايا رئيس الاتحاد تجاه الاعلام وتعمد ابعاد الفرصة عن الاعلاميين رغم اهميتها للسودان ولهم كقطاع مهم وحيوي وحساس لتطوير اللعبة داخل الوطن او اقليميا ودوليا بعد ان اثبت واصاب نجاحا كان مثالا يحتذى وتواجد في كل المحافل الخارجية دون ادنى مساعدة من الاتحاد الوطني. * وعندما واتت الإعلام فرصة من السماء للتطوير بواسطة الفيفا رفض الاتحاد تحويلها لاهل الشان حتى تستفيد منها الشرائح وهو ما يعني التعمد مع سبق الاصرار والترصد. * الاتحاد السوداني لا يساعد الاعلام على التطوير والتاهيل ورفع القدرات بل لا يتكرم عليه حتى بالبطاقات ويضع الاشواك في طريقه ويعرقل اعماله ويتعمد تعطيل انشطته ويفتعل معه الازمات لاسباب غير معلومة. * ولكننا نرفض ان يقف الاتحاد بالمرصاد للحيلولة دون الاستفادة من ريع الدورات المجانية التي تكفل بها الفيفا بالكامل ولم تكتمل فرحة الاعلام بها. * نضع هذه المعلومات بين يدي السادة الوزراء المكلفين والمؤتمر الوطني الذي فاز باغلبية كاسحة في الانتخابات ونرجو ان يتحرك مجلس الوزراء للتحقيق ومعرفة الاسباب التي غيبت السودان عن هذه المشاركة المهمة، وقد تحدى رئيسه العالم وقرارات اوكامبو وكل المخاطر وواصل مهامه السيادية وزياراته للدول ولم تهز القرارات الظالمة شعرة في مفرق جبينه، فكيف يغيب الاعلام السوداني عن هذا المحفل المهم والسودان دولة مؤسسة للكاف. * والرسالة موجهة للذين يبحثون بليل وتحت جنح الظلام عن فتاوي ومبررات لاستثناء شداد والسماح له بالترشح لدورة قادمة رغم انف القانون فعلى ماذا يتم استثناؤه وهو الذي اضاع الفرصة على عشرة من الزملاء على الاقل للحاق بركب التطور والتعرف على ارفع التقنيات الحديثة لتغطية المناسبات الكبيرة. * وصوتنا العالي نرفعه في وجه الاتحاد العام للصحفيين السودانيين والاعلام الرياضي يشكل جزءا مهما من منظومة الاتحاد ولجمعية الصحفيين التي نعلم انها محلولة بحكم القانون ولكن الفريق المكلف بالعمل امام مسئولية تاريخية للقصاص لحق الاعلام الرياضي وملاحقة الذين اضاعوا الفرصة على السودان. * واذا ثبت ان شداد هو من يقف وراء ضياع الفرصة فانه يكون فتح صفحة من العداء الكبير والمواجهة الشرسة مع الاعلام في توقيت عالي الحساسية قبل ايام من تقرير مصيره ما بين التمديد والسماح بالاستثناء لدورة جديدة او الذهاب للمعاش في اجازة طويلة. * من الثوابت الوطنية والشعارات المهمة التي خسرناها بعدم المشاركة في هذه الدورة ان الفيفا ركز على دور الاعلام في تحقيق وبسط السلام والاستقرار بالقارة وهى خطوط عريضة لمفاهيم كبيرة تؤكد فعلا ان الاعلام هو المهم والفصيل الراشد لدعم هكذا اطروحات عبر التناول الصادق ليحقق الاهداف الرسالية والدعوة للتكاتف والتآلف والتسامح والمودة وما احوجنا في السودان لتنزيل هذه الشعارات قبل اشهر قلائل من الاستفتاء والدعوة ليكون السودان واحدا موحدا. * اضاع السودان فرصة المشاركة في الدورة المذكورة وكانت سانحة طيبة للتعريف بالوجه الحقيقي للسودان الآمن المستقر ونزع الصورة القبيحة المأخوذة من الفضائيات الماجورة والتي تلطخ وجه السودان الجميل وترسم صورة قاتمة ومأساوية عن انسانه ومجتمعه وتصوره وكأن انسانه يعيش في غابة وان قعقعة السلاح هى الصوت الارفع في شوارع المدن وان المواطن ضائع بين ازيز الحروب وانياب الحيوانات المتوحشة. * ونرجو الا يكون المخطط هو ابعاد الإعلام السوداني عن الفيفا وكل انشطتها حتى لا يفضح امر التهديدات المتكررة والتلويح كلما ضاق به الخناق. * الحديث عن اعادة الاشبال ورفع سقف كشوفات اللاعبين في هذا التوقيت دعاية انتخابية رخيصة غرضها معلوم هو اصوات الناخبين وليس العودة للحق وتصحيح الخطأ وليست لتطوير النشاط.