القصة حقيقية، مسرحها إحدى دول الخليج في صيف عام 2000م، أبطالها الآن أثرياء ورجال أعمال مرموقين جمعوا أموالهم من مغامرات تصلح سيناريوهات للأفلام البوليسية. دارت بداية القصة داخل شقة يقيم فيها وزير سابق كان له علاقة بسيدة تدعى (أ) كانت مهمتها تلطيف الشقة له ب(قعدة) فيها فتيات، فكانت علاقتها جيدة بذلك الوزير وأيضاً بأهلها في السودان وكان بعضهم يتصل عليها لمعرفة أخبارها وأحوالها وعندما ذكرت له عملها مع الوزير وعلاقة الوزير بالأسرة الحاكمة أسرّ لها بأن تستغله وأن تصل لتلك الأسرة التي كانت تعاني من مشاكل عائلية لحكم البلاد وأن تقنع أقربهم بأن لديها شيوخ سيسلمونه الحكم على طبق من ذهب، وتوصلت إلى أن هناك استحالة في الوصول لأبناء الملك وهناك طريق فيه أموال أيضاً وهو مدير مكتب الملك المغضوب عليه من الشيخة الكبيرة. وفي لحظة انتعاش بين الوزير والراقصة (أ) رمت بخطة المجموعة وتغلبت عليه وأجبرته أن يحكي لها عن علاقته بمدير مكتب الملك والمشاكل التي يواجهها فأخبرته بأن لديها أقرباء في استطاعتهم أن يجعلوا كل القصر (خاتم في صباعه) يحركه كما يشاء، وفعلاً كلّم الوزير مدير المكتب الذي رأى أن هؤلاء الشيوخ نزلوا له من السماء وأرسل لهم الأموال ليكملوا اجراءات سفرهم لتلك الدولة، فوصلوا وحجز لهم شقة في منطقة نائية من العاصمة حتى لا يشاهده أحد عندما يتردد عليهم والتقى معهم ليخبره المعاناة التي يجدها وكيف أن مصالحه قد تعطلت تماماً لأن الشيخة كانت تشك بأنه يتآمر على ابنها الكبير ويريد تنصيب ابن الملك الآخر في الحكم بعد وفاة والده الذي كان مريضاً لحظتها، وطلبوا منه مبلغ (20) ألف دولار لتسجيل اسمه عند ملكة الجن ليعرفوا علاجه. وقال أحد الذين حضروا القصة إن ملكة الجن نفسها (أ) حيث قامت بهذا الدور وفعلاً سلمهم المبلغ وبعد يومين أخبروه بأن ملكة الجن سوف تقابله اليوم وتملي عليه طلباتها، وفعلاً في المساء حضر لهم ولكنهم أخبروه بأنها ستلتقي بهم قرب البحر فتحركوا معه لقرب البحر وقام الثلاثة بتمتمات غريبة وصلاة ودعاة وبعد دقائق صرخ صوت قوي ثم شاهدوا فتاة تأتي شبه عارية إلا من قماش أحمر وشعرها ملفوف لأعلى رأسها وعينيها كبيرتان وكانت تتلألأ وأكثر ما أخاف مدير مكتب الملك أنها خرجت من منطقة محرمة على الجميع وكانت بين قصور الملوك ولم تكن ملكة الجن إلا (أ) التي أحضرت شعراً مستعاراً وثبتته على رأسها وعملت سيلكون على صدرها ولبست مكبر عيون وهي أشياء تم إحضارها من تايوان ثم رشى الثلاثة سائق مدير مكتب الملك وكلفوه بأن يدخلها بالعربة لتلك المنطقة المحرمة وعندما وقفت على مسافة (10) أمتار أمامهم كان مدير مكتب الملك مطمئناً أنها ملكة الجن وحاول الهرب إلا أنهم أمسكوه ثم وقفت لتتحدث لهم بلغة ركيكة فهم منها أنها تريد أن يكتب كل ما يطلبه في ورقة مروسة من مكتب الملك نفسه وأن يوقع ويبصم عليها وأن كل طلباته سيتم تنفيذها تحت إشراف ملكة الجن. ثم غادرت بطريقة درامية كما دخلت عليهم ليقع «الضحية» في الفخ ويبدأ يسلمهم كل ما يطلبونه. فطلبوا منه أولاً (5) ملايين دولار ثم (5) أخرى ويخرجوا له كل يوم بحيلة حتى ضاق ذرعاً بهم وهددهم بأنه سوف يسلمهم للشرطة وهنا أبرزوا له نواياهم الحقيقية عندما سلموه صورة من الورقة التي وقّع وبصم عليها ومكتوب فيها أنه يريد أن يشتت شمل الأسرة وأن تموت الشيخة، وهددوه بأنهم سيسلمون الورقة المروسة من مكتب الملك للشيخة نفسها وسيكملون معها العملية، وخاف ذلك المدير فأصبح همه أن يحصل على تلك الورقة التي كانوا قد صوروها لمئات الصور وطلبوا منه مبلغاً فلكياً لكي يعيدوها له في مثلث برمودا، فنفذ طلبهم وسلمهم المبلغ ولكن واصلوا مماطلته، وأخيراً خيّروه بين أن يفضحوه أو يوصلهم لزوجة الملك الكبيرة ليحتالوا عليها أيضاً. كانت تلك هي العملية الثانية التي نفذها الشيوخ الثلاثة وملكة الجن (أ) عندما احتالوا وابتزوا مدير مكتب الملك أموالاً طائلة ثم أجبروه أن يرتب لهم للاحتيال على ابن الملك من الزوجة الأولى، فقام بتنفيذ ما أمروه به فانتهز الفرصة حين حادثته (الشيخة) في أمر فأخبرها أن هناك شيوخاً سودانيين في مقدورهم أن يسلموه الحكم وعندما التقوا به التفت شيخهم الكبير لتلاميذه وقال لهم (قجي) وتعني خروف فافهموه أن لهم القدرة على مضاعفة الأموال عن طريق السحر الأسود وطلبوا منه (5) آلاف دولار وغرفة، فنفذ طلبهم ودخلوا داخل الغرفة وبدأوا يمارسون طقوس الشعوذة وبعد ثلاثة أيام طلبوا منه أن يدخل على الغرفة معهم فوجد الغرفة ممتلئة بأكياس الدولارات، فأخذ أحدهم منها ورقتين وبصق عليها لتشتعل فيها النار. كان الأمر مفاجئاً له ولكنهم طمأنوه بأن الدولارات ما ثبتت وأنهم يحتاجون لزئبق أحمر وبول كلب مسافر وطلبوا منه (720) مليون لإحضار الأدوية التي تُثبت الدولارات وفعلاً جهّز لهم ابن الملك طائرة خاصة حملوا عليها كل الأموال التي جمعوها وأتوا بها للخرطوم وباشروا بها تجارتهم وعادوا يحملون على الطائرة كميات كبيرة من (القودو) والحطب وعادوا ليواصلوا احتيالهم عليه ودخلوا مرة ثانية القصر ومثلت (أ) دور الجنية لتطلب (3) ملايين وأن يجلدوا ابن الشيخ ب(عقاله) وفعلاً نفذوا الأمر ثم دخلوا الغرفة وبقوا يومين فيها ليعودوا ويخبروا ابن الملك أن الموضوع يحتاج لثلاثة أيام وألا يفتح الغرفة وأن لديهم عمل مع شخص آخر وسيعودون ليفتحوها ولكنهم لم يعودوا لأنهم كانوا قد غادروا الدولة وعادوا للسودان وعندما فتح الغرفة وجد بداخلها ملابسهم المتسخة.