الأخ الكريم/ أستاذ الأصول والمناهج حامل مشعل الثقافة الإسلامية صاحب الملاذات الآمنة أبشر الماحي الصائم: لك ولأسرة (الأهرام اليوم) كل وُد وتقدير واحترام من شيوخنا الأجلاء بروفيسور أحمد علي الإمام صاحب (مفاتيح فهم القرآن) وكذلك (الخلوة والعودة الحلوة) وغير ذلك من الاصدارات، وأيضاً البروفيسور أحمد خالد بابكر رجل الرتق المتبحر في علوم اللغة، لغة القرآن. ولا أنسى أن أخصكم بتحية الدكتور محمد البخيت أمين الدوائر العلمية. لكم جميعاً بأهرامنا اليوم منهم كثير التقدير والمتابعة لما يخطه قلمكم المتعدد المواهب الذي عوّدنا على الموضوعية والمواكبة. فكرت في بادئ الأمر أن أكتب إليك عن مجمع الفقه الإسلامي، تلك المؤسسة العملاقة وتسليط الضوء من خلال أشعتها البنفسجية ليعلم القارئ الكريم أن تحت الأمواج العالية هذه الدرر والجواهر. ولكن أرجو أن أوضح ذلك من خلال مناشطه وبرامجه المتعددة والمختلفة. يعتقد الكثيرون أن مجمع الفقه الإسلامي أنشئ فقط ليبين المواقيت!! نعم المواقيت، مواقيت الصلاة! ومواقيت دخول رمضان والخروج منه ثم تثبيت أعياد الفطر أوالفداء!! لذا كان لزاماً علينا أن نبين وبيان بالعمل أن المجمع له أدوار عديدة ورسالة شاملة لم ولن تنحصر فقط في دائرة الفتوى أو مواعيد الأهلة!! فهنالك العديد من الدوائر العلمية المتخصصة تصل في مجملها لسبع دوائر ومن تلك الدوائر دائرة الأصول والمناهج التي أقامت ندوة كانت من الأهمية بمكان ندوة في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إليها ولمثيلاتها، بعنوان (مادة الثقافة الإسلامية في الجامعات السودانية) التي كانت تنفيذاً لأواصر التعاون مع لجنة الدراسات الإسلامية بالمجلس القومي للتعليم العالي. حيث كان النقاش فيها مستفيضاً واستعمل العلماء مفردات في منتهى الروعة والسلاسة، وكان من أبرز المشاركين البروفيسور زكريا بشير إمام، ودكتور جابر عويشة وكذلك البروفيسور يوسف الخليفة أبوبكر وهذا الأخير كانت ورقته التي كان التداول فيها أكد أن السودان بخير والتعليم فيه بأيدي أمينة وكان عنوان الورقة (تقييم الواقع واستشراف المستقبل) ولمداخلات العلماء الذين كانوا حضوراً أثراً ومعنىً. الدكتور عبد الحي يوسف، كان سلساً استمع إليه الحضور بإصغاء ومتابعة كما تمت دعوة عمداء الكليات والمختصون بمادة الثقافة الإسلامية وبمشاركتهم اكتسبت الندوة أبعاداً ومرامٍ سامقة. ولا أنسى أن أورد أو أشير للكلمة الرصينة التي جاءت على لسان بروفيسور أحمد خالد بابكر «أبو خالد». الندوة برعاية كريمة من البروفيسور المجذوب وزير الدولة بالتعليم العالي والبروفيسور أحمد على الإمام حضوراً ومشاركة. ولفعلة الدكتور محمد البخيت القوية هذه وتقديمه لتلك الندوة كانت ردة الفعل أقوى من القائمين على أمر التعليم العالي والبحث العلمي وتأكيداً منهم بأهمية مادة الثقافة الإسلامية، فكانت أهم التوصيات التشديد والالتزام بتدريسها كمطلوب جامعة (وإلزام مؤسسات التعليم العالي بوضع ذلك موضع التنفيذ مع سن العقوبات ومحاسبة كل من يتجاهل أو يتكاسل عن وضعها موضع التنفيذ. ويرجع ذلك لتفاوت مفهوم الجامعات السودانية لهذه المادة ومفرداتها وعدد الساعات المخصصة لها كما أيضاً تباين الاهتمام بهذه المادة الحيوية المهمة. ومما يؤكد الدور المتعاظم لمجمع الفقه الإسلامي إقامته للكثير من المناشط والعديد من الندوات غير التي نحن بصددها الآن (الثقافة الإسلامية) بالجامعات السودانية فكانت الندوة التي هزت أهل العلم والرأي (الأطعمة والأشربة والمستحضرات التي تخالطها دهون حيوانية محرمة «دائرة العلوم الطبيعية التطبيقية») التي يرأسها البروفيسور الشيخ التجاني حسن الأمين حيث أعد الورقة البروفيسور إبراهيم عبد الصادق الخبير الوطني وأمين الشؤون العلمية السابق وأحد أبرز خبراء بلادي شفاه الله وعافاه. ولن أنسى أبداً الندوة التي وضّحت الأضرار الناتجة عن استعمال بروميد البوتاسيوم والآراء الشرعية في ذلك التي شارك فيها لفيف من المتخصصين والعلماء. أخي أبشر الماحي الصايم إن الإسلام قد أولى موضوع الأطعمة والأشربة وقضية التغذية برمتها عناية خاصة يجعلها ضمن مقاصده الكلية وتحملها بأحكامه التفصيلية الجامعة وأسبغ عليها رؤيته في سياق معايير الحلال والحرام، النفع والضر كذلك الوفرة والندرة وما يترتب على ذلك من أحكام لا سيما في العصر الذي تطورت فيه العلوم والصناعات، فالرؤية الإسلامية للتغذية تتناول حياة الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة الشيخوخة كما وضع الإسلام آداباً للتعامل مع الطعام والشراب، لقوله تعالى: «وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». كما دعا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى رعاية أحوال البدن في جميع أحواله. (الصحة، المرض، أو النقاهة). فالعافية أفضل ما أنعم الله به على الإنسان بعد نعمة الإسلام لذلك كان اهتمام مجمع الفقه الإسلامي كبيراً بكل شعب واهتمامات بني البشر وفق المقاصد الشرعية للتغذية. وغيرها من المناشط.. ودمتم أخوك/ سيد قطب صديق عمر كروم