ودعا مستشار رئيس الجمهورية، الدكتور رياك قاي كول، في الندوة التي أقامتها المبادرة الشبابية من أجل الوحدة بالاتحاد الوطني للشباب السوداني، إلى ضرورة إجراء حوار شامل مع كافة القوى السياسية السودانية ومع زعماء الحركة الشعبية لمنع تدخل استخبارات الجيش الشعبي للتأثير على خيار المواطن الجنوبي، وقال إن القوى السياسية الجنوبية ساهمت بصورة مباشرة في تعقيد مشكلة جنوب السودان، وأن المؤتمر الوطني ليس هو الحزب الوحيد المسؤول عما يفضي إليه الاستفتاء. وشدد قاي على ضرورة معالجة قضايا السودان مع الدول الغربية، مشيراً إلى الجنوب أن سيقوم بخنق نفسه إذا قرر الانفصال، مشيراً إلى أهمية التوافق السياسي من خلال عقد مائدة مستديرة لمناقشة وحدة البلاد، وأكد أن الصراع في جنوب السودان ليس صراعاً بين الشعوب وإنما هو صراع سياسي يجب معالجته سياسياً، مشيراً إلى وجود فوارق بين الشمال والجنوب خلقها المستعمر الذي أضفى أبعاداً جديدة على المشكلة، ودخول عناصر جديدة لها أغراضها، مشيراً الى المخاطر التي يمكن أن تحدث للجنوب في حالة الانفصال. وقال أمين التعبئة السياسية بحزب المؤتمر الوطني «حاج ماجد سوار» إن حق تقرير المصير ليس من تأليف وإخراج وتمثيل المؤتمر الوطني، بل هو صيغة من صيغ حل مشكلة الجنوب برز منذ العام 1947م وفي مؤتمر فرانكفورت عام 1993 ومؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا 1995م، موضحاً أن تقرير المصير قضية لا تقبل المناورات السياسية ولا المكايدات، منتقداً بعض الأصوات التي بدأت تحمل حزبه مسؤولية البلاد إذا انفصل الجنوب، وقال إن على الجميع تحمل مسؤولياتهم كاملة، وأوضح أن تقرير المصير يواجه العديد من المخاطر أولها كان سن قانون الاستفتاء وما صاحبه من جدل بين شريكي الحكم في السودان، موضحا أن غياب الحرية في جنوب السودان يعتبر أكبر المخاطر التي تواجه عملية الاستفتاء، موضحاً أنه لا يمكن أن يتم الاستفتاء في ظل سيطرة الجيش الشعبي واستخباراته علي الوضع في الجنوب بجانب رغبة وأطماع العديد من الدول في الجنوب خاصة اسرائيل التي بدأت تدخل بصورة كبيرة في الجنوب وسعيها لتفتيت السودان لعدة دويلات، بجانب أطماع دول الجوار للسيطرة علي التجارة في الجنوب. واتهم سوار بعض قادة الحركة الشعبية بعدم العمل من أجل وحدة السودان كما نصت الاتفاقية، بعدم توفير الخدمات، رغم استلامهم (12) مليار دولار من عائدات النفط، وقال إن الوحدة لن تأتي بشق الطرق والتنمية وإنما من خلال اتفاق سياسي بين كافة القوى السياسية. وقال إن الجنوب إذا انفصل سيواجه بصراعات قبلية وأطماع الشركات والدول الأخرى، وأنه ليس من مصلحة الدول الافريقية خيار الانفصال، وقال ليس هناك عاقل لا يؤمن بوحدة السودان. وشدد الأستاذ سيف الدين البشر، رئيس تحرير صحيفة سودان فيشن، على ضرورة الأخذ بتجارب الآخرين والاهتمام بإنسان الجنوب حتى يختار الوحدة، وقال إن واحدة من مشاكل السودان المفصلية التي أدت لما يجري اليوم هي المركزية القابضة وغياب الفدرالية، داعيا إلى ضرورة الاعتراف بتشوهات البنية كلها ومراجعة الأخطاء، مُبدياً تخوفه من ارتفاع المساجلة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في ما يتعلق بالاستفتاء، وقال إن عليهما الاعتراف ومخاطبة الوجدان السوداني. وتحدث تاج الدين أحمد، ممثل شباب حركة تحرير السودان، الذي أكد على أن شعب السودان شماله وجنوبه موحد، وأشار إلى أهمية الاستماع للاخرين.