فريق أول ركن/ حسن يحيى محمد أحمد منذ حرب أكتوبر 1973م أصبحت منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تشهد سباقاً محموماً للتسليح، حيث أصبحت كل دولة من دول المنطقة تقوم بتسليح جيشها وفقاً للتهديدات الخارجية سواء أن كانت هذه التهديدات من إسرائيل أو أيّة دولة أخرى مجاورة. لقد ازداد سباق التسلُّح بالمنطقتين بعد حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية حيث تمّ تسليح دول المنطقة بأسلحة حديثة ذات تقنية متطورة بامتلاك بعض دول المنطقة لصواريخ (باتريوت) الأمريكية المضادة للصواريخ البايستية. التزام الولاياتالمتحدة بتحقيق التفوق العسكري لدولة إسرائيل على كل دول المنطقة هذا بالإضافة الى التزامها كذلك بحماية الأمن القومي الإسرائيلي، هذه التزامات زادت من حدة سباق التسلُّح بالمنطقة وقادت بعض دول المنطقة لإقامة قواعد عسكرية على أراضيها لتوفير الحماية الأجنبية لها من أجل الحفاظ على أمنها القومي وحماية حدودها السياسية ومياهها الإقليمية. تركَّز سباق التسلُّح بصورة رئيسية بين الدول المحورية بالمنطقة، إسرائيل وتركيا وإيران. انحصرت المناورات العسكرية بالمنطقة بين هذه الدول المحورية حيث أصبحت كل دولة تستعرض في مناوراتها العسكرية الأسلحة الجديدة التي أدخلتها في تنظيماتها العسكري. لقد بات معروفاً للجميع بأن المناورات العسكرية تمثل استعراضاً للقوة وتعكس جاهزية الدولة وقدرتها على رد العدوان الخارجي على أراضيها أو مياهها الإقليمية، هذا بالإضافة الى أن هذه المناورات العسكرية تمثل رادعاً قوياً للأعداء كما أنها تحمل في طيّاتها رسائل أخرى!! في إطار سباق التسليح الجاري اليوم بالمنطقة قامت إيران بإجراء العديد من تجارب التطوير التي أدخلتها على صواريخ (أسكود) المتطورة التي أصبحت تهدد الأمن الإسرائيلي وتهدد أمن القوات الأمريكية والقوات الحليفة لها والقواعد الأمريكية الموجودة بالمنطقة، هذا بالإضافة الى تهديدها لآبار النفط. مؤخراً تناولت وسائل الإعلام العالمية أنباء عن صواريخ (أسكود) المتطورة هذه سيصل مداها من خلال عمليات التطوير المستمرة الى عمق أراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية بحلول عام 2015م. تتميز صواريخ (أسكود) المتطورة بأنها تحمل رؤوساً غير تقليدية حيث بإمكانها أن تحمل رؤوساً كيمائية أو بيولوجية أو نووية ويعني هذا أن إيران ستحقق ردعاً متبادلاً مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بحلول عام 2015م وهذا ما يزعج الولاياتالمتحدة ويجعلها تتشدد في فرض العقوبات القاسية على إيران!! إذا ما قدر لبرنامج التطوير الإيراني أن يستمر على حسب ما هو مخطط له حينها فإن قوانين الردع المتبادل ستحكم العلاقة بين الدولتين وهنا أوضح أن قانون الردع المتبادل يشير الى أنه: (ما أن يحدث ردع متبادل بالمسرح المعني فإنه يحظر القيام بأي نوع من أنواع الحروب الأخرى إلا الحرب الباردة). ولهذا نجد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبذل قصارى جهدها حتى لا تصل إيران الى هذه المرحلة. مؤخراً اتَّهمت إسرائيل إيران بأنها قد دعمت سوريا وحزب الله بصواريخ (أسكود) المتطورة، وهذا يعني أن إسرائيل قد أصبحت مهددة بهذه الصواريخ من ثلاث دول بالمنطقة هي إيران وسوريا ولبنان. لا تستطيع إسرائيل أن تتفادى خطر هذه الصواريخ إلا بالاجتياح الكامل للدول الثلاث وهذا ما لا تقدر عليه؛ لأنه لا يمكن لها أن تفتح أربع جبهات في وقت واحد حيث أن حركة حماس لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي عند تعرض المنطقة لأي اجتياح إسرائيلي. يضاف الى ذلك أن المجتمعه الدولي سوف لا يوافق أو يدعم هذا السيناريو المرعب الذي سيفجر منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج في وقت واحد!! المنطقتان تعتبران مناطق حيوية واستراتيجية ومناطق نفوذ واهتمامات للدول العظمى. تمثل هذه المنطقة قلب الأرض ولا شك أن تدمير قلب الأرض سيقود الى تدمير العالم بأسره هكذا يقول علم الجيوبولتكس. من هذه الزاوية يمكن القول إن صواريخ (أسكود) المتطورة قد حققت توازن القوة العسكرية بالمنطقة، كما حققت استراتيجية الردع المتبادل بالمسرح، هذا إذا لم تقم إسرائيل بأي عمل طائش غير محسوب المخاطر وذلك بتطبيقها النظرية الشمسونية (عليَّ وعلى أعدائي). على الدول العربية أن تدعم إيران في موقفها من امتلاك التكنولوجيا النووية. إن تحالف تركيا وكل الدول الإسلامية والدول العربية مع إيران سيعجل بميلاد قطب جديد سيكون له شأن عظيم ودور كبير في حفظ الأمن والسلم الدوليين لكل شعوب العالم. ختاماً أسأل الله أن يوفق الدول الإسلامية والعربية وأن يجمعها على ما فيه خيرها وما يحقق لها أمنها وعزتها واستقرارها ويعيد لها أمجادها. وبالله التوفيق زمالة أكاديمية نميري العسكرية العليا كلية الدفاع الوطني