يعقد الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) اليوم الثلاثاء، علي مائدة إفطار، اجتماعاً مع رئيس الوفد السودني لقمة أفريقيا وفرنسا التي تستضيفها مدينة (نيس) الفرنسية، نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، ورؤساء دول الجوار المشاركين في أعمال الدورة الخامسة والعشرين للقمة بقصر (اكروبوليس) بمدينة نيس الفرنسية، وكان الرئيس الفرنسي (نيكولاي ساركوزي) التقى أمس (الإثنين) نائب رئيس الجمهورية على هامش أعمال قمة (فرنسا – أفريقيا) وبحثا مجمل القضايا التي تهم البلدين، وأهمية العمل المشترك لمعالجة مشكلات البلاد والإقليم. وقال الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) أمس (الإثنين) في كلمته الافتتاحية إن افريقيا يجب أن تمثل في مجلس الأمن الدولي، متعهداً بالضغط من أجل إدخال إصلاحات عندما تتولى فرنسا رئاسة مجموعة الثماني ومجموعة العشرين العام المقبل. وافتتح الرئيس الفرنسي أعمال القمة بكلمة ضافية تطرق فيها للعلاقات التاريخية بين بلاده وأفريقيا، مبينا أن هذه القمة تأتي متزامنة مع احتفالات فرنسا بالذكري ال (150) لانضمام مدينة (نيس) للجمهورية الفرنسية، مؤكداً اهتمام بلاده المتعاظم بتطوير شراكتها مع القارة الافريقية. وأضاف: “ أعلم مدى المسؤولية الملقاة على عاتق فرنسا حيال دعم ومساندة القضايا المشتركة بين أفريقيا وفرنسا”، وزاد: “ فشل افريقيا يعني مأساة لفرنسا وأوروبا “، مبينا أن العلاقات التي تربط بين فرنسا والقارة الافريقية لايمكن مقارنتها بأية علاقة بين أفريقيا وبعض الدول الأخرى. وقال ساركوزي إنه يعي تماما أنه لابد من أن تحتل القارة الأفريقية مكانة متميزة في الحوكمة العالمية، مشيرا إلى أن قدراتها البشرية والاقتصادية وثرائها الثقافي يجعلها شريكاً أساسياًَ في المجتمع الدولي، وأضاف: “من غير الطبيعي أن لا تحتل أفريقيا مقعداً دائماً في مجلس الأمن الدولي “ وأوضح ساركوزي أنه لايمكن إدارة القرن الحادي والعشرين بمؤسسات القرن العشرين، داعيا القادة الأفارقة لتعزيز مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، مبينا أن أي عجز في هذه المحاور الثلاثة يخلق عدم استقرار في المنطقة بأسرها. وختم حديثه قائلاً: “ فرنسا تريد أن تكون حليفة لافريقيا ومعا نستطيع أن نبني الحوكمة العالمية للقرن الحادي والعشرينّ”. وقال ساركوزي أمام (800) من أعضاء الوفود بينهم رؤساء مصر وجنوب أفريقيا - الدولة الافريقية الوحيدة العضو في مجموعة العشرين - ونيجيريا عضو منظمة البلدان المنتجة للبترول (اوبك)، قال: “ أنا مقتنع أننا لا نستطيع الحديث عن قضايا عالمية كبيرة من دون افريقيا بعد الآن. وطالبت الدول الافريقية منذ 2005 بمقعدين دائمين يتم شغلهما بالتناوب بالنظر إلى أن (27%) من أعضاء الأممالمتحدة من الدول الافريقية وكذلك حجم القارة وتواجد القوى الكبرى على أراضيها. والدول دائمة العضوية في المجلس هي الصين والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا. وهناك نيجيريا والجابون وأوغندا بين الدول غير دائمة العضوية. وقال (دينيس ساسو نجيسو) رئيس الكونجو إنه يعتقد في ضرورة أن يمنح العالم أفريقيا مقعدين، لأنه لم يعد يستطيع إدارة الازمات وفق نظام معمول به منذ الحرب العالمية الثانية. وقال للصحفيين: “نتفق على أن مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي لازمان لأفريقيا، وأنا مقتنع أن العالم لا يستطيع إدارة هذه النوعية من الأزمات بدون افريقيا. ورفض الرئيس حسني مبارك استمرار ما تتعرض له القارة الأفريقية من تهميش في النظام الدولي الراهن ، داعياً الدول الأفريقية إلى التمسك بتعزيز مشاركتها في دوائر صنع القرار الدولي على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية. يذكر أن أعمال قمة (فرنسا – إفريقيا) ستبحث بالخصوص مكانة إفريقيا في الحوكمة العالمية وسبل تعزيز السلم والأمن والمناخ والبيئة والتنمية في القارة الإفريقية وذلك بمشاركة نحو أربعين رئيس دولة وحكومة افريقية. كما سينظم في إطار القمة عدد من ورش العمل تخصص لتدارس مواضيع تتعلق بتيسير نفاذ المؤسسات إلى مصادر التمويل ودور التدريب المهني في تعزيز تنافسية الموارد البشرية إلي جانب مصادر الطاقة البديلة في إفريقيا والتنمية المشتركة.