تحية مباركة من عند المولى عزّ وجلّ وبعد: جُدتم علينا في العدد رقم (163) الصادر في الفاتح من يونيو 2010م، في ملاذنا الآمن بمقال افتتحته بالمعتمدين الشباب. كان قد لمس جراح شباب شرق النيل الغائرة ومسّ (كبد الحقيقة) المرة وعزف على وتر تهميش الشباب واحتكار السلطة واعتقال الأفكار ووأد الأجيال، حيث يُعطِّل (ديناصوراتنا) عجلة التاريخ ويسدون أبواب الزمن ويأسرون شرقنا الحبيب الزاخر بأهله وأرضه ونيله وعلمه وأدبه وفنه. مقالكم هذا أيقظ فينا ما دمرته السنون وأخفته عمامات طالبي السلطة والجاه، فأخذنا نتجاذبه بيننا برفق خوف التمزُّق وكأنه تلك الصحيفة التي عُلّقت على أستار الكعبة المشرفة، أو كأنه مرسوم أصدره أحد أباطرة التاريخ يلغي فيه الضرائب والمكوث. وكانت صدمتنا حين توقفت عند الملياردير (الطيب النُّص) راعي طريق العقيد القذافي و(الغزالي) عاشق البرلمان مادح المصطفى الذي كان يجلس على الحصير حتى لم يعرفه رسول الروم، صدمنا ولكن ذيل مقالك حيث قلت: (للحكاية بقية) إنك لا محالة آخذ في التوغُّل شرقاً حيث العجب العُجاب من سادتي البادراب فاستبقنا بائع الصحف في الصباح التالي وكانت صدمتنا أكبر حيث وجدناك أوغلت غرباً تتحدث عن مياه الدويم. ملاذاتنا: الطيبون كُثر في شرقنا المغبون وبنفس الأُطر والأفكار بل أدهى وأمر. (فالحبُّوب) مثلاً كما يحلو لأهل أم ضواً بان أن يطلقوه على أحمد حسب الرسول بدر هو من قادة الاتحاد الإشتراكي المايوي وأحد (سدنة النظام) عندما كان أحمرَ، وكان أول المباركين للشريعة في عهد مايو83. وأصبح اتحادياً في 86 حتى خلنا أنه أحد أسباط الختم، وفي الإنقاذ أخذ يتسلّق بالرباضة حتى أصبح إسلامياً أكثر من الترابي وعمر عبد الرحيم الاتحادي المطبوع المغلّف بالمؤتمر الذي ينطبق عليه قول الشاعر: صلى وصام لأمر كان يقصده ولما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما وجدي العزيز سليل فاطمة الزهراء (حاج الطاهر المنصور) صديق الأزهري والمحجوب ونديدهم (أما آن لهذا الفارس أن يترجل) الذي يعارض دائماً في البداية ويؤمن في النهاية في البرلمان! لأنه يكون نائماً بينهما، أعانك الله يا خضر فقد أثقل عليك المؤتمر لا نحن حيث أتى بأجهل من في الشرق في زمن يتمزق فيه الوطن ويئن وهو مُثقل بالجراحات ومحاط بالمؤامرات بالداخل قبل الخارج. ولك الله دكتور ياسر وأنت وصلاح أبو قرون فكّ الله أسركما وأسر شرقنا وشبابه. ودمتم ملاذتنا الآمنة،، البادرابي