تدلى علينا من سماء لا نعرفها شخص اسمه ناصر العمر بأقوال وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان.. ورأينا قلمه يطيش فوق الصفحة لا يعرف حقاً ولا باطلاً.. ولا يرعى حرمة.. ولا يأنف أن يصيب نفسه بما يكره وبما يقيم عليه الحجة..رغم أنه ينسب نفسه إلى روابط الصفحات الاسفيرية التي تسمى ميمو ويصرِّح بأنه قائد الصفحات الإسفيرية العام..قلنا بالأمس إنه زعم أنه قرأ كل كتب ابن تيمية فلم يجد فيها (إلا ما يدعو إلى التكفير والتفكير بإعادة قراءة الدين الإسلامي)…إلى آخر مقالته البائرة.. والمعنى المهم في «إعادة قراءة الدين الإسلامي» هو إعادة النظر في الأصابع البشرية التي لعبت فيه قبل ألف وخمسمائة عام إلا قليلاً.. وتلقته الحكام والسلاطين بالقبول.. ويأتي هذا الوبر المسمى ابن تيمية ليعيد قراءة الدين الإسلامي بعد ثمانية قرون من نزول الرسالة…وكأن الرسالة المحمدية نزلت ناقصة…وتنتظر شيخها الذي يسمونه شيخ الإسلام ..ونسأل الأستاذ ناصر العمر الذي يقول إنه قرأ كل كتب ابن تيمية..هل قرأت كتابه «التأسيس في الرد على أساس التقديس»؟ إذا كنت قد قرأته فلماذا تخالف فيه رأي ثلة من أهل العلم السلفي وأهل الدعوة السرورية وأهل الفكر التوحيدي وأهل الحكم (.. لقد أحرجتنا يا صاح، أهل الحكم دي شوية كثيرة)؟ فما لنا و “أساس التقديس” وما لفخر الرازي؟ فخر الرازي..هذا “البكري”.. الذي يقدس أبا بكر!! نحن نؤمن يا سيدي بعقيدة ابن تيمية وحده لا شريك له..ولسنا بكريين!! نحن نقول لك إننا قد قرأنا هذا الكتاب.. ولكننا لم نقرأ حتى الآن كتابيه «العقيدة الواسطية» و«الفتاوى الحموية» لأنهما ممنوعان من قبل مؤسسة الأزهر طوال مائتي سنة ولم يفرج عنهما بعد، ولم نحصل لهما على رقم إيداع يأذن دخولهما إلى السودان..أما في كتاب “الوصية الصغرى”.. فهل تدري من تخالف بقولك هذا؟ لقد خالفت ابن تيمية نفسه..ما لابن تيمية ولمعاذ بن جبل؟؟ ..ومن أين تأتي التقوى؟ فابن تيمية لا يرى خروج السبط الحسين على سلطان يزيد إلا مفسدة!! وابن تيمية لا يتقي ربه ولا يعترف بآيات قرآنه الحكيم في قوله تعالى في أهل بيت إبراهيم: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) هود: 73، وقوله تعالى وقد ذكر ثمانية عشر نبيا بأسمائهم ثم قال: (وكلا فضلنا على العالمين. ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم) الأنعام، 86 – 87: وقوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض) آل عمران: 33 – 34، وقوله تعالى في إبراهيم (ع): (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب) العنكبوت: 27، وقوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) الأنبياء: 72 – 73، وقوله تعالى في أهل بيت نبينا (ص): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) الأحزاب: 33، وقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) الشورى: 23، وقول رسول الله (ص) في علي وفاطمة والحسن والحسين (ص): ” اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا”. (صحيح مسلم ح / 2424، سنن الترمذي، الصفحة 31 ح / 3205، 3787، 3871 وغيرهما)، وقوله (ص) وقد سأله الصحابة (رض) عند نزول قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب: 56، فقالوا: كيف نصلي عليك يا رسول الله؟ فقال: “قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”. متفق عليه. وقوله (ص): “إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي”. (صحيح مسلم ح / 2408، سنن الترمذي ح / 3788، مسند أحمد 3: 17). والمطلوب هنا: ما هو موقف ابن تيمية من هذه العقيدة المسطورة في الكتاب والسنة؟ إن ابن تيمية يقول بالحرف الواحد: (إن فكرة تقديم آل الرسول هي من أثر الجاهلية في تقديم أهل بيت الرؤساء!!). (منهاج السنة 3: 269). إذن فاصطفاء الله تعالى لأهل بيت الأنبياء والرسل وجعلهم الأئمة والقادة والأوصياء من بعدهم وإنزاله إياهم تلك المنازل الرفيعة، وكل ما جاء بحقهم في السنة المطهرة هو من أثر الجاهلية في تقديم أهل بيت الرسول!! إن لم يكن هذا هو التكذيب بالدين والسخرية بكتاب الله وسنة رسوله، فكيف سيكون التكذيب والسخرية؟! (ملحوظة: هذه الفقرة في بن تيمية منقولة من كتاب: ابن تيمية في صورته الحقيقية، لصائب عبد الحميد). ويستمر صائب عبد الحميد في تفكيك شخصية بن تيمية المدافع عن معاوية ويزيد بكل جوارحه وأسنانه معريا عن هواه للأمويين، المعتنق عقيدتهم المناوئة لأهل البيت، المعتذر والمبرر لكفر الأميويين وسقطاتهم، المتشح بفكر وعقيدة الخوارج ببغض أئمة آل البيت وعلى رأسهم الإمام علي، وابن تيمية يرى الإمام علي في النار – تأمل!! كتب صائب عبد الحميد: (لما قال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ودعا الرسول (ص) عليا وفاطمة والحسن والحسين فجلل عليهم كساء وقال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ” وافق ابن تيمية على صحة ذلك، لكن ماذا رأى فيه؟ إنه لم ير فيه لأهل البيت أية مزية! فقال: إن هذا مجرد إرادة من الله لهم بالتطهير، ودعاء من النبي لهم بذلك، ولا يعني هذا أن الله قد طهرهم حقا!! (منهاج السنة 2: 117) إن ابن تيمية لم يرد ما أراده الله ورسوله، ولهذا فقط لم يؤمن به!! وكذب بكل ما ورد بحقهم في القرآن الكريم.. كآيات سورة الدهر: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) التي أجمع أصحاب التفسير على أنها نزلت فيهم.. وكقوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) التي أجمع أصحاب التفسير على نزولها في علي حين تصدق بخاتمه وهو راكع. وكذب بما جاء في علي خاصة في السنة الصحيحة رغم ثبوتها بالأسانيد الصحيحة والطرق المتعددة. فكذب بحديث المؤاخاة وأن النبي (ص) آخا عليا (ع)، رغم أن هذا قد تواتر نقله وأجمع عليه أصحاب السير قاطبة. (الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 22، سيرة ابن هشام 2: 109، السيرة النبوية لابن حيان: 149، الاستيعاب 3: 35، أسد الغابة 2: 221 و 4: 16، 29، عيون الأثر 6: 167، البداية والنهاية 7: 348، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 167، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 135، وأخرجه أيضا: الترمذي في السنن ح / 3720، والبغوي في مصابيح السنة ح / 4769، والحاكم في المستدرك 3: 14)…. أما ابن تيمية فيكذب بذلك كله ويقول: أما حديث المؤاخاة فالباطل. (منهاج السنة 2: 119) ويقول: والنبي لم يؤاخ عليا. (منهاج السنة 4: 75، 96) وعلى هذا النحو سار مع عامة فضائل علي (ع) ولكن من دون أن يحمل معه أي دليل ومن دون أن يعتمد على نقل صحيح عن أئمة السلف، وإنما هو الهوى والعصبية.. التنقيص من آل البيت وتجريحهم: لم يقف ابن تيمية عند الدفاع عن خصوم أهل البيت، ثم التكذيب بمنزلتهم ومناقبهم، بل تعدى وراء ذلك فأطلق عليهم لسانا لم تعرفه هذه الأمة إلا عند النواصب الذين امتلأت قلوبهم غيضا وحقدا على آل الرسول.. وهذه نبذ من كلامه فيهم: إنه ينفي أن تكون هناك مصلحة من وجود أهل البيت، ويقول: “لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللطف “. (منهاج السنة 2: 84) هذا والنبي (ص) يقول: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض “. (سنن الترمذي: ح / 3788، مسند أحمد 3: 17، المستدرك 3 * 148 وغيرها)، وفي حديث آخر: “إني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور… وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي “. (صحيح مسلم ح / 2408 أخرجه بعدة طرق) لكن ابن تيمية أتى على هذه الأحاديث فأولها تأويلا يضحك منه حتى البسطاء.. فقال: “الحديث الذي في مسلم إذا كان النبي قد قاله فليس فيه إلا الوصية بإتباع الكتاب، وهو لم يأمر بإتباع العترة ولكن قال: أذكركم الله في أهل بيتي “!! (منهاج السنة 4: 85). ترى ألم يقل (ص): “إني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله”، ثم واصل الحديث حتى ذكر أهل البيت، فإن كان الأمر بإتباع الكتاب وحدة فأين هو الثقل الثاني إذن؟؟ حقا إن الهوى يعمي ويصم!! استغراقه في الطعن على علي (ع) والنيل منه، متمسكا بالقصة الموضوعة في خطبته ابنة أبي جهل، والفاطمة الزهراء عنده، وكرر الكلام فيها في أكثر من موضع من كتابه منهاج السنة! هذه القصة التي نسجها المسور بن مخرمة، أو كذبها عليه الكرابيسي. وكان الرجلان معا ناصبيين مشهورين ببعض علي والانحراف عنه وبتعظيم أعدائه وموالاتهم.. وهذا معلوم جدا من حال الكرابيسي. (شرح نهج البلاغة 4: 64) أما المسور بن مخرمة، فكان لا يذكر معاوية إلا صلى عليه!! ومع ذلك فقد كان حليفا للخوارج، يجتمعون عنده ويستمعون حديثه، بل كانوا ينسبون إليه فيعدونه قدوة لهم!! (أنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 3: 390 – 393). أليس من دواعي الشك والاستغراب أن تقبل رواية هؤلاء في النيل من علي بن أبي طالب؟! أما ابن تيمية فتنبسط أساريره لهذه القصة المختلقة ظنا منه أنه سينال حقا من منزلة علي.. أو على الأقل يشفي بعض ما في صدره!! وفي حروب علي (ع) يقول: (علي إنما قاتل الناس على طاعته، لا على طاعة الله!!…ويضيف قائلا: فمن قدح في معاوية بأنه كان باغيا قال له النواصب: وعلي أيضا كان باغيا ظالما.. قاتل الناس على إمارته وصال عليهم.. فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون، والله تعالى يقول: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)، فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة!!). (راجع منهاج السنة 2: 202 – 205، 232 – 234). (ويقول صاحب هذه المقالة: هكذا وضع بن تيمية الإمام علي في النار مع فرعون وأمثاله!! وحين كنا نسفه في مقالاتنا بن تيمية فنحن لا نتجني عليه وحين كنا نشير إلى كتاباته “بخرافات بن تيمية” فبحق، وما في هذه المقالة يعتبر غيض من فيض، فكل كتبه تفيض بهذا الحقد على أئمة آل البيت وكل حديث في فضائلهم ينكره أو يضعفه أو يشنشن عليه بالتأويل ساخرا ويخدعك بالإكثار من “هكذا أجمع جمهور العلماء”، و”هكذا أجمع السلف”..وكان ابن تيمية يكثر من استخدام هذه التعبيرات لكي يفحم خصومه في عصره، وليست السلفية المعاصرة إلا صدى لهذا الإكثار من قول بن تيمية “أجمع السلف”، ولم يفعلها غيره الخ!! فابن تيمية كذلك يجزم أن الإمام علي كان يشرب الخمر (فرية ألصقها فيه خوارج النهروان عام 39ه)، وحين تقرأ لابن تيمية كيف يدافع ويذب عن معاوية ويزيد وينافح عنهما ويبرر لهما كفرهما، تجزم أن بن تيمية منافق، لقول النبي (ص) في علي: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)، وبالحق وصمه علماء عصره بالنفاق لأنه يبغض الإمام علي!! ولقد خدع السروريون وعلى رأسهم أحمد علي الإمام رئيس الجمهورية حين قالوا له: أن فقهنا يتسع ويشمل الصوفية!! فاجلسوا قيادات الصوفية الذين يمسكون بحبل آل البيت مع قيادات السلفية والسرورية الذين يمسكون بحبل بن تيمية بفضل الريالات السعودية. تحت شعار “أن فقهنا يتسع ويشمل الصوفية” لم يفهم رئيس الجمهورية إنهم رغبوا في التأثير على “قيادات” الصوفية بقصد تفكيكها عبر التأثير على القيادات بأسلوب علمي طبقه أساتذة الجامعات السروريين – اقرأ مقالاتنا: من الذي وضع الجرس في رقبة البشير!! في هذه الأيام يطلق السروريون والسلفيون عموما إشاعة جديدة لإرهاب الطرق الصوفية: الشيعة اخترقت المتصوفين!! – ونستمر مع صائب عبد الحميد). وعلى هذا النحو مضى (ابن تيمية) في صفحات عديدة من كتابه منهاج السنة…هذا الكتاب الذي شحن بالبدعة من أوله إلى آخره كما هو واضح من كل ما نقلناه عنه في هذا المقتضب، هذا مع أن الذي جاء في الحديث الصحيح في حروب علي صريح في شرعية حروبه ووجوب نصرته فيها. ومن ذلك: – قوله (ص): “إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ” فاستشرف له القوم وفيهم أبو بكر وعمر، فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال (ص): “لا”. قال عمر: أنا هو؟ قال (ص): “لا، ولكن خاصف النعل”، وكان علي يخصف نعل رسول الله (ص). قال أبو سعيد الخدري: فأتينا فبشرنا، فلم يرفع به رأسه كأنه قد سمعه من رسول الله (ص). (وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند 3: 82، وابن حيان في صحيحه ح / 6898، والحاكم في المستدرك 3: 123 ووافقه الذهبي فقال: صحيح على شرط الشيخين، والخطيب في تاريخ بغداد 8: 423، وابن كثير في البداية والنهاية 7: 375). وقوله (ص) لعلي وفاطمة والحسين (ع): “أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم”. (سنن الترمذي ح / 3870، سنن ابن ماجة ح / 145، مسند أحمد 2: 442، مصابيح السنة للبغوي 4: 190). لكن ابن تيمية يكذب بهذا الحديث، وكعادته بلا أي دليل من نقل صحيح أو تحقيق علمي مقبول، وإنما يجادل فيه جدال امرئ عشق المراء حتى مع الكلام الله وكلام رسوله (ص)! (أنظر منهاج السنة 2: 234) وفي علم علي يتكلم ابن تيمية كلاما يجل عنه أدنى طلبة العلوم قدرا.. فيقول: ليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إلى علي في فقهه..فمالك أخذ علمه عن أهل المدينة، وأهل المدينة لا يكادون يأخذون عن علي!.. وأبو حنيفة الشافعي وأحمد تنتهي طرقهم إلى ابن عباس، وابن عباس مجتهد مستقل، ولا يقول بقول علي!! (منهاج السنة 4: 142 – 143). هكذا يفعل الهوى بصاحبه، فما زال الهوى يحمله على قول بعد قول حتى غاص في لجج العناد، فهو لا يدري ما يقول.. حتى يضع نفسه موضع سخرية العلماء. بل والسالكين طريق التعلم.. اللهم إلا مقلديه الذين تمسكوا بأقواله أشد من تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله (ص)!! لقد صنف الإمام الشافعي كتابا مفردا أثبت فيه انتهاء علم أهل المدينة إلى علي وابن عباس.. ونقل ابن قدامة في (المغني) عن ابن عباس أنه كان يقول: “إذا ثبت لنا عن علي قول لم نعده إلى غيره”، وعن ابن عباس أيضا: “أعطي علي تسعة أعشار العلم، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي”. (طبقات الفقهاء: 42). وفي الحسين السبط الشهيد له كلام لا تجد له نظيرا حتى عند وعاظ يزيد الذين كانوا يتزلفون له في حياته..- فيقول مرة في خروج الحسين على يزيد: “هذا رأي فاسد، فإن مفسدته أعظم من مصلحته، وقل خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير”!! (منهاج السنة 2: 241) أنتهى هنا كلام صائب عبد الحميد. وعموما، أستاذ ناصر العمر استعد لقراءة هذه الأسماء وتيقن أن هؤلاء لا يجتمعون على الخير..وقد أفتوا بجواز الرشوة ..ولا عرف عن واحد منهم يوماً أنه يقف مع الفقراء والمحتاجين أو يتلجلج في الوقوف مع نائب رئيس الجمهورية..فمنذ حضورك لمؤتمر “العمل الإسلامي بين الاتفاق والوفاق” برعاية نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه في العام 2004م بفندق قصر الصداقة وهم جلوس على السفود، لا يعرفون أنفسهم هل هم معارضة أم شركاء في دولة المؤتمر الوطني!! وكما تذكر حضر ذلك المؤتمر “لفيف” من السروريين بمباركة مستشار التأصيل للسرورية: 1/ أ.د أحمد علي الإمام مستشار رئيس الجمهورية للتأصيل (بقايا مايو، وحضر ماجستير في أدنبرة، مفتاح تأصيل الفتنة السرورية). 2/ د. عصام أحمد البشير وزير الإرشاد والأوقاف، سابقا (سلفي لا يقر له قرار، طرد من الكويت لعدم وسطيته مع الدينار الكويتي). 3/ الشيخ بروفيسور محمد علي الطريفي (صوفي، ينتسب للطيبين، أزرق طيبة، وأبي عاقلة، وعبد القادر حمد النيل، الذين يودون الشيخ حسن الترابي، وللطريفي من طلبته ومريديه معارف غاية في العلم والخلق والصدق الحال والزهد والتحقق بالتصوف مع التحلي بالعلم والتشرع، وقد سلمّه الله من محاولة اغتيال آثمة استهدفت التخلص منه بسبب مواقفه من القضايا العامة وبعض مواقفه السياسية خاصة بعد موقفه من تشريد مزارعي مشروع الجزيرة بعد عزم الحكومة بيعه للمستثمرين والقطاع الخاص ووقوفه بقوة في وجه ذلك وجمعه الناس للضغط على الحكومة لإبطاله، مما خلق له أعداء كثر في أكثر من جهة ممن سيستفيد من هذه الخطة!! توفى رحمه الله في 14 مايو 2004م). 4/ ……………………. (مبغض لآل البيت، قال فيه العالم العلامة الشافعي تقي الدين السبكي: علمه أكبر من عقله!!) 5/ دكتور بروفيسور أحمد إسماعيل البيلي (سلفي، جمع كتابا في قراءات القرآن العشرة واختلافاتها، ولا يجيد فهم القرآن نفسه). 6/ الشيخ بروفيسور حسن أحمد حامد (صوفي على الطريقة القادرية الكسنزانية الحسينية، توفي 29 سبتمبر 2009م) 7/ مولانا حافظ الشيخ الزاكي (من بقايا مايو، توفى في 15 مايو 2009م. حصل على درجة الماجستير في القانون المقارن من جامعة تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1976 في تخصص القوانين التجارية والعقود الدولية وقوانين وعقود البترول، ثم ركب موجة الأسلمة فصار عرابها، يصف حركة المهدية بأنها ينقصها العلم والفقه، ولم يجاهد الانصار للدين وللوطن بل لحبهم للمهدي في زعمه، ووصف الخليفة التعايشي بأنه كان أقرب للجهل منه للعلم!! ولقد قرأت شخصيا بعض أجزاء من رسائل المهدي أجزم إنها أرقى علما من خطاب الحركة الإسلامية اليوم بكاملها). 8/ د. بروفيسور أحمد خالد بابكر (سلفي، ماجستير من جامعة أم القرى، حاليا أمينا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي (منظمة سلفية وهابية)، وتقلد العديد من المناصب الجامعية، والدينية في السودان، ينتمي لحزب المؤتمر الوطني). 9/ د. خضر عبد الرحيم (؟، عميد كلية أصول الدين بجامعة أمدرمان الإسلامية). 10/ عبد الحي يوسف (إمام وخطيب مسجد محمد بن زايد ب (أبو ظبي)، جاء مطرودا بداية التسعينيات من دولة الإمارات العربية المتحدة وكان منخرطا وقتها في سلاح المدفعية برتبة عريف في الجيش الإماراتي، يقود السروريين، وانفتحت عليهم دولة المؤتمر الوطني رسميا بدءا من عم 2004م). 11/ الشيخ محمد إبراهيم محمد (وليس محمد إبراهيم حسن.يا صاح! وكمان نصححك!!)، (قاضي بالمحكمة العليا). لعلك يا أستاذ ناصر العمر تعجب أولاً لماذا تركت مكان التوقيع الرابع خلوًا ولم أذكر صاحبه – تركته لشيخ الإسلام بن تيمية!! فنحن في أي اجتماع للهيئة نترك كرسيا فارغا لكي تجلس عليه روحه القلقة فهو دائما الحاضر الغائب!! وكما تعلم فإنه توفى في داخل السجن بالقلعة!! ولعلك ثانياً تعجب على أي شيء وقع هؤلاء السادة الجلة من علماء السرورية إلا اثنين الطريفي وحسن احمد حامد من أعيان التصوف…وتقبلناهم لكي يقال إن الهيئة أو مجلس الإفتاء سقطا في يد السلفية؟!! وكما ترى ذهب الرجلان إلى ربهما واتينا بعبد الحي يوسف وهو شاب من شباب السروريين!! أقرأ بتمهل هذه الوثيقة الصادرة من مستشارية رئيس الجمهورية لشؤون التأصيل للعقيدة السرورية لتجد الإجابة عن السؤالين أعلاه.. واستعد بعد ذلك لتحل محل ابن تيمية على السفود – إذا لم يستطع تنظيمنا الاستيلاء على السلطة في السودان!! فها أنت أيها المتحامل على الإسلام وأهله لم لا تدافع عن ابن تيمية في أمور وخطايا قد اعترف بها هو نفسه وأقر بذنبه فيها وأعلن التوبة منها وهي موجودة في كتابه «العقيدة الحموية». وقد أقر كل ذلك بكلماته هو لا بكلمات أُمليت عليه ولا أُجبر على الاعتراف بها. وابن تيمية يعترف أيها المتعامي ويتوب عن: إنني أعلن البراءة من الوقيعة في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وانتهاك حرمتهم وإساءة الأدب معهم خاصة الإمام علي وابنه المعصوم الحسين..رضي الله عنهم أجمعين. وإنني زكيت من هو أهل لأن يكون في الدرك الأسفل من النار أمثال معاوية ويزيد. خالفت الحق في تفسير قوله تعالى «ما كان لرسول أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض» وإنها نزلت في أبي بكر وعمر ومن وقف موقفهما بالحض على عدم القتال في بدر حين استشارهما النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قبل المعركة. وإني أستغفر الله وأتوب إليه من عدم القول والفعل والاعتقاد بهذا وأشهد إني أحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جميعهم لاسيما الإمام علي وفاطمة الزهراء والسبطين الحسن والحسين رضي الله عنهم!! هذا كله مسطور أمامك سيدي ناصر العمر ولكنني أزيدك غمًا بتكراره وإرغاماً لأنوفنا..وأزيدك غماً بأن بن تيمية الذي قرأت كتبه ولم تجد فيها إلا التكفير والتفكير في إعادة قراءة دين الإسلام هو نفس ذات الشخص يقول محذرًا مثلي ومثلك من البسطاء: كما أحذر إخواني المسلمين مما في هذه الرسائل خاصة “قاعدة في محاربة الكفار” وأنبههم لخطورة ما فيها ومنع تداولها وأحذرهم من كل عقيدة فاسدة تدعو إلى الخروج عن معتقد أهل السنة والجماعة الأشعرية كأن أقول إن الله شاب أمرد، أو إن الله بقدرته يستطيع أن يستوي على ظهر بعوضة، أو إنه يُجْلِس بجانبه النبي على عرشه.. وأؤكد التزامي بمنهج الأشعرية وعدم الخروج عليه. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الطائعين والطائعات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات. وأختم هذه الحلقة وإذا بقي فيك بعدها بقية فإلى الحلقة القادمة بإذن الله. (كاتب) و (محلل سياسي) [email protected]
