أرقع جبتي أو لا أرقعها أطرزها من اللالوب ألبسها على المقلوب أخلعها على كيفي أنا لم انتخب أحداً وما بايعت بعد محمد رجلاً ولا صفقت للزيف لماذا أعلنوا صوري لماذا صادروا سيفي .. عبد القادر الكتيابي ٭ لازلت أنظر بكثير من الإحترام، لدرجة الإجلال، إلى المدن السودانية التي نهضت على الطريقة الإبراهيمية، على أن يخرج شيخ من وسط ضوضاء المدن وينتبذ مكاناً قصياً وسط صحراء قاحلة، ثم يؤسس خلوة ومسيداً ويرفع نداء الصلاة وهو يردد الآية الكريمة «ربنا إنّي أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرّم ربنا ليُقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون»، وبطبيعة الحال من هذه المدن مدينة (أم ضبان)، أم مدائن التصوُّف، المدينة التي أسسها السادة البادراب (بالقرآن والكسرة والانكسار) الانكسار والتواضع لله سبحانه وتعالي، مدينة كما لو أنها تتوضأ بالضياء عند كل فجر على سطح القمر.. و.. و.. ٭ كنت منذ أيام أحتفي (ببعثة ياسر الفادني) إلى محلية شرق النيل، ومصدر ذلك الاحتفاء، ليس لأن الرجل الفادني يومئذ ينتمي إلى (مشيخة الفادنية) فحسب، بل لأنه ينتمي إلى هذا الجيل، وبالضرورة هو يُدرك مفاتيح الدخول إلى قضايا الشباب وما أكثرها وما أعقدها، ورأيت أنها مناسبة أن أدعوا لتكريم الشيخين الجليلين الطيبين (الطيب الغزالي والطيب النص) النائبين البرلمانيين التاريخيين لهذا الشرق الجميل، وقلت صراحة آن لذلك الجيل أن يرتاح (جيل حنتوب) جيل الدكتور الترابي والإمام الصادق المهدي والسيد محمد إبراهيم نُقد، وذلك إن لم يكن لأجل سنن التقاعد الإجباري، فليكن ذلك لصالح (ثقافة تعاقب الأجيال)، على ألا يصادر جيل بعينه حقوق وحظوظ أجيال بأكملها، وهي حالة لا تقتصر على شرق النيل وحدها، فتكاد كل مشارقنا ومغاربنا ترزح تحت وطأة هذه الثقافة، ففي كل ضاحية رجل (طيب) أنفق حياته وأوقف عمره لخدمة العامة يجب تكريمه وتوقيره وتخليده و... ٭ ثم، والحال هذه والمقال والمقام، يردني عبر البريد تعقيب من القارئ محمد عبد الرحمن بابكر البادرابي، والتعقيب يخدم فكرتي الأساسية، فكرة وثقافة تعاقب الأجيال، وذلك حتى لا تحدث في بلادنا أزمة (انحباس أجيال) وانسداد فكري وتعطيل لسنن الفطرة والتاريخ والقضية يومئذ هي قضية عامة، قضية أفكار محورية لأمة تنشد المستقبل ولا تود أن تجمّد عقولها في محطة بعينها، غير أن الرجل البادرابي قد ذكر نماذج من مشيخة البادراب، ترددت كثيراً في بادئ الأمر في نشر المقال على إنه ينزع (لشخصنة الأفكار)، لو لا أن أريت برهان وحجة (رجل من البادراب) يكتب عن البادراب، فأهل مكة أدرى بشعابها، ولم أكن بادرابياً أكثر من البادراب أنفسهم، وتبين لي بعد نشر المقال وسيل المهاتفات التي وردتنا، أن المقال وإن خدم الفكرة الجوهرية، إلا أنه قد تجاوز في توصيف حالة «الشيخ الأستاذ أحمد حسب الرسول بدر» الشيخ ابن الشيخ «الحبوب» رجل القيم والمبادئ وأحد أركان «مملكة البادراب»، وللبادراب استحقاقات كثيرة، تاريخية وجغرافية وقيمية، يجب أن نبذلها إليهم بسخاء وطيب خاطر وأنا أعرف «الرجل الحبوب» عن قرب.. تواضعاً وكرماً ومعرفة وعرفاناً، أعرفه وأعرف رفيقه عمر البادرابي فإن تلك التوضيحات الجانحة لا تصلح لهما، غير أن متطلبات هذه المهنة تجعلنا ننشر ما نؤمن به ولا نستطيع أن نحجب وجهة نظر الآخرين والتي ليس بالضرورة أن نؤمن بها،.. ٭ مؤسسة الملاذات بكل أجنحتها وأشواقها ومشاعرها وأشعارها تعتذر «لمشيخة البادراب» وللشيخين الأخوين الحبيبين أحمد وعمر» وجعلنا جميعاً ذخراً للعباد والبلاد. والله أعلم.