{ تمر علينا في هذه الأيام ذكرى حرب يونيو أو حرب حزيران أو هزيمة يونيو أو المسماة بحرب الأيام الستة كما أُطلق عليها باللغة الإنجليزية. كما هو شائع وذائع فإن التسمية التي التصقت بها هي (النكسة) أو (الوكسة) عند أشقائنا المصريين. { حرب خاضتها إسرائيل (الفك الأمريكي المفترس) ضد العرب قبل (43) عاماً.. ضد كل من مصر وسوريا والأردن، وانتهت باستيلاء إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء والجولان. حرب اندلعت بعد أن أخلت القوات الدولية مواقعها من سينا وقطاع غزة، حيث كانت تراقب وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل. { في الخامس من يونيو 1967م شنَّ الجيش الإسرائيلي هجومه الكاسح ليلتهم تلك الأراضي العربية بعد هزيمة مريرة لعبت فيها المفاجأة عنصراً مهماً، إضافة لامتلاك القوات الإسرائيلية الأسلحة الغربية الحديثة، بجانب مساندة أمريكا والدول الأوروبية لها. كنت أيامئذٍ في ميعة الشباب لم أتجاوز بعد الثامنة عشر من العمر وهنا أذكر أن الخسائر النفسية كانت فادحة على كل مواطني البلاد العربية حيث أصاب الجميع إحساس باليُتم بالرغم من أن الإعلام العربي المسموع أثناء المعارك كانت له محاولات يائسة في رفع مناسيب المواجهة والتصدي مصحوباً بالأغاني والأناشيد الوطنية مثلما فعل بعد ذلك (صحاف) العراق. { لقد كانت حرباً بشعة، ضُربت فيها الطائرات الحربية المصرية وهي جاثمة على الأرض، وكانت الخسارة في المعدات والأرواح فادحة من شهداء وأسرى ومفقودين. ظهرت الأغاني الوطنية حينها معبّرة عن النكسة وخاصة ماهو مبثوث من الإذاعات المصرية في شكل (أنّات) وطنية، على سبيل المثال ما شدا به المطرب عبد الحليم حافظ ومن كلمات الشاعر الأبنودي ونذكر من ذلك: (عدى النهار) و(أضرب) و(بالدم) و(بركان الغضب) و(راية العرب). { وكان الرد في معركة (الكرامة) في الحادي والعشرين من مارس 1968م حيث دارت معارك شرسة بين الفدائيين والجيش الأردني وبين القوات الإسرائيلية التي تكبّدت خسائر عظيمة وكبيرة جداً واُعتبرت أول نصر عسكري على إسرائيل وذلك بعد إغراق المدمرة (إيلات) الإسرائيلية داخل المياه الإقليمية المصرية. { وجاءت حرب الاستنزاف في مارس 1969م التي انتهت بوقف إطلاق النار بموافقة الزعيم عبد الناصر في أغسطس 1970م. من خلال ذلك بدأت أسطورة المقاتل الإسرائيلي الذي لا يُقهر، تهتز ودُحضت كل مزاعمها. كانت تلك مقدمات مهدت لخوض المعركة الأهم، ألا وهي حرب أكتوبر عام 1973 التي استعاد من خلالها المواطن العربي أهازيج النصر. { هاهي إسرائيل تحاول أن تعيد إلى الأذهان، من خلال قراصنتها من الكوماندوز، أحد وجوهها البشعة من حرب يونيو من خلال مجزرة أسطول الحرية التي فضحت الوحشية التي استمرأتها لقهر المقهور ألا وهو شعب غزة. فهل تعود إلى العرب مرة أخرى لاءات الخرطوم الثلاث الشهيرة: لا صلح، لا تفاوض، ولا اعتراف؟! { بخيل اشترى نص كيلو تفاح، وفي الليل عض التفاحة الأولى لقاها مسوسة والتانية لقاها مسوسة قام طفا النور وأكل التالتة!!