توالي «الأهرام اليوم» اهتمامها بالمنتخب الوطني الأول لكرة القدم الذي يستعد لمرحلة التصفيات الأفريقية المقبلة بجانب المشاركة في بطول الأمم المحليين العام المقبل بالخرطوم. وتواصل الصحيفة إستطلاع الخبراء وأهل الشأن للحديث حول مرحلة الإعداد ورأيهم في الطاقم الفني والمجموعة الحالية للمنتخب وهل بإمكانهم تحقيق النتائج المرجوة وإخراج الكرة السودانية من وهدتها الطويلة وإخفاقات ظلت تتكرر باستمرار دون النظر أو الاهتمام بوضع علاج ناجع للخلل الموجود لأجل انطلاقة حقيقية والعودة لمنصات التتويج الخارجية. الخبير الكروي د. حسن المصري المحاضر بكلية التربية الرياضة بجامعة السودان التقته الصحيفة للحديث حول إعداد المنتخب وتجربته السابقة أمام منتخب فلسطين. وكان المصري كعادته جريئاً تحدث بصراحة متناهية لأجل مصلحة الكرة السودانية وقال رأيه بوضوح في الجهاز الفني والكلية الحالية للمنتخب، فمعاً نتابع إفادته: ٭ استهل المصري حديثه قائلاً: أولاً مرحلة الأعداد بالنسبة لأي منتخب أو فريق يجب أن تكون متكاملة ولفترة طويلة وليس لمدة أسبوع واحد مثلما يحدث حالياً في المنتخب وفترة الإعداد الطويلة تشتمل على رفع معدلات اللياقة البدنية والتكتيك وصقل مواهب اللاعبين وما إلى ذلك من خطط. ٭ إعداد ضعيف وأشار حسن المصري إلى أن إعداد المنتخب الوطني ليس متكاملاً وقال يصبح مثله مثل أي تدريب عادي فالجهاز الفني لم يهتم بالجوانب النفسية وتنمية المهارات والنواحي التكتيكية وأنا أرى أن طريقة إعداد المنتخب (عقيمة) وافتقدت الكثير من العوامل التي يجب توافرها في مرحلة الإعداد وكان من الأفضل أداء عدد من المباريات التجريبية لاختبار اللاعبين بدلاً من الاكتفاء بالتمارين. وقال المصري: النصف الأول من الموسم الكروي انتهى وذلك يعني توقف النشاط وبالتالي سيكون لاعبو المنتخب الوطني بدون إعداد لتوقف الدوري وهنا فإن زيادة الجرعات التدريبية للاعبين يتلقون ذات التمارين مع أنديتهم يعرضهم للحمل الزائد والإصابات وبالتالي يجب مراجعة الطريقة الحالية للإعداد لأن الوصول للمراحل العليا يتطلب تدرجاً من المراحل الدنيا ثم الوسطى فاللاعب السوداني يملك الموهبة الفطرية التي تحتاج للصقل واكتساب الخبرات لأن الموهبة أصبحت غير كافية في عالم كرة القدم اليوم وتطورت كثيراً ودخلت خطط حديثة ولا يعقل أن يكون اعداد المنتخب الوطني بتلك «الطرق العقيمة» دون مواكبة للحداثة. { تجربة فلسطين ضعيفة:- سألنا د. حسن المصري عن رأيه في التجربة التي خاضها منتخبنا الوطني أمام نظيره الفلسطيني وكيف ينظر لها فقال: بصراحة التجربة ضعيفة ومتواضعة ولم تحقق أية فوائد فنية لمنتخبنا الوطني وكانت مباراة احتفالية أكثر من كونها تجربة اعدادية وكشفت المباراة أن اللاعب السوداني مايزال يفتقد الكثير من عوامل الكرة الحديثة كما أننا بعيدون عن مستوى الكرة الافريقية والعربية ولا توجد أي انجازات ملموسة وظللنا نتقدم خطوة للامام ونعود مثلها للوراء فلماذا ظلننا هكذا ندور في فلك الاخفاقات ولماذا لا نهتم بالناشئين والمراحل السنية وهم أمل الكرة السودانية فالبناء من القاعدة هو أحد عوامل نجاح الدول من حولنا، فالمطلوب وضع استراتيجية طويلة المدى حتى نمضي للامام. { المنتخب الحالي وعودة هيثم والعجب:- رأى المصري أن المنتخب بوضعه الحالي لن يحقق النتائج المرجوة و(حايمشي خطوة خطوتين للامام ويعود للوراء) وقال كما قلت الاعداد ضعيف وفترته قصيرة فالمجموعة الحالية لن تحقق شيئاً للكرة السودانية وسنظل ندور في فلك الاخفاقات التي تتكرر كل عام. وفي رده على سؤال حول إبعاد العديد من عناصر الخبرة عن صفوف المنتخب الوطني قال: بصراحة اؤكد أن الخبرة مطلوبة في أي فريق مع عنصر الشباب ومن هنا اطالب القائمين على أمر المنتخب بضرورة عودة (هيثم مصطفى وفيصل العجب وسفاري وعمر بخيت) ووجود هؤلاء مهم في المرحلة المقبلة لاكتسابهم خبرة المباريات الدولية ونحن دوماً نراهن على الخبرة ونطالب بوجودها. { المدرب الياباني لن يفيد:- المحور الأخير في حديث المصري كان حول الاطار الفني للمنتخب الوطني فقال: المدرب الياباني الحالي لن يحقق أي نتائج مرجوة مع المنتخب ولذلك من الأفضل الاستعانة بمدرب وطني لأنه يتفهم نفسيات اللاعب السوداني كما أن حاجز اللغة يقف حائلاً بين المدرب الأجنبي واللاعب الوطني وطالب المصري بأهمية التعاقد مع مدرب اجنبي يكون مشرفاً على المراحل السنية.