اقتحام فني بالإيقاعات والكورس نفذته دار فلاح لتطوير الأغنية الشعبية مساء الأربعاء الماضي حيث احتلت مسرح العميد أحمد المصطفى بالاتحاد العام للمهن الموسيقية وصدح مطربوها فقط دون آلات وترية أو نحاسية فأطربوا حتى القراقير بالنيل قبالة مبنى الاتحاد. المطربون عثمان حاج عوض الجعلي، حمدان أزرق، حسن شرف الدين وخالد نحل قدموا اثنتي عشرة أغنية شعبية حملت تراث الجعليين ودرر الرواد، فيما تغنى خالد نحل بأغنيتين للكاشف على النمط الشعبي بذات طريقة شيخه كمال ترباس. حسن شرف الدين أثبت أنه مطرب الغناء الشعبي الحديث، فقد نال رضا الجمهور وأصبح مطلباً شعبياً في كل ليالي منتدى فلاح وهو أفضل من يقدم روائع عبد الوهاب الصادق. الشاعر محمد عباس أبو مرين قال ل«الأهرام اليوم»: «هذا الشاب ممتاز ويمكنه أن يقدم نهجاً فنياً جديداً اذا امتلك أدواته الخاصة دون اجترار إرث الحقيبة». المطرب الملحن حمدان أزرق، قدمه مذيع الربط حسام محيي الدين بالموسيقار حمدان فقال: «إن المذيعات يطلقن لقب دكتور على كل ضيف والآن أقول لمذيعنا أنا لست موسيقارا»، وأردف: «قصدنا بإقامة ليلة لدار فلاح بالاتحاد لعرض النماذج لعلماء الموسيقى لتقييم التجربة والحصول على الإرشاد في الأبعاد الصوتية». الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد سيف الدين علي، قال بعد أن سمع نتاج دار فلاح: «عندما نتحدث عن الأغنية الشعبية التي سادت في وسط السودان لفترة طويلة فإننا نتحدث عن موروث يحمل العديد من الدلالات، فهذه الأغنية لقوتها وجمال كلماتها أخذت اسمها الطبيعي وعلمياً الأغنية الشعبية هي التي يقدمها الشعب بنفسه، وبالعودة الى التاريخ فإن الموسيقى الحديثة في السودان بدأت بهذا النوع من الغناء ويلاحظ طول أغنية الحقيبة لتعدد معانيها وهي مصحوبة بالرقص دائماً وفي نهايتها (كسرة) للحد من رتابة اللحن الدائري». وأضاف: «إن قوة الحبال الصوتية وقوة توصيل معاني المفردات من خلال النطق الصحيح الواضح هي أهم عناصر هذا النوع من الغناء، وقديماً كان الغناء بلا آلات أو ايقاعات فقط الاعتماد على قوة الصوت»، وأردف: «ويعتبر الغناء دون استخدام الآلات من أصعب أنواع الغناء والنماذج التي قدمها عثمان الجعلي تؤكد ذلك فقد تغنى بثلاث أغنيات دفعة واحدة دون راحة ولا يبدو عليه الإجهاد». وختم بقوله: «من المهم جداً أن نعي أن هذه الأغنية - الشعبية - مظهر من مظاهر الغناء في السودان يجب احترامه مثل كل الإرث التاريخي كالطابية وسرور وكرومة وباقي الموروثات. { لقطات: لأول مرة يشهد مسرح الاتحاد هذا الزخم الشعبي الذي اشرأبت معه العصي إلى عنان السماء و(عَرَض) الرجال، بجميع الأعمار، وكان الجعليون في المقدمة، حتى أعضاء الاتحاد من الموسيقيين أثبتوا أن التراث والموروث يجري كالدماء في الجسد.