احتفلت محلية أم درمان مساء الاربعاء الماضي بحديقة البلدية بالذكرى الثامنة عشرة لرحيل مطور الفن الشعبي الفنان محمود فلاح، في ليلة جمعت كل أهل أم درمان ورموزها واستمرت حتى منتصف الليل. { أبو كساوي معتمد محليو أم درمان الشيخ أبو كساوي قال إن أم درمان (أناس ومدينة) خلقت لتصنع الجمال بفريع البان والعيون النجل، فهي أجمل هيفاء، وأضاف أن الاستماع الى الطرب يجدد الاحساس بالحياة ويرفع قيمة البذل والعطاء، وأعلن استباحة ساحة المحلية الخضراء بكل الفعاليات الثقافية من أجل غد أفضل، وحيّا ذكرى «فلاح». الاذاعي والباحث، عوض بابكر، قال إن محمود فلاح حوى (أخطر) أنواع التراث السوداني وأضاف إليه (التم تم) وتميزت الجملة اللحنية لديه بالبساطة غير المخلة، وأبان أنه عبر دراساته وجد أن أغاني (التم تم) تنتمي الى النغمة النوبية القديمة، وبالتالي محمود فلاح بنى ألحانه على أقدم نغمات العالم الموسيقية. وأشار الى أنه بدأ بالانشاد الديني ثم الذكر وبعده الحقيبة ثم قدم أعماله، وتمنى أن تهتم الدولة بدار فلاح وتجد لها مقراً بعد أن باتت مهددة بالطرد من نادي العمال، ويكفي أن بها مكتبة ضخمة تحمل تراث (الحبوبات) منذ السلطنة الزرقاء. أحمد فلاح قال في كلمته التي قدمها إنابة عن أسرته إن لمحمود فلاح نضال ضد المستعمر ومؤسسة تعليمية خرّجت العديد من النجوم أمثال ترباس، حسين شندي، عبد الوهاب الصادق، عبد الله الحاج، القلع عبد الحفيظ وغيرهم. وأضاف أن كل الحكومات منذ الستينيات ظلت تعد فلاح بقطعة أرض لبناء الدار ولكنه حتى وفاته لم يتحقق حلمه، وأضاف أن اتحاد عمال السودان أنذرهم بإخلاء الغرفة الممنوحة لهم بالنادي بأم درمان وطالب معتمد أم درمان بالإيواء الشرعي. { الأغنيات الجميلة بدأ عبد العظيم عبد الجليل بالقرآن الكريم، تلاه التوم الشيخ بانشاد ديني، وصدح في الليلة العديد من المطربين، منهم ثنائي أبو كدوك (آن حمامي وأبكاني صوت الحمامة)، محجوب كبوشية (أنا يا زمان دابي السارة الأسد)، مرثية فلاح للشاعر البشرى حمد أحمد، صديق سرحان «قمنا على مهلنا».. «أسد الكدادة الزام»، خالد نحل غنى «أيام صفانا ليلة ويا لها من ليلة»، محمد الجيلي «عيوني هم السبب في أزايا»، «شدولك ركب فوق مهرك الجمّاح»، ابراهيم خوجلي «عيوني وعيونك» وشاركه فيها حمدان أزرق، حسن شرف الدين قدم «بعد دا كلو كمان بتبكي.. «وليد دارفور بمشي معاك الليلة».. حبايبي الحلوين» وتجاوب معه الحضور طويلاً. وختمت الليلة المطربة الناشئة «غادة حسن» بأغنية «شفتو من نظرة» للشفيع. { لقطات من الحفل - المذيع مازن صلاح أمين من الاذاعة الرياضية 104 عمل مذيعاً للربط وأجاد وأعاد الرونق للبرنامج الذي لم يلتزم العديد من المطربين الذين دُونوا فيه بالحضور إذ غاب عن الليلة جمال فرفور، محمود علي الحاج، القلع عبد الحفيظ، حنان بلو وانصاف مدني. - تغنى حسن شرف الدين برائعتي عبد الوهاب الصادق «بعد دا كلو حبايبي الحلوين» فوقف معه عبد الوهاب الصادق محاولاً الغناء في لوحة أدمت قلوب الحاضرين. نجيب قسم الله زايد مدير شركة أوتاد تبرع بمبلغ (5) آلاف جنيه لدار فلاح فكان المتبرع الأوحد في الليلة. { فلاح في سطور هو من مواليد أم درمان حي البوستة عام 1923م، وينتمي لقبيلة الجعافرة، له أربعة أولاد وخمس بنات، درس القرآن وعمل بصناعة الأناتيك مع أبيه وأخيه الشاعر أحمد فلاح، وافتتح مكتبة و(كشك) للجرائد بالمجلس البلدي بأم درمان. درس بالأهلية المسائية وتعلم الانجليزية ولعب كرة القدم بفرق الهلال والنصر وبرز في نادي الموردة، أنشد المدائح النبوية وكان ختمي الطريقة، ثم تعلم الغناء. شارك في الحركة الوطنية وهو أول من غنى (يا غريب يلا لي بلدك) ومن مؤسسي اتحاد فن الغناء الشعبي 1964م، وتقلد منصب السكرتير فيه وكان شاعراً وملحناً ومطرباً ولحن معظم أغنيات أحمد فلاح ومحمد بشير عتيق. أسس دار فلاح لتطوير الاغنية الشعبية عام 1968م وله العديد من المساهمات في الحياة العامة. توفي في 20 مارس 1992م وترك إرثاً كبيراً من الأشعار والألحان والأغاني.