تشهد مدينة بورتسودان هذه الأيام أزمة حادة في مياه الشرب. وقال مدير عام هيئة مياه ولاية البحر الأحمر المهندس عثمان محجوب ل(الأهرام اليوم) إن الوضع في مياه الشرب بالمدينة تحت السيطرة وأنه لم يصل لمستوى الأزمة، واستدرك أن بورتسودان تعاني شحاً في مياه الشرب، وأضاف أن ذلك يعود في المقام الأول لقلة الأمطار ببورتسودان وطول دورة الجفاف والمتغيرات المناخية، وأشار إلى أن من عوامل المشكلة القضايا الفنية التي صاحبت إنشاء سد البوابة العليا بأربعات الذي يُعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب ببورتسودان والمتمثلة في العيوب التي صاحبت إنشاء البوابات بالسد وترتب عليها انغلاق تلك البوابات حتى الآن بجانب احتجاز السد كميات كبيرة من الطمي، وأشار إلى أن حاجة مدينة بورتسودان يومياً في فصل الصيف تقدر بمائة ألف متر مكعب من المياه في وقت لا يزيد فيه المتوفر حالياً عن ال«45» ألف متر مكعب، وأبان أن والي البحر الأحمر محمد طاهر ايلا بذل جهوداً مكثفة لمعالجة مشاكل البوابات بالسد عبر الاتصال بشركات هولندية ومصرية وسعودية أجرت دراسات كاملة لمعالجة المشكلة وقدر تكلفتها بحوالي مليونيْ جنيه، وزاد أن حكومة الولاية أنشأت خطاً بديلاً لنقل المياه من السد إلى الخط الرئيسي الناقل لمياه الشرب من أربعات لبورتسودان بطول «7» كلم بتكلفة تقدر بمليون جنيه كمعالجة لمشكلة الخط الذي غطته الأعشاب والطمي. وحول الحلول الإسعافية لشح المياه في بورتسودان قال محجوب إن ادارته وضعت خططاً محكمة لتوزيع المياه المتوفرة بالمدينة بشكل عادل، داعياً المواطنين لترشيد استهلاك المياه، وأضاف إن إسناد مهمة إدارة وتشغيل محطات التحلية بالمدينة لشركة الهدف ساهم بشكل فعال في تقليل شح المياه وزيادة إنتاجية المحطات بالإضافة إلى حل مشكلة مياه ترانسيت بنسبة «80%»، وقال إنها المرة الأولى التي تمضي فيها المياه للحي عبر الشبكات. وفي السياق قال مدير شركة الهدف ببورتسودان عبد الغفار أحمد حسين إنه تم فحص عينات من مياه محطات التحلية بالمدينة وثبتت نقاؤها وسلامتها وقال إن تكلفة المياه على المواطنين ظلت كما عليه. وقال عدد من المواطنين إن حل مياه بورتسودان لا يمكن أن يتحقق إلا باكتمال مشروع الخط الناقل للمياه من عطبرة إلى بورتسودان، وطالبوا الحكومة الاتحادية بتوفير محطات تحلية إضافية وكبيرة وذات إنتاجية عالية تغطي حوجة المدينة لحين اكتمال مشروع مياه النيل. وحول موقف المياه بسواكن قال مدير عام المياه بالولاية إن المدينة تعاني شحاً في مياه الشرب لتوقف محطة التحلية بالمدينة وأن العمل جارٍ الآن بواسطة شركة الهدف لصيانة وتأهيل المحطة وأنه من المؤمل إعادة تشغيل المحطة في غضون أسبوعين مما يساهم بشكل جاد في حل مشكلة مياه سواكن.