شهدت مدينة بورتسودان في الأيام الفائتة أزمة حادة في مياه الشرب وتعود أسباب الأزمة لقلة المياه في أربعات (المصدر الرئيس لمياه الشرب بالمنطقة) إلى جانب صعوبة سحب وضخ المياه المتوفرة ببحيرة سد البوابة العليا بأربعات بفعل المشاكل الفنية التي صاحبت إنشاء السد وأثرت في طرائق فتح بواباته بعد أن ظلت مغلقة منذ إنشاء سد البوابة العليا بأربعات في العام 2005م وحتى الآن الأمر الذي حدا بهيئة مياه ولاية البحر الأحمر لإنشاء وابتكار وسائل بديلة بسحب المياه من السد. ورغم أن الآليات البديلة ليست بذات قدرة وفاعلية البوابات في انسياب المياه إلا أنها ساهمت في حل المشكلة ولو لفترة مؤقتة، هذا الحال الذي وصل لمرحلة الأزمة في مرفق مياه الشرب ببورتسودان دفع والي ولاية البحر الأحمر محمد طاهر ايلا للقيام بزيارة ميدانية مفاجئة لمنطقة أربعات (42) كم شمال غرب بورتسودان بصحبة وفد هندسي وفني وتنفيذي رفيع المستوى، بغرض التعرف على أرض الواقع لمشاكل ومعوقات انسياب المياه. مدير عام هيئة مياه ولاية البحر الأحمر المهندس عثمان محجوب الحسن أوضح أن بحيرة السد تحتجز الآن حوالي (3) ملايين متر مكعب من مياه الشرب التي تكفي المدينة لحوالي شهرين، مشيراً أن بورتسودان تحتاج لحوالي (70) ألف متر مكعب من المياه يومياً تساهم محطات التحلية بسد جزء مقدر من هذه الحوجة، وذكر أن أسباب ضعف انسياب المياه يعود لانسداد الأنابيب الناقلة للمياه من سد البوابة العليا للخط الرئيس بالأعشاب والحشائش، كما أن نقل المياه من السد عبر الأنابيب يعتريه الضعف، الأمر الذي يتطلب معالجات أكثر فعالية وجدوى. وأبان محجوب أن إدارته بالتنسيق مع وحدة التعمير وترقية الخدمات بالولاية ومركز البحر الأحمر الاستشاري الهندسي تعمل في تنفيذ خط إضافي لنقل المياه من سد البوابة العليا لبورتسودان بقطر (20) بوصة وطول (40) كم، والهدف من إنشاء الخط الإضافي تقليل ظاهرة التبخر والتسرب التي تتعرض لها مياه الشرب في رحلة انسيابها من المصادر لبورتسودان. وكشف مدير عام هيئة مياه البحر الأحمر عن تدابير وإجراءات صارمة اتخذتها إدارته لضمان حسن توزيع مياه الشرب بعدالة وإنصاف لكل أحياء المدينة. من جهته، قال والي البحر الأحمر محمد طاهر أيلا إن مصدر مياه الشرب بأربعات يمثل مخزوناً محورياً واستراتيجياً من مياه الشرب لبورتسودان، مؤكداً حرص حكومته على تأهيل وتطويره وزيادة إنتاجيته حتى بعد اكتمال تنفيذ مشروع مد بورتسودان بمياه النيل من عطبرة، وقال إن مياه أربعات تتميز بقلة تكاليف إنتاجها مقارنة بمياه النيل التي تشتمل على 18 مضخة التي تتطلب تكاليف إضافية من وقود وأيدٍ عاملة، وزاد: سنعمل على رفع إنتاجية مياه أربعات مائة ألف متر مكعب. وحول مطالب البعض بقفل المدارس ببورتسودان للشح في المياه قال ايلا إننا سنعمل بكل الوسائل لتوفير مياه الشرب للمدارس والداخليات ولكننا نأمل ألا نلجأ لإصدار قرارات بقفل المدارس قبل حلول العطلة الصيفية حتى لا يتأثر أبناؤنا التلاميذ في التحصيل الأكاديمي. وتعليقاً على مطالبة الحكومة بالاعتماد على محطات التحلية لتوفير مياه الشرب بالمدينة قال والي البحر الأحمر: إن محطات التحلية تكاليف تشغيلها عالية إلى جانب كثرة أعطالها، كما أن محطات التحلية الموجودة ببورتسودان صناعة أمريكية وتحتاج لإسبيرات من الولاياتالمتحدةالأمريكية الأمر الذي يحول بيننا وبين استجلاب الإسبيرات لدواعي الحظرالتجاري الذي تفرضه الإدارة الأمريكية على السودان مما يكلفنا أعباء إضافية لجلب الإسبيرات عبر وسائل مختلفة.