يعرف الجميع أن إسرائيل تملك سلاحاً نووياً وهي الوحيدة التي تملك هذا السلاح في الشرق الأوسط، وجيشها من الجيوش القوية المتميزة على مستوى العالم وليس الشرق الأوسط وحدة، ولقد اعترفت بها أكبر دولة عربية بل اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية. وليس هناك الآن خطر يذكر يهددها، والذين يواجهون الخطر والحصار والاضطهاد هم الفلسطينيون. إن ذوي الضمائر الحية في سائر أرجاء العالم يرفضون الحصار المفروض على غزة والظلم الواقع على الفلسطينيين ولكن هناك شواذ ومنهم جوزيه ماريا أزنار رئيس وزراء أسبانيا السابق، فقد جاء في الأنباء أنه يدعو لمبادرة جديدة نستهدف حماية وجود إسرائيل والدفاع عنها؟! وقال أزنار: «إذا سقطت إسرائيل فإننا جميعاً سوف نسقط». وقال رئيس الوزراء الأسباني السابق في مقال نشرته جريدة ذي تايمز اللندنية عدد الخميس الماضي: «إن إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة يتهددها دواماً الانحدار إلى الفوضى». وللمبادرة التي أطلقها أزنار أصدقاء بل إن اسم المبادرة هو «مبادرة أصدقاء إسرائيل»، وهؤلاء الأصدقاء سياسيون أوروبيون بارزون وأكاديميون وبعض حملة نوبل ومنهم الايرلندي ديڤيد تريمبل والمؤرخ البريطاني أندرو روبرتس وجون بولتون المندوب الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة ورئيس بيرو السابق توليد ورئيس مجلس الشيوخ الإيطالي السابق بيرا وآخرون غيرهم. وهذه الوقفة الأوروبية الأمريكية اللاتينية النخبوية المؤيدة لإسرائيل تحير المرء فعلاً، وهي حيرة تذكر بحيرة الإمام علي عندما لاحظ وقوف كثير من الأعراب مع الباطل الأموي. ثم نرجع إلى أزنار ومقاله، فقد جاء فيه أيضاً: «إن حق إسرائيل في الوجود لا ينبغي أن يخضع للنقاش، فقد نشأت بقرار من الأممالمتحدة، وإسرائيل هي الدولة الديمقراطية (الغربية) الوحيدة التي تعيش مهددة باستمرار بالهجوم عليها سواءً كان هذا الهجوم من جيرانها العرب أو من إيران». وقال أزنار: إن المهددات الحقيقية لاستقرار المنطقة تكمن في الإسلام الراديكالي وفي إيران التي تطمح للهيمنة على الشرق الأوسط. وبعد لقد نظر الخواجة أزنار إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من زاوية واحدة ولو أنه نظر إليه من زاويتين لجاء موقفه معتدلاً ولكانت مبادرته مختلفة، وأكثر موضوعية واقتراباً من الحقيقة.