نهاية الثلث الثاني من يونيو ثمّة حوادث مهمة سودانياً وعربياً ودولياً. ففي 18 يونيو 1989م تم اكتشاف محاولة انقلابية عسكرية مايوية استهدفت الإطاحة بالنظام الديمقراطي الطائفي الذي كان يجلس على قمته قطب الختمية والاتحاديين السيد أحمد علي الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة، وزعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء السيد الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي. وقد اعتقل الضباط الانقلابيون وكان منهم العميد الزبير محمد صالح والعقيد حسن الخير حسن النور. وفي 19 يونيو 1965م نفذ وزير الدفاع الجزائري هواري بومدين انقلاباً عسكرياً ناجحاً ضد الرئيس أحمد بن بيلا، وكان عمر بومدين 33 سنة، فهو من مواليد 1932م. وفي مثل هذه الأيام من عام 1940م وجّه الجنرال ديجول من استوديوهات هيئة الإذاعة البريطانية بلندن نداءه الشهير لشعبه الفرنسي بمقاومة الاحتلال النازي. وقد احتفل بهذه المناسبة في لندن أمس الأول الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال الرئيس ساركوزي مخاطباً مضيفيه البريطانيين في المستشفى الملكي بتشيلسي: «إسمحوا لي أن أعبّر عن شعورنا الأبدي بالامتنان والعرفان لكم على وقفتكم مع حرية فرنسا وشرفها.. إنكم أيها البريطانيون مكنتم المقاومة الفرنسية من الاستمرار». وكان الجنرال ديجول عام 1940م قد وجه نداءه للفرنسيين بعد يوم واحد من إعلان المارشال بيتان للهدنة والاستسلام للنازيين. ومن الغريب أن هذا البيتان نفسه كان في مقدمة أبطال فرنسا في الحرب العالمية الأولى التي نشبت عام 14 وانتهت عام 1918م. وكان ديجول قد قال في ندائه الشهير الذي وجهه في يونيو 1940م من استوديوهات هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي «إن شعلة المقاومة الفرنسية لا ينبغي لها أن تنطفئ». وفي لندن أمس الأول قال الرئيس ساركوزي معلقاً: «إن تلك هي الاستجابة أو أن ذلك هو الرد الذي كان يحتاج اليه كل أولئك الذين كانوا يريدون أن يقاتلوا لكنهم لم يكونوا يعرفون مع من يقاتلون وأين يقاتلون وكيف؟». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «إن الدرس المستفاد من يونيو 1940م هو أن وحدة أوروبا هي شرط بقاء الحضارة الأوروبية» ثم أضاف «أن فرنسا وبريطانيا ليستا جارتين بالمعنى الجغرافي وإنما هما جارتان بالمعنى العاطفي».