{ اقترح، وأنا جادة في اقتراحي، أن تتبع هيئة مياه المدن لوزارة الثقافة والإعلام ويا حبذا لو أنها كانت ذات صلة باتحاد الشعراء.. وأقول ليكم كيف. { إذ أن الهيئة، وبقطوعاتها التي لا تنقطع للمياه وخاصة مدينة بحري وعلى الأخص حي الصافية، ستساهم بلا شك في ولادة جيل من الشعراء يتغنى للقمر والنجوم وعز الليل. { فيا سادة لقد ظللنا ولمدة أكثر من شهر نعاني انقطاعاً مُراً في الإمداد المائي مما يضطرنا إلى السهر طول الليل وآخره في انتظار أن تجود علينا الماسورة بنقطة مياه ندخرها ليوم صيفي قادم لا تنفع فيه إلا (المويه) إن كانت للاستعمال الشخصي أو للمكيفات التي صدئت وركنت من العطش والظمأ. { أما كيف سيتحول ابناؤنا إلى شعراء فيكفي أن الهيئة بهذا القطع التعسفي والإجباري ستجعلهم يشاهدون السماء الصافية ليلاً وما فيها من نجوم خبأتها كثيراً أنوار وأضواء الخرطوم الكاشفة وبذلك فقدنا ملهماً أساسياً لقريحة هؤلاء الشعراء وبالتالي أتوقع أن يكون نتاج هذا السهر قصائد بالكوم تصف نجيمات السماء. { أعتقد أن هذه القطوعات المستمرة غير منطقية وغير مبررة وهي تتكرر كل صيف مما يعني أنه لا حلول توضع لها لتحد منها أو تقلل على الأقل من بشاعتها في هذا الحر القاتل. { والمؤلم في الموضوع أن المسؤولين عن هذه الهيئة (ضاربين الطناش) وكأنه ما في حاجة حاصلة بل أنه لا أحد يظهر على جهاز إعلامي أو على صدر صحيفة ليبرر ويسبِّب هذه القطوعات وكأن المواطن ليس ذا قيمة ولا أهمية. { والمضحك أكثر أن فواتير المياه لا تتأخر عن ميقاتها يوماً مع الإنذار (بالقطع) في حالة عدم السداد، لذلك فإننا نسدد ما علينا خوفاً من (قطع المياه) على شاكلة خوف عادل إمام في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) عندما جاءه إنذار سداد مبلغ كبير نظير المكالمات التلفونية وفي حالة عدم الدفع (حياخدو العدة) فما كان من الممثل الظريف إلا أن قال: «أنا دفعت عشان ماياخدوش العدة» ثم أردف بعد نظرة ساخرة: «مع إني ما عنديش تلفون» ونحن أيضاً ندفع مع أنه (ماعندناش موية)!! { في كل الأحوال فإن المعاناة التي نعيشها هذه الأيام بقطوعات المياه وهي قطوعات للأسف ممتدة حتى داخل المدارس مما يهدد اليوم الدراسي بطولة في ظل عدم وجود ما يشربه التلاميذ وهي معاناة تثقل كاهل المواطن المسكين وتزيد من الضغوطات عليه لأنه ما معقولة أن يضاف إلى بند مصروفاته بند جديد هو شراء المياه إن كانت للشرب أو للاستعمال المنزلي. { واللامعقول أكثر أن مدينة تتكئ على ضفاف النيل كبحري تشكو العطش والجفاف لينطبق عليها وصف رائعة الحلنقي (يا عطشان والبحر جنبك) فهل نسمع رداً أو تبريراً أو نفياً والأخير دليل إثباته موجود وهي ماسورة تعزف لحن الشخير!! كلمة عزيزة { في الوقت الذي يقدم فيه مصطفى الآغا برنامجاً رياضياً عالمي الصبغة وهو (أصداء العالم) المتزامن مع المونديال العالمي. في هذا الوقت بالذات أستطيع أن أعقد مقارنة بينه وبين ما يقدم على برنامجنا الرياضية التلفزيونية تحديداً. { فمصطفي الآغا مقدم من النوع الذي يشعرك أنه جاء ليسليك ويبعث في دواخل المشاهدين الفرح والسعادة بما يوزعه من قفشات وخفة دم ملاحظة وهذا إطلاقاً لا يقلل من قيمة وجدية ما يقدمه من تحليل أو حتى إدارة للنقاش. أما عندنا فقف وتأمل! إذ أن معظم إن لم يكن كل من يقدمون الآن برامج رياضية (لابسين وش جدية) مبالغ فيه وكأن الواحد إن ابتسم أو أطلق ضحكة أو نكتة سيُتّهم بتشويه الذوق العام. { والأهم من ذلك أن الأسئلة التي تُطرح تُوضع دائماً في قالب جامد ومكرر وليس بها إبهار ولا تشويق ولا حتى قدر من المعالجة الفنية، يعني الكلام كله (دُرّاب) فتأتي الإجابات دائماً على شكل شكلة خاصة لو كان الضيف من النوع الذي لا يرى إلا الصحيح في نفسه. { على فكرة، معظم المذيعات والمذيعين عندنا لا يدركون أن أهم وسيلة للاقتراب من عقل وقلب المشاهد هي البساطة في الكلام وخفة الدم في التناول لأنه يا جماعة نلقاها مِن مِنو ولاّ مِن منو؟ هسي أنا جبت سيرة مويه قاطعة!! كلمة أعز { لبّيت أمس الأول دعوة الأخ الفنان طه سليمان لحضور حفل زواجه على الحلوة عبير. وللأمانة لم أتخيل أن يكون الحضور بهذا الكم الرهيب الذي كان معظمه من جمهور طه الذي جاء مشاركاً الأفراح وهو من شارك الناس أفراحهم غناءً جميلاً وصوتاً صداحا..ً فألف مبروك أخي طه وأتمنى أن يكون الزواج حافزاً لك لتحقيق حلمك الكبير في عالمية الأغنية السودانية.