جاء في الأخبار خلال الأيام الماضية أن مصادر من المؤتمر الوطني عممت نص خطاب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الذي دفع به للمؤتمر الوطني بخصوص المشاركة في الحكومة على المستوى التشريعي والمركزي والولائي، وجاء رد الفعل من الحزب الاتحادي الديمقراطي على لسان ناطقه الرسمي حاتم السر الذي قال إن حزبه لم يسع لركوب قاطرة السلطة كأولوية ولم يطلب المشاركة. وقال إن الحزب الاتحادي الديمقراطي وبحسب الوثيقة التي وزعها المؤتمر الوطني لم يطلب المشاركة. وأوضح أن الوطني لم يوافِ الإتحادي برؤيته ولا الاتحادي قدم طلباً للمشاركة. ما هذا الذي يحدث يا حزب التاريخ الناصع الذي جاء بالاستقلال على طول البلاد وعرضها؟ وما هذا الذي يحدث يا من عرفناه حزباً لا تتغير ولا تتبدل بأي حال من الأحوال أغلبيته الميكانيكية وإن تبدل الزمان وتغير؟ فأنتم، (الحزب الإتحادي الديمقراطي)، كنتم ولا زلتم أهل الوسطية القائمة على الأخذ باعتدال اليسار واعتدال اليمين، فإصلاح الحزب وتجميع التيارات المختلفة والوصول للمؤتمر العام هو غاية عظمي ظل يترقبها وينتظرها كل الشارع الإتحادي وليس الغاية أن يكون هنا وزير أو هناك، قطار الوحدة الإتحادية هو الذي يجب أن ينطلق وليس قطار المشاركة في السلطة، فالمطلوب والعاجل والمهم أولاً هو لملمة صفوف الحركة الاتحادية بعد أن تشرذمت وأودى بها ذلك إلى ضعف الإنتماء للجسم الواحد ذي الهدف الواحد والبرنامج الواحد القائم على مبادئ الديمقراطي والعدالة، فهل نسينا أن هناك أجيالا لم تر القيادة الأبوية الراشدة التي قادت مرحلة الجلاء والنضال والسودنة؟. هذه الأحداث والمواقف تذكرنا بما حدث في ليالي الديمقراطية الثالثة فرأينا كيف خرج الحزب الإتحادي الديمقراطي من حكومة الوفاق الوطني برئاسة الصادق المهدي وذلك حينما تقدم بخطاب يفيد بخروجه من الحكومة وانسحابه منها، وكان ذلك مفاجأة صعبة للصادق المهدي وهو يتسلم الخطاب من مندوب الحزب في وقت متأخر من الليل دون أي أسباب ليفاجأ الناس بعد ذلك بأن الحزب لم يخرج من الحكومة؟. وكذلك يذكرنا هذا الموقف أيضاً بموقف الجبهة الإسلامية القومية عندما ناورت وشاركت في الاجتماعات التي سبقت تكوين حكومة القصر حسب تسميتها آنذاك وخرجت للرأي العام بأنها منعت وقفل في وجهها الباب من المشاركة، وكذلك بموقفها من حكومة الوفاق الوطني والتي رغبت في المشاركة فيها واعترضت بعض القيادات فيما ذهب آخرون من قياداتها وصرحوا وقتذاك بأنهم لن يدخلوا في أي حكومة للديمقراطية الثالثة إلا بالشريعة وفقاً لتصريحات القيادي البارز آنذاك د. علي الحاج. فيا إتحاديون حتى لا نقول إن اليوم أشبه بالبارحة، اذهبوا إلى مؤتمركم العام وابحثوا عن وحدتكم واستبينوا النصح اليوم قبل ضحي الغد.