سيدي والي الخرطوم.. كنا قد طالبنا في مساحة سابقة بضرورة إزالة النفايات وأكدنا أن هيئة نظافة ولاية الخرطوم مازالت تتحصل رسوم النفايات دون مقابل. (ومن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل).. الآن العاصمة الخرطوم تعاني الاختناق من أرتال النفايات والأوساخ والأكياس التي كما قلنا اتخذت من الأسلاك الشائكة مأوىً آمناً ومستقراً. نعم سيدي الوالي.. يتحصلون الرسوم ولا يقدمون عملاً ملموساً! إذا تحركتَ بسيارتك جنوباً لرأيت العجب من الأوساخ حتى أن المواطنين باتوا يحرقون الأوساخ بأنفسهم خوفاً من أن تتولّد الحشرات الضارة والتي تأتي من أجل الغذاء ستتكاثر وتُحدث الأمراض التي تنتقل بواسطة هذه الحشرات. فالخريف الآن على الأبواب وإذا لم يكن هنالك تحرُّك سريع، فحتماً ستختلط هذه النفايات مع مياه الأمطار وتخلق المياه الآسنة روائح غير ذكية في العاصمة الخرطوم، فحتى الأنقاض التي يتم إزالتها من المصارف استعداداً للخريف يُرمى بها على جنبات المصرف لتعود إليه مرة ثانية وكأن شيئاً لم يحدث!. تعودنا نحن على ذلك المنظر فعمّال المحليات بدلاً من أن يرموا بهذه الأنقاض والنفايات بعيداً تجدها على الجنبات.. نعم سيدي الوالي كنتَ قد أصدرتَ قراراً بإزالة الأنقاض خلال 72 ساعة ولكنها لم تتم بالصورة المطلوبة في بعض المحليات. والتي تعاني أحياءها من النفايات بصورة لا يتخيلها العقل وقد تابعت ذلك بنفسي فقرابة الشهرين لم يحدث شيء لبعض المحليات والآن اقترب شهر يونيو من النهاية وستأتي موظفة التحصيل وهي حاملة ايصالاتها وتدق الباب من أجل رسوم النفايات، وهي تعلم تماماً بأن عربة النفايات لم تأت منذ أكثر من شهر وربما تأتي قريباً من نهاية الشهر حتى تأخذ حقها كاملاً ثم تختفي وتعود قرب نهاية الشهر القادم. سيدي الوالي.. هنالك قصوراً في النفايات بمعنى ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وأن قراركم بإزالة الأنقاض خلال 72 ساعة لم يكن بنسبة 100% رغم توعدكم بمحاسبة القصور في الأداء. فالمحليات قد استلمت آليات النظافة ولكن لا نظافة! فالخرطوم أصبحت تنوم على طنين الذباب ومواء القطط التي تبحث عن الطعام. فالقطط ستتغذى تماماً هذه الأيام لأن الوجبة الدسمة باتت متوفرة بكل أحياء ولاية الخرطوم. أما الحيوانات التي تحب اللهو مع أكياس البلاستيك والأوراق فنقول لها هلمي فكل ما تريدين متوفر لا محالة.. محلية جبل أولياء عقدت مؤتمراً صحافياً جاء على لسان معتمد المحلية فيه الآتي : انفاذ 80% من إجمالي الاستعدادات لتنظيف المصارف وإزالة الأنقاض وإنشاء مصارف جديدة في خطة مجابهة خريف هذا العام «انتهى». أما حديث المدير التنفيذي للمحلية في المؤتمر الصحافي فقد كان كالآتي: طالب المدير التنفيذي المواطنين بعدم رمي النفايات في المجاري والتعاون مع المحلية في النظافة.. «انتهى». نعم أنا معكم في عدم رمي النفايات في المجاري، ولكن أين يرمي بها المواطن في وقت غابت فيه عربة النفايات لأكثر من شهر؟!.. المواطنون ضاقت بهم الأرض وهم في انتظار عربة حمل النفايات. البعض منهم كما قلت يحرقها والبعض الآخر يرمي بها في المجاري وإذا كانت العربة متوفرة لما اضطر المواطن للحرق وللرمي بها في المجاري. ورغم ذلك فأقسم لكم أن موظفة التحصيل ستأتي أول الشهر.