كانت واحدة من المهمات الصعبة التي نفذتها المباحث وهي تكافح عمليات التهريب التي كانت تنتشر في ذلك الوقت ولاتتورع عصابتها من إطلاق النار على كل من يعترض طريقها، فكانت أن وضعت المباحث (6) شاحنات في صندوق وزعه رجالها بمعاونة فرقة الإحتياطي المحلي.. عملية (السمرة) واحدة من القضايا التي أثبتت مقدرات المباحث الفائقة في محاربة الجريمة.. عوض إسحق أحد أبطال تلك المهمة جلس ليروي لنا سر تلك الليلة التي جعلت رئيس الوزراء حينها الصادق المهدي أن يهرول لمقر المباحث ليقف على الإنجاز العظيم وتحفيز الأفراد. ٭ بداية المعلومات كانت المباحث تعمل بنظام المكاتب الفرعية بمحليات العاصمة كما هو الحال الآن تماماً، ولكل شعبة مصادرها التي تساعدها في اكتشاف الجرائم المختلفة بجانب البحث عن المعلومات والأخيرة قادت أفراد شعبة بحري للحصول على معلومات أتى بها الرائد عمر كرار وقد كان حينها ضابطاً بمباحث العاصمة القومية في عام 1987م تشير إلى وجود عربتي بوكس تحملان بضائع مهربة وكانت عبارة عن ملابس وأجهزة وساعات، وفعلاً تم إلقاء القبض على سائقي العربتين وتم تحويلهما للرئاسة ليتولى التحري معهما رئيس قسم التحري المقدم سيف الدين فضل زمراوي وكان محققاً ماهراً نجح في أن يتوصل لمعلومات من المتهمين عن وجود بضائع مهربة بمنطقة سوق ليبيا.وعلى إثر تلك المعلومة تمت مداهمة أحد المنازل والقبض على متهمين اثنين وعربة بوكس قرب المخزن وكان أولئك المتهمين قد كشفا عن عملية كبرى لإحدى عصابات التهريب تحركت ب 6 شاحنات محملة بالبضائع المهربة تحركت من إحدى دول الجوار قاصدة منطقة السمرة بشرق النيل. كانت المعلومة في غاية الأهمية لأن تلك العصابات أعدت لها جيداً لأغراق السوق بالبضائع المهربة فحركة الشاحنات كانت ستقل نتيجة دخول فصل الخريف وبالفعل تم تكوين تيم برئاسة المقدم سيف الدين زمراوي والرائد عمر بابكر والرائد عبدالغفار عوض شمبات أبن الفنان عوض شمبات والملازم أول عوض عثمان فقيري بالإضافة لأفراد المباحث وفرقة من الإحتياطي المحلي وتحركت القوة مساءً متجهة لصحراء البطانة وفي حوالي الساعة الثانية والنصف صباحاً سمعنا دوي اللواري من بعيد فقام الرائد عمر بابكر بتوزيع القوات في شكل صندوق جاهز للإنقضاض. وما أن دخلت اللواري (كماشة) الصندوق حتى ظهر رجال الشرطة بأسلحتهم ولكن عصابة التهريب أطلقت عليهم الرصاص ووقع تبادل لإطلاق النار بين الشرطة وعصابة التهريب أسفرت عن ضبط (4) لواري وهربت عربتين. فقمنا بمطاردتها بعربة بوكس ونجحنا في القبض على لوري خامس ووجدنا اللواري ال5 محملة بالمواد المهربة.