* تملكني الحزن العميق بعد الخروج الغريب لمنتخب البرازيل من الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم الحالية والمقامة في جنوب افريقيا.. وتتعدد اسباب حزني وألمي على ابتعاد منتخب السامبا العزيز جداً على نفسي.. * نعم فقد فقدت البطولة سحرها بخروج راقصي السامبا.. وضاع رونقها وصارت باهتة للحد البعيد فبالله كيف لنا ان نتابع باقي المباريات بدون ان نرى المنتخب البرازيلي يصول ويجول..؟! كيف يا ترى ستجد المتعة طريقها الينا والى كل محبي الكرة بعد خروج البرازيل؟ وقبل كل الاسئلة التي سيطرت على مخيلتي هنالك سؤال أهم يتمثل في: كيف هي الحالة في ريو دي جانيرو..؟!! * ريو دي جانيرو التي تعني باللغة العربية بحر الاموال سكنت فيها فترة من الزمان وكنت محظوظاً بأنني تابعت نهائيات كأس العالم 2002 التي اقيمت في كوريا واليابان وانا مقيم هناك في شقة تطل على شاطئ كوبي كابانا..!! * ولمست من خلال تلك الايام درجة العشق الذي يتعامل به الشعب البرازيلي مع الكرة وتشرفت بمشاهدة الابطال بعد عودتهم الى البرازيل وهم يحملون الكأس الغالية ويطوفون بها شوارع المدن الكبيرة وريودي جانيرو واحدة من المحطات التي شاهدت في احد شوارعها الفسيحة نجوم السامبا وهم يحملون كأس العالم..!! * كيف هي الحالة على ذلك الشاطئ الساحر الذي ادمنا مشاهدة المباريات في شاشاته الكبيرة حيث يحول كل يوم يلعب فيه المنتخب البرازيلي الى كرنفال وصخب ورقص وغناء وبالدرجة التي تتوقف فيها الحياة تماماً وتغلق المدارس ابوابها وكل المصالح والمؤسسات..!! * لم اعش في ذلك المكان الاّ لحظات السعادة والمنتخب البرازيلي يواصل انتصاراته من مرحلة الى مرحلة حتى نال الكأس على حساب المانيا بهدفين.. ولأني لم اوجد في ريو دي جانيرو الاّ وسط فرحة الانصار فإنني اعجر عن تخيل الصورة الحزينة التي سيكون عليها الحال هناك.. * اعتقد ان البكاء سيكون هو اللغة التي ستسيطر على كل افراد الشعب البرازيلي خاصة وان منتخبهم لا يوجد في المسابقات الكبيرة الاّ من اجل الفوز ولا شيء سواه.. واتوقع ان نتابع العديد من الاخبار التي تنقل الينا العديد من حالات الانتحار حزناً على الخروج المفاجئ..!! * كيف هي الشوارع والاسواق والمنتديات والمحال التجارية.. كيف وكيف.. هل سيرقصون.. ام انهم سيعتزلون الشوارع.. هل ستتحول نظرتهم للحياة التي يحبونها.. ماذا سيقولون لبعضعهم البعض.. اعتقد ان ريودي جانيرو تلك المدينة التي لا تعرف النوم ولا التثاؤب نامت بالامس علي غير عادتها والحزن يملأ جوانح قاطنيها..؟!! * عفواً سادتي.. انتهى كأس العالم فمعذرة لأننا لن نشاهد سحر السامبا ولن نتابع الفن الذي ظل يمثل على الدوام قطعة الفاكهة الجميلة التي ينظر اليها الجميع بإعجاب ويتمنى الاّ تنتهي المسابقة حتى لا تنقطع متعته..!! * عفواً سكان ريو دي جانيرو.. معذرة اصدقائي هناك.. انني اتوق الى الوجود بجوراكم لأشارككم الحزن على الاقل ولو من باب التعرف على الطريقة التي ينتهجها الشعب الكروي الأول في العالم مع الاحزان الكروية..!! * اشارككم من علي البعد.. وابكي معكم الخروج الحزين.. وابعث بتحياتي لمعارفي الذين عشت معهم فرحة الفوز بالكأس العالمية قبل ثماني سنوات مع وعد بالعمل من أجل الوجود في ريو دي جانيرو عام 2014 لمتابعة النهائيات التي ستقام في بلاد السامبا والتي بلا شك ستكون نهائيات استثنائية.