لك خالص التحايا وأطيب الأمنيات, مضى أكثر من نصف قرن على زيارتنا الطالبية التاريخية إلى مدينتكم يامبيو الجميلة تلك الرحلة المباركة التي هيأتها لنا إدارة التعليم ممثلة في إدارة البرامج والمناهج التعليمية ببخت الرضا، وقد خصصت تلك الزيارة لطلبة الفصل الرابع بالمدارس الأولية في كل أنحاء السودان جاء أخونا صديق عبدالرحيم من القولد وسليمان عبدالحميد من عطبرة وإخوه لنا من الجفيل وريرا والبابنوسة وودسلفاب كما جاء مجوك من بانتيو وشول من فشودة ووليم من واو وبيتر من جوبا وأدروب من شرق السودان. كانت رحلة الطلاب إلى يامبيو فريدة من نوعها ومعانيها سبقت مؤتمر المائدة المستديرة في عام 1947م و«أبوجا1» و«أبوجا2» ونيفاشا وما تحمله من مجهول وإتفاقية الميرغني قرنق التي جاءت تحمل الخير والبركة وتمثل رغبة الشعب السوداني في شماله وجنوبه وقد أجهضها الحاقدون حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين الحق. كان في ذلك الزمان الجميل لايعرف الناس الانقسامات والتشتت وكانت الوحدة الوطنية هي السائدة وكان أهل الشمال يغنون لأهل الجنوب وهاهو فنان السودان الأول الأستاذ أحمد المصطفي يردد كلمات خالدة تجسّد وحدة السودان في أسمى معانيها أنا ابن الشمال سكّنت قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي كان للرحلة التي قمنا بها نحن طلبة الرابعة بالمدارس الأولية إلى مدينة يامبيو الجميلة في ضيافة صديقنا منقو زامبيري معنى خاصاً في نفوسنا جسّد معنى الوحدة الوطنية في أجمل صورها وأن الشعب السوداني شماله وجنوبه أمة واحدة لاتعرف التفرقة والشتات. أخي منقو أن هنالك أيادٍ خفية تعمل على تفتيت وحدة شعبنا العظيم تلك الأيادي معروفة لدينا داخلياً وخارجياً. فالأطماع الاستعمارية والصهيونية العالمية والذين يزعمون أن دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل وهم يعملون الآن بكل قوة لقيام تلك الدولة المزعومة وهذا يعني أنت وأهلك وكل الجنوب ومافيه في خطر داهم فهل تفهم ما أقول؟ أخي منقو أنك تسمع وترى في التلفاز ما تقوم به دولة إسرائيل في فلسطين الشقيقة من قتل وتدمير منازل إخوتنا في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية والأمم المتحدة ومجلس الأمن لايحركان ساكناً وكذلك غداً في دياركم يفعلون. كما بينت لك فإن اليهود يقولون إن دولتهم الكبرى من الفرات إلى النيل وهذا يعني نجاح مخططاتهم إذا تم فصل الجنوب وفي هذه الحالة ستهدم واكاتكم وتقوم على أنقاضها المستوطنات اليهودية كما يجري الدمار اليوم في القدس الشريف وسائر المدن الفلسطينية. أخي منقو.. إن اليهود لايعرفون الرحمة وينغضون الميثاق وهم ماضون في مخططاتهم الرامية إلى قيام دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل. أخي منقو أنت سوداني وسوداني أنا ضمنا الوادي فمن يفصلنا والسودان وطن الجميع. عاش السودان حراً مستقلاً ولاعاش من يفصلنا والسلام عليكم وعلى كل من يعمل على وحدة الوطن ولانامت أعين الجبناء. أمانة الحزب الاتحادي الديمقراطي بالبراري