{ لم أشأ أن أبعد كثيراً عن نبض الناس وإحساسهم وأنا استعرض هذه الرسالة كاملة دون نقصان لأنها شاهد ملك على أن الفنان الذي يحترم نفسه وفنه بمواقفه ومبادئه يبقى في الذاكرة ولا يتساقط منها بفعل القدم أو الهرم أو حتى لو أصابتها ضربة زهايمر. والرسالة جاءتني من الأخ جلال المبارك أبوزيد بنصها التالي: إلى الأستاذة/ أم وضاح صحيفة (الأهرام اليوم) تحية طيبة وبعد { أجد نفسي يومياً على موعد مع عمودك اليومي (عز الكلام) لسبب واحد هو قوة الطرح العقلاني والنقد الهادف ولكن توجد بعض القساوة أحياناً خاصة على المذيعات والفنانات وبعض الفضائيات بسبب هفوات عابرة وربما يكون لكِ العذر بسبب حرصك على التجويد وهذه محمدة. { اطلعت على مقالك بالأمس (عفواً المنطقة هرمية ممنوع الاقتراب) الذي كان محوره يدور حول شخصية الفنان السوداني وكيفية تعامله مع مجتمعه في ملبسه وسلوكه وكلامه... إلخ.. وضربتي المثل بالفنانين العرب رغم صعوبة المقارنة لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها وقد ظهر من خلال حديثك الإعجاب المبجل للفنان القامة كمال ترباس وكما يقول المثل (خليني أزيدك من الشعر بيت) الفنان كمال ترباس تنطبق عليه كل المواصفات التي ذكرتيها ودعيني أروي لكي هذه القصة التي يرجع تاريخها إلى ثمانينات هذا القرن تبين مدى اعتزاز الفنان كمال ترباس بنفسه والقصة حدثت بدولة الكويت وشاهد العصر فيها الموسيقار العالمي بشير عباس الذي زار الكويت مرافقاً للفنان ترباس لإتمام عقد إقامة حفل ساهر بمدينة الكويت ولعل الشخص المتعاقد لم يكن يدري بمكانة الفنان الفخيم ترباس فقدم له عرضاً هزيلاً ورغم ذلك قبل الفنان ترباس وكان المبرر هو أنه سوف يغني لأبناء وطنه في المهجر وأثناء الحوار قال له الشخص كيف ترفض مثل هذا المبلغ؟ وللأمانة كان المبلغ محترماً ولأن ترباس لا يُقدر بثمن كان يراه أقل مما يجب وزاد في العبارة هذا المبلغ كنت قد أحضرت به الفنان عبد الحليم حافظ وهنا كشّر الفنان كمال ترباس عن أنيابه وأبدى سخطه لهذه العبارة ولا أدري شبهاً للمقارنة. المهم هذه العبارة كانت سبباً في رفض إقامة هذا الحفل رغم تدخل سعادة السفير آنذاك/ محمد الأمين عبد الله الذي استعان بي بصفتي رئيس الجالية كي أهدئ الموقف ولكنا جميعاً فشلنا حينما حلف ترباس (عليّ بالطلاق ما بغني) وتم قفل الملف بهذه العبارة رغم الاعتذار وزيادة العرض. هكذا هو ترباس عزة نفس وإباء ودعوني أفصح عن المبلغ وهو ثمانية آلاف دولار أمريكي بالتمام والكمال وهذا المبلغ لم يحرك فيه ساكناً ولم يكن يساوي (عزة نفسي مابيه عليه) و(حاجات تانية حامياني) جلال المبارك أبوزيد أمين عام جمعية الإخوة السودانية الكويتية * كلمة عزيزة { أنا دائماً أتوقع وانتظر من المرأة السودانية أن تعكس أصالة وجمال وأدب بنات جنسها إن أتيحت لها الفرصة وكانت تحت الأضواء الكاشفة لذلك أزعل ويرتفع ضغطي ومرات ما بشوف عندما أجد بعض المشتغلات بالفضائيات وهن يحاكين وفاء الكيلاني ونيكول بردويل وحتى لا تتفاءلوا كثيراً أقول إن المحاكاة ليست في الأداء ولا المنتوج ولكنها «لبساً فقط». كلمة أعز { لا أدري لماذا كلما قرأت تصريحاً غاضباً ومستنكراً من قبيلة الدراميين تجاه علي مهدي واتحاده أتذكر على طول عيدي أمين؟