أحب الأفلام الهندية .. رغم أنها طويلة !! وأحب أفلام الرعب .. رغم أنها السبب الأوحد في شيب رأسي !! كانت أفلام الهنود سيدة الساحة في صبانا، ولطولها .. كانت دور السينما .. التي جارت عليها يد الزمان لاحقا، تكتفي بعرض واحد فقط في الليلة، على عكس ما تفعله مع بقية الأفلام العربية والغربية، حيث كان هناك عرضان يوميا، يبدأ الأول بعد المغرب، لضمان نزول الظلام الطبيعي الذي يتيح رؤية الشاشة بوضوح، وينتهي العرض الثاني حوالي منتصف الليل . طول الأفلام الهندية .. جعل الناس يتندرون بها في معاناتهم، فيقولون مثلا ان معاناة الارتفاع في الأسعار .. أصبحت فيلما هنديا !! كذلك أفلام الرعب، والتي عرفناها أيام المجد لهيتشكوك، ولمخرج الرعب (بيتر كوسينغ) .. الذي أتلف أعصابنا بأفلام دراكيولا، أصبحت مصدر تندر، وباتت محل استعارة، حيث يقول الناس ويحسون .. بأن الاستفتاء القادم بحق تقرير المصير للجنوب .. فيلم رعب لا يضاهيه شبيه !! سحر الأفلام الهندية .. بألوانها، وغنائها الباهر، واستعراضاتها التي تخلب الألباب .. ونجماتها الحسان .. يجعلها تستحق الاحتفاء .. لكن أن تصبح دور العرض .. على ندرتها، حكرا للهنود، ولإنتاج (بوليوود)، فهذا ما يصادر التعددية الذوقية، في زمن التعددية المسموحة في الرأي والرؤى والمعتقد ! لو كانت الأمور تسير على هواي، لجعلت دور العرض تملأ الساحة بأفلام الرعب، فعلى الصعيد الشخصي .. لن أخسر شيئا إضافيا بعد احتفالي مؤخرا بتحول كل شعري .. للون الأبيض !! أما على الصعيد العام، فأفلام الرعب، ربما تساعد الناس على توقع الأسوأ، وتقوية الأعصاب، حيث لا رعب يفوق رعب خروج الأموات من قبورهم .. ليرووا ظمأهم من امتصاص دماء الناس ! طبعا .. استفتاء تقرير المصير، يجعل القلوب واجفة راجفة .. لأننا، والله، لا نحب لجنوبنا العزيز، أن يبتعد عن الوطن، لكن الأمر سينتهي حتما، والترقب سيصير إلى زوال، حيث ستنطوي الشهور المتبقية للاستفتاء، وسنعرف ما ستؤول له رغبة الجنوبيين .. بانتهاء الاستفتاء وحدةً أو انفصالاً، وحينها سينتهي تلقائيا معظم الرعب، فأخطر ما في أفلام دراكيولا، وكل الأفلام المرعبة، الترقب، وانتظار المفاجآت الخارجة من القبور .. وما تخفيه الستائر المهتزة .. والأبواب المواربة، من أسرار وأخطار !! نعم للأفلام الهندية بكل طولها.. ونعم لأفلام الرعب بكل كوابيسها .. لكن التنوع مطلوب، وعودة السينما الشعبية .. المزدهرة في الهواء الطلق .. والتي تنتظر حلول المغيب .. هي السبيل الوحيد لتشجيع التنوع .. وإعادتنا لقطار الحضارة .. الذي فاتتنا الكثير من محطاته .. في لحظات الغشاوة .. والتغييب !