{ الأخطبوط العرّاف «بول» كان النجم الأول في بطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا، فقد صدقت جميع تنبؤاته بتحديد الفريق الفائز، بما فيها اختياره للمنتخب «الإسباني» للفوز بنهائي الكأس، وسط موجة سخط عليه من قبل المواطنين الألمان، رغم أنّه يقيم بينهم في مدينة «أوبرهاوزن»، وذلك بسبب توقعه خسارة الماكينات الألمانية أمام السادة الإسبان.. وهو ما حدث بالضبط..! تماماً كما حدث عند توقُّعه فوز الألمان في المباريات السابقة. ومن طرائف الأخبار أن بلدية «كاربالينيو» الإسبانية قرّرت منح «بول» لقب (المواطن الفخري)، وسيغادر عمدة البلدة إلى ألمانيا لتكريم الأخطبوط بنفسه ..!! أمّا رئيس وزراء إسبانيا فقد اقترح مازحاً إرسال طاقم حراسة وتأمين للسيد الأخطبوط..!! أما أنا فأقترح إرسال وفد مشترك من «المؤتمر الوطني» و«الحركة الشعبية» إلى ألمانيا ووضع صندوقيْن أمام الأخطبوط، الأول للوحدة، والثاني للانفصال، لمعرفة اختيار السيد «بول»، وفي حالة اختياره صندوق الوحدة، أقترح منح الأخطبوط وسام ابن السودان البار من الدرجة الأولى. أما لو اختار «بول» صندوق الانفصال - لا قدّر الله - فإن تكريمه ستتكفّل به دولٌ أخرى. لكنّنا - في الحالتيْن - سنردّد (كذب الأخطبوط ولو صدق).. { أؤمن تماماً بنظرية الراحل الأستاذ «حسن ساتي» القائمة على رفض تكريم رموز البلاد السياسية والثقافية والاجتماعية بما أسماه (الورق والدلاقين)، مثل الشهادات التقديرية، والأوشحة، وأضاف إليها الصديق الأستاذ «علي مهدي» (الطواقي) و(الجلاليب) من نوع ( على الله)..!! كما فعل مع مدير تحرير «الأهرام اليوم» الأستاذ «نبيل غالي» في ليلة تكريمه الأسبوع الماضي بقاعة اتحاد المصارف، عندما أهداه «طاقية» و«جلابية» بحجّة أنه لم يرَه - إطلاقاً - باللباس القومي السوداني!! وعلى طرافة الفكرة، وظرافة الهدية المقدمة من فنان «كوميدي» كبير، فإن مناشدة وزير الثقافة (الجديد) الأستاذ «السموأل خلف الله» للسيد رئيس الجمهورية بتخصيص قطعة أرض للقاص «نبيل غالي»، ومن ثمّ مساهمة جهات رسمية وشعبيّة في تشييدها بيتاً يحفظ لأحد رموز الأدب حقّه على الدولة والشعب، ويخرجه - دون رجعة - من بيوت الإيجار، لهو حقاً، التكريم الحقيقي الذي طالب به أستاذنا حسن ساتي - طيّب الله ثراه - بل وأنجزه واقعاً في تكريم القامة «محمد وردي» بخمسين ألف دولار.. وحفل بهيج سيبقى في ذاكرة ووجدان جماهير «الفرعون» زمناً طويلاً. «الأهرام اليوم» كرّمت «نبيل غالي» قبل أكثر من ستة أشهر عندما اختارته مديراً للتحرير دون واسطات أو تزكيات أو تدخُّل صداقات، فلا هو عضو بالمؤتمر الوطني ولا «الحركة الشعبية».. ولا الحركة الإسلامية. اخترناه هكذا دون مشورة جهة رسمية أو سياسية، فقد لمع اسمه وسمته في ذاكرتي ذات صباح، فاتصلت به قبل الصدور بنحو شهرين، فكان هذا (النبيل) و(الغالي) الذي تعرفونه الآن أحبتي قرَّاء هذه الصفحات.. التحية للسادة (الأقباط).. من «المسالمة» إلى «بيت المال» و«ود أرو» - مسقط رأسنا ومرتع صبانا - وإلى «سنار» التي أنجبت نبيلنا الغالي. مبروك التكريم. { نما إلى علمنا أن القبول للجامعات والكليات (الخاصة) يتم عبر إحدى الكليات - على طريقة التناوب - كل عام أو عامين، ينتقل مكتب القبول بأوراقه ومستنداته وموظفيه من جامعة إلى أخرى..!! هل هو قبول على طريقة (الدواء الدوار) .. أم هو بعض من ثقافة (اللف والدوران)؟! مساء الورد يا تعليم .. يا (عالي)...!!