الخرطوم: أحمد موسى بشارة ندى مبارك الألوان من لا يقف عندها فتأثره وتدهشه بما تفعله من أثر في حياتنا؟!. ولقد أوجدها الخالق البارئ حين خلق الحياة. فهي عنصر للترفيه النفسي وتُضفي على المخلوقات راحة، بل الأمر يتعدى ذلك بكثير فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الألوان لها تأثيرات على خلايا الإنسان. «الأهرام اليوم» بحثت الموضوع من كل جوانبه مع من لهم الدراية والمعرفة، فجاءت إفاداتهم تحمل درجات ألوان الطيف الإلهي فماذا قالوا؟ { إنها حياة كاملة سهام الصادق إبراهيم قالت إنها ترتاح إلى الألوان في تناسقها ومنح الوجود صفة الرونق، وأشارت إلى أن الألوان لا يوجد من يكرهها، مضيفة أن ألوان الأشجار الظليلة والأزهار تقف عندها دهشة ولا تدري السر في ذلك! وقالت: إني أحس براحة لا تُقارن. وكذلك حينما سألنا نسرين عثمان أوضحت بأنها مولعة بالألوان خاصة البرتقالي والأحمر، وأبانت أن الألوان عموماً تشكّل حياتنا وتُثريها بالراحة والارتياح ويكفي أن تكون «الألوان» ساحرة الشعراء وعاشقي الجمال. أما علي عبدالله الماهل فأشار إلى أن الألوان تُمثّل شيئاً مهماً في حياتي خاصة إني من الذين يزاولون مهنة الرسم بالألوان وهذا ما جعلها حياة كاملة أشغلها في يومياتي لذا تجدني لا أنفصل عنها.. وتطور الشعور بحبها عند الكثيرين. { مراعاة أحوال الطقس أما الفاتح اللعوتة أستاذ الرسم والتصميم بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا يقول كل الأشياء معروفة بشكلها الذي يعادل تصميم الزي، ما يتيح للمصمم تصميم وحدات بحرفية على القماش. واختيار تصميم الزي والمنسوجات مرتبط باختيار الألوان. فمثلاً النمسا، إيطاليا، ألمانيا وفرنسا لديها نوع من التحالف في تحديد الوحدات الزخرفية وشكل الزينة سنوياً ويتم ذلك عبر لقاءات مكثفة بين مصانع المنسوجات والأزياء والمصممين للمنسوجات والأزياء في تحديد التصاميم المناسبة بعد مداولات يصلون إلى حلول، وأشار إلى أن الوحدات الزخرفية مأخوذة من النبات والألوان المستخدمة في التصميم. الألوان الدافئة المظهر في فصل الشتاء، وساطعة المظهر في الصيف أو العكس أي ما يقرون به يعتبر قراراً ملزماً لكل الدول المشتركة. ويقول اللعوتة إن التربية اللونية وهي تأتي من المصممين عندما يخططون الأزياء «السودانية» ولابد أن تحدث تربية نوعية، والمصمم يتعامل مع الوحدات الزخرفية في الأقمشة ومع ظروف البيئة من حرارة الجو وضوء الشمس بما يتناسب مع الألوان، مؤكداً على أن المصمم يراعي أحوال الطقس والحالة الاجتماعية لاختيار الألوان المناسبة. { حب كامل وأكد الخبير العلمي في مجال الطاقة المهندس زهير إبراهيم العاقب أن الألوان تقوّي روح الانتماء والحب، والذين يعانون من الاختلال الأسري أو الذين يمارسون السفر والاغتراب فإن اللونين الأحمر والبرتقالي يمثلان الحب الكامل.. وعلى السياق أبان المعالج النفسي د. احمد عثمان إلى أن اتجاه بعض الناس إلى ألوان بعينها يفسر ارتباطهم الكامل بها وتعبر عن الذات وتعطي النشاط والاحساس الكامل لحب الحياة. وأشار إلى أن هنالك ألوان لها علاقة خاصة بفتح الشهية كاللون البرتقالي فهو مناسب لغرف الطعام والمعيشة أيضاً لأنه يعطي نشاطاً لهؤلاء الناس الذين يستخدمونه، موضحاً أن اللون البرتقالي غير مناسب لغرف النوم لأنه يسبب الأرق فهو من مشتقات اللون الأحمر وهي ألوان نارية مستوحاة من الشمس كما يقول خبراء الطاقة، لافتاً إلى أن بعض الألوان تمنح الثقة في النفس والبعض يتجنبها، وفي المثل (لو داير تظهر ألبس الأصفر) فهو لون الظهور والثقة. أما الباحث الأكاديمي الأستاذ أسامة منصور خميس فقال إن اللون الأخضر عند علماء الطاقة يمثل الحب والنماء والحياة في هذا الكون وهو رمز البلاستيدات الخضراء. ويشير إلى أن كل ما هو أخضر في هذه الحياة فهو روح تنبض بالحياة. وأبان أن الموجات الخضراء التي تُدخل إلى نفس وقلب الإنسان الانشراح حين يراها هي التي دائماً تشعره بالحب، ويضيف أن من يلبس اللون الأخضر يعني ذلك في حاجة ماسة بالشعور بالحب. ويقول منصور: لابد لنا من الاستمتاع بالحياة وذلك من خلال الألوان فإنها الطاقة للحب والراحة والحياة، مؤكداً أن استخدام الألوان في حياتنا يدعم ثقة الإنسان بنفسه بل يذهب أسامة منصور إلى أن الألوان رفضناها أم قبلناها فهي تُمثّل التوازن لهذا الوجود. وقال: هناك فرق بين نظرة علماء الطاقة لكل لون ونظرة علماء النفس. لافتاً إلى أن علماء النفس يقولون إن اللون الأحمر هو لون الحب بينما يؤكد علماء الطاقة على أنه رمز الانتماء. كما يقول علماء النفس بأن اللون الأحمر له أثره العظيم على الجهاز العصبي وعلى خلايا الجسم إذ يقوي من روح الانتماء، فالشخص الذي عاش حالة وحدة أو اغتراب يكون دائماً في حاجة للون الأحمر. ويقولون أيضاً على أننا في جلساتنا العلاجية نعتمد على اللون الأحمر مع هؤلاء الأشخاص الذين يستخدمونه حتى يساعد في تعديل شعورهم ودعمه بالانتماء.