يفتتح الاسياد مساء اليوم مشوارا جديدا تتطلع له الجماهير ليكون بداية لعهد اغر وفجر جديد في بطولة الكونفدرالية حتى يتمكن الفرسان من اعادة ترتيب الاوراق ووضع القمر الانيق على سارية القارة السمراء المزهوة بالنجاح منقطع النظير للمونديال الاخير وهو الاول على اراضيها الحبيبة. اللقاء يعتمد في المستوى الاول على هتافات الجماهير التي تحرك الابدان وتحقن الفرسان بالحماس فيتحرك الدم في الشرايين وتتعبأ الانفس بالجسارة والقوة فيما تستدعي الهتافات احاسيس الفحولة والرجولة فيستحيل الملعب الى مرجل يغلي بأنفاس البسالة وقوة العزم الخلاّق. ولكن قبل انتظار جماهير الاسياد يجب على المدرب ميشو الانتباه والحذر واستدامة النظر المتعمق للتجربة الاخيرة امام الاكسبريس الذي وصل شباك الهلال مبكرا ودق ناقوس الخطر. فيما تواصلت العلة التي ظللنا نكتب عنها مرارا وتكرارا والمتمثلة في عدم استفادة الفريق من المخالفات المتعددة والركنيات لعدم تحديد لاعب معين للتنفيذ بالدقة التي تحول الفرص لاهداف والسبب غياب تدريبات المعكوسات والركنيات والمخالفات وهى علة تطاولت لياليها وايامها حتى وصلت لسنوات دون ان تغير جحافل المدربين في تعديل الصورة. المرحلة الحالية تتطلب المزيد من التركيز والتعاون والانسجام بين اللاعبين والاستفادة من انصاف الفرص قبل ان تثبت اقدام الضيف ويدخل اجواء المباراة وعلى الجماهير القيام بواجبها لهز الثقة في نفوس لاعبي الخصم وتمهيد الطريق امام الاسياد لغزو المرمى بعديد الاهداف التي ستكون في خاتمة المطاف جسرا لبلوغ المرحلة القادمة في البطولة واقتحام المجموعات عنوة واقتدارا لاعادة مجد الهلال في القارة السمراء. ولابد من التحوط للمستوى الذي ظهر به المحترفون في اللقاء الاخير بسبب الانتظام المتأخر في المعسكر الذي اقيم بالقاهرة وهو عذر قبيح يجب ان تطبق عليهم اللائحة بالخصم مع التحذير من تكرار ذلك مستقبلا. وعلى المدرب، كما قال، اشراك اكثر اللاعبين جاهزية حتى لا يضطر للاستبدال فيفقد الفرص التي تمكنه من زيادة الغلة والاهداف وهو الهدف الاهم حتى يغادر الفريق وهو في وضعية نفسية وبدنية ممتازة تساعده على الاداء المتوازن في مباراة الرد. الهلال قاهر الابطال وجلاد الفرق سيكون تحت انظار القارة لمعرفة نتيجة مباراته الاولى في الترضية ونرجو ان يكون على قدر التحدي والمسؤولية ويستدعي الاضواء والاعلام للكونفدرالية. آخر الحروف اي قرار تتخذه محكمة التحكيم هو تصحيح لقرارات المفوضية وكلا المحكمتين منصوص عليهما في قانون الرياضة الذي يحاول البعض تفسيره على طريقة لا تقربوا الصلاة وذلك بالهجوم المتواصل على الجزئية الخاصة بالقيد الزمني وعدد الدورات فيما صمتوا دهرا عن كل التجاوزات التي عناها القانون في الفترة الماضية وانتظروا لاكثر من اربعة اعوام على اجازة القانون وعادوا يتباكون عليه الآن عندما تصادم مع سعيهم الدؤوب للمناصب والكراسي. القانون قديم ومعتمد ومجاز من اعلى سلطة تشريعية بالبلاد واستوفى كل المراحل القانونية التي تستوجبها القوانين التي تحكم البلاد في كل اتجاهاتها وقطاعاتها. طوال السنوات الماضية والجمعية العمومية صامتة صمت القبور على ما اسماه البعض انتهاكا للديمقراطية ومرت اكثر من جمعية عادية وعشرات الاجتماعات لمجلس الادارة ولم يتكرم احد من الاعضاء بإثارة القانون ومخالفته للوائح الا بعد ان منع عنهم الترشح وامر بالتطبيق الصارم للنصوص التي يتباكون منها الآن فيما لم يتباكوا على الديمقراطية المفترى عليها في وقت سابق. وكما قلنا ان الفيفا لا يتدخل في الكيفية التي تأتي بها الاتحادات الا اذا تظلم طرف متضرر وهذا نادر الحدوث واعتمد الفيفا في جمعية سيدني قبل سنوات ان تكون الاتحادات إما منتخبة او معينة ولم يحرم التعيين كما يتشدق البعض والمادة (17) من النظام الاساس للفيفا خير شاهد. والفيفا لا يتدخل في القوانين الوطنية بل يطالب باستقلالية الاتحادات والعمل بقانون كرة القدم. وعلى عكس ما يردد العض جهلا فإن الحاكمية للقواعد العامة فقط في ادارة النشاط الرياضي ولا دخل لها بتنظيم الانتخابات او الرقابة على الاتحادات وترك هذا الامر للقانون الذي ينظم عمل الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية. وبمناسبة الحديث عن مخالفة اللوائح الداخلية للمنظمة الدولية فإننا نشير للتعارض الكبير في القواعد العامة مع لائحة التسجيلات الدولية ولوائح المحترفين او غير الهواة وحتى في قيد الهواة. ونرجو ان يسارع الاتحاد لتوفيقها مع القوانين الدولية قبل ان يتصدى لها اي رياضي سوداني ويرفع امرها للفيفا وعندها ستأمر الاتحاد بالتعديل لذا فمن الافضل ان يكون التعديل طوعا وليس كرها.