كشفت ربيكا ميان عن دوافع مشاركتها في مهرجان ملكة جمال الجنوب (ميس جوبا) عام 2009م. وقالت ميان ل«الأهرام اليوم» إن هنالك الآف من الأطفال المشردين يحتاجون إلى الرعاية ومئات من النساء يحتجن لمن يبعث فيهن الأمل يوقظ روح التفاؤل، مشيرةً إلى أن المرأة لا يمكن أن تبقى مسيرتها كما هي عليه الآن بدءاً من دخول الجامعة إلى التخرج والزواج وهكذا إلى أن تنتهي رحلتها مع العطاء في محطة الزواج، فهذا لم يكن جيداً. وتابعت: من أجل هذا شاركت في مسابقات ملكة الجمال (ميس جوبا) وهو برنامج ترمي من خلاله حكومة الجنوب والمنظمات ذات الصلة إلى معالجة مشكلة الأطفال المشردين وقضايا المرأة ولكن مع الأسف هذه القضايا لم تجد الاهتمام المطلوب من اللائي تُوجن ملكات جمال لجنوب السودان. وأردفت ميان: صحيح أن هؤلاء الأطفال كثير منهم لديهم دور سكن ولكن يواجهون مشكلات الاندماج في المجتمع وهذا أمر مهم يجب أن نعمل من أجله، فهؤلاء الأطفال يجب أن ننتشلهم من هذا الواقع الذي يعيشون فيه إلى واقع أفضل ويتطلب هذا الأمر عملاً مشتركاً. وتضيف ميان، وهي ناشطة في مجال المرأة والطفل وتنحدر من ولاية أعالي النيل، من مواليد 1987م، تدرس التمريض بجامعة أعالي النيل، تضيف: عاصرت سنوات الحرب التي اندلعت في الجنوب منذ 1983م، والأطفال الذين تشردوا بسبب حرب العشرين عاماً يجب أن نبحث عن وسيلة لملأ الفراغ الذي يعيشونه بسبب فقدان أسرهم. وعُرفت ميان بالاهتمام بتطوير الثقافات الأفريقية والتراث الأفريقي في السودان من خلال تشجيع الفرق الغنائية وورش العمل عبر مجموعة أطلقوا عليها اسم (المجموعة الشبابية). وتمنّت ميان أن يعبر السودان هذه المرحلة الحساسة التي يعيشها حتى ينعم بالسلام والاستقرار. وفي السياق طالبت (أكيلوس لورنس) شرائح الشعب السوداني بالعمل من أجل تحقيق وحدة البلاد. وقالت لورنس، البالغة من العمر (19) عاماً: علينا أن نتجاوز مراراتنا ونعمل على بناء جيل جديد يؤمن بأهمية التعايش السلمي وفق مبدأ الاعتراف بالآخر في وطن نعيش فيه موحَّداً. وقالت لورنس ل«الأهرام اليوم» وهي طالبة بجامعة جوبا وتنحدر من منطقة بحر الغزال، تنقلت في كافة أرياف وقرى واو، قالت إنها تعشق كرة الطائرة وكرة اليد وتأمل أن يتحقق طموحها في بناء دور للرياضة خاصة بالأطفال المشردين، وأردفت: أن هؤلاء الأطفال يجب الاهتمام بهم ليعيشوا كبشر، وتابعت: لا يعقل أن نتركهم ينزلقون نحو براثن الشر ومتاهات الضياع وعُرضة لتعاطي المخدرات. وقالت لورنس: علينا أن نعلمهم شيئاً يعيشون عليه، الآن هنالك عدة مراكز حرفية يجب إدخالهم إليها. وأشارت لورنس إلى أهمية دور المرأة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، وأضافت: أن المرأة كأم قادرة على تحديد مسار المجتمع لذا علينا الاهتمام بها ودفعها إلى أن تلعب دوراً إيجابياً في حياتنا ولا يتم هذا الأمر إلا إذا توفرت لها العناية والاهتمام. وتعمل لورنس على بناء مراكز ثقافية ورياضية في مسقط رأسها بمدينة واو بمساعدة منظمات خيرية وطوعية، وتقول: آمل من ذلك تقديم شيء ذي قيمة لأناس يحتاجون مد يد العون، وتابعت: نحن عشنا سنوات الحرب وتذوقنا مراراتها لذا يجب أن نمسح الدموع من عيون هؤلاء الأطفال، أنا هنا لأكمل دراستي بجامعة جوبا ولكن سأعود لإكمال هذه المشروعات التي آمل أن تساهم في بناء مجتمع قوي في ظل سودان موحَّد وقوي.