(مودة) امرأة سودانية فى العقد الثالث من عمرها، كانت مساء أمس الأول (الاثنين) محط أنظار كل من ذهب إلى نقابة الصحفيين المصرية لمشاركة السودانيين احتفالهم بمهرجان الوحدة والسلام، ف (مودة) التي أخذت لنفسها ركناً في الطابق الأرضي بالنقابة نجحت بحنتها في تحقيق ما فشلت فيه السياسة حتى الآن، فأمامها وقف سودانيو الشمال والجنوب في انتظار دورهم في رسم (الحنّة) علي أيديهم، واستطاعت (مودة) برسوماتها أن تجمع بين السودانيين قبل أن يذهبوا إلى استفتاء التاسع من يناير المقبل لتقرير مصير الجنوب ما بين الانفصال أو العيش في كنف السودان الموحد. مهرجان (الوحدة والسلام) الذي حضره مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وممثلو الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني في القاهرة، كان مناسبة هامة للتعبير عن رفض السودانيين الموجودين بالقاهرة فكرة الانقسام، حتى وإن بدا البعض متحفظاً على فكرة الوحدة، خاصة من الجنوبيين ممن يرون أن الخرطوم تجاهلتهم لسنوات عدة. من جهته جدد إسماعيل تأكيد الرئيس البشير والرئيس سلفاكير بعدم العودة الي الحرب مرة أخرى، ودعا الى أهمية معالجة المرارات في ما تبقي من الزمن لإجراء الاستفتاء لجهة جعل خيار الوحدة جاذباً لأبناء الجنوب، بينما أشار ممثل حكومة جنوب السودان في القاهرة (فرمينا مكويت منار) إلى إخفاق النخب السودانية في إيجاد صيغة توافقية لإدارة التنوع التاريخي والتنوع المعاصر وتأثيرات الحضارات الأخرى.