أكد مستشار الرئيس السوداني د.مصطفى عثمان اسماعيل أن انفصال جنوب السودان لن يأتي بخير للشمال أو الجنوب نسبة للتداخل القبلي و الثقافي و الجغرافي و التمازج الذي أحدثه نزوح الجنوبيين إلى مختلف المدن في الشمال خلال فترة الحرب. وقال مستشار الرئيس السوداني خلال الكلمة التي ألقاها في مهرجان الوحدة و السلام الذي يقيمه منتدى تواصل المرأة السودانية بجمهورية مصر العربية تحت شعار (وحدة طوعية – سلام دائم – سودان أقوى ) ، وقال أن السودان بلد متنوع الأعراق و الثقافات و لا يتأتي معالجة هذا التنوع بالأنفصال حيث سيظل الشمال متنوعا ، و كذلك الجنوب ، ودعا إلى إيجاد صيغة لحلحه المشاكل العالقة وخلق سلام دائم يستوعب كافة توجهات الشعب السوداني بعيدا عن الانفصال ، مشيراً الى أن الانفصال لايقود بالضرورة الى سلام في جنوب السودان ، وهو مايلزم الشريكين (المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية ) بضرورة العكوف على حل المشكلات التي تعترض سبيل الوحدة و هم قادرون على تجاوز خلافاتهما كما فعلوا في أحلك الظروف. وكشف مستشار الرئيس السوداني عن عزم الرئيس البشير للإعلان عن هيئة قومية من كافة القوى السياسية و الاجتماعية و النقابية ومنظمات المجتمع المدني للعمل على جعل الوحدة خيارا جاذبا قبل الاستفتاء المزمع إجراؤه في يناير القادم ، مؤكداً عزم المؤتمر الوطني علي العمل من اجل وحدة السودان حتى آخر لحظة قبل التوجه الى صناديق الاستفتاء. وقال اسماعيل " إذا كان خيار أهل جنوب السودان غير ذلك فنحن ملتزمون بالإيفاء بتعهداتنا كما وردت في اتفاقية السلام الشامل ، وسنحترم خيارهم لأننا لن نعود للحرب أبدا ، وسننهي مشاكلنا بالحوار و التفاهم و الاقتناع مهما كان حجمها". وأوضح اسماعيل أن انفصال جنوب السودان لن يؤثر سلباً على الشمال و الجنوب فقط و لكنه سيؤثر على كل المحيط الإقليمي ، فهو يسير عكس الاتجاه العالمي الذي يسير نحو التوحد في أوروبا و أفريقيا ، معرباً عن أمله في أن يقدم السودان نموذجا لتلك الوحدة في ظل التنوع ، مشيراً الي أن السودان ظل في محاولات مستمرة منذ الاستقلال يبحث عن صيغ للعيش موحدا رغم الحروب التي نشبت بسبب ضعف التنمية في الأطراف. من جهته اكد رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة د.وليد السيد أن الوقت لم يفت بعد لجعل وحدة السودان خياراً جاذباً ، معلناً تدشين جبهة سودانية عريضة من الجالية السودانية بمصر للعمل من اجل الوحده ، وقال ان نشاط هذه الجبهة التي بدأها بهذا المهرجان ستتواصل لتبصير الأخوة في جنوب السودان بمضار الانفصال ومحاسن الوحدة. ومن جهته أعرب رئيس مكتب اتصال حكومة جنوب السودان بمصر د.فارمينا مكويت عن تفاؤله بإمكانية تحقيق وحده السودان ، ودعا للعمل بجدية وثقة من اجلها ، مشيرا إلى أن الوحدة ستظل أولوية لطرفي اتفاق السلام الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني.