دمغت الحكومة السودانية الولاياتالمتحدة بممارسة «السفه المعهود والقهر المستحكم» وانتهاج مواقف شائنة تكرس لتناقض غير أخلاقي يطال مبادئ القانون والأعراف الدولية على كل شعوب العالم، بمطالبتها بالالتزام بقرارات المحكمة الجنائية التي أشارت إلى أنها مسلطة على رقاب شعوب ورؤساء الدول الأفريقية دون غيرهم، واعتبرته لا يعدو كونه نفاقاً سياسياً بيناً. واستنكرت الحكومة موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي عبر عنه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي الذي دعا تشاد إلى توضيح أسباب عدم تنفيذها لالتزاماتها تجاه المحكمة الجنائية وعدم اعتقالها الرئيس عمر البشير لدى زيارته إنجمينا أمس الأول (الأربعاء). واستهجنت الحكومة، بحسب بيان لمكتب المتحدث الرسمي للخارجية أمس (الخميس)، وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام أي قرار يدين الانتهاكات الإسرائيلية في مجلس الأمن، وصمتها عن المجازر والانتهاكات والقتل والترويع والتشريد الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي، وأوضحت أنها لم تسمع يوماً أن واشنطون طالبت إسرائيل بالالتزام بالقوانين الدولية أو القرارات الشرعية الدولية، ودعت الحكومة الشعوب والحكومات الحرة للوقوف بشجاعة في وجه ما أسمته الصلف والتسلط السياسي الأمريكي، واحتفظت بحقها في الرد على موقف واشنطون بما يقتضيه الموقف، وبما يحفظ عزة وسيادة السودان وكرامة رئيسه وقيادته. واعتبرت الحكومة موقف تشاد ورئيسها إدريس ديبي بعدم الانصياع لمطالب أمريكا للتعامل مع الجنائية؛ يعكس التزام ديبي بقرارات الاتحاد الأفريقي وحرصاً على علاقة الجوار مع السودان ومصالح الشعبين. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى قد قال: «إننا نؤيد بقوة الجهود الدولية لتقديم المسؤولين عن أعمال الإبادة وجرائم حرب في دارفور إلى المحكمة الدولية»، وأضاف أن الإدارة الأمريكية ستواصل مطالبتها للسودان والأطراف المعنية بالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية. وأكد كراولي «إن واشنطون تعتقد أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم وشامل في دارفور، واستقرار في السودان دون محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب»، مجدداً مطالبة واشنطون للرئيس البشير بالمثول أمام المحكمة الدولية والرد على الاتهامات الموجهة إليه. يذكر أن وزير الداخلية والأمن التشادي قد أكد أمس أنه لا توجد نية لدى بلاده في اعتقال البشير خلال الزيارة التي يقوم بها للبلاد حالياً بناء على مذكرة اعتقال صادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحقه. وقال: «لسنا ملزمين باعتقال عمر حسن البشير.. لقد جاء للمشاركة في قمة دول تجمع الساحل والصحراء، وسوف يعود إلى بلاده سالماً وآمنا». من ناحية أخرى حضّت المتحدثة باسم مفوض الأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الاروبي (كاثرين اشتون)، تشاد على الوفاء بما أسمته واجباتها القانونية تجاه المحكمة الجنائيّة الدوليّة، وقالت (كاثرين اشتون) في بيان أمس (الخميس) إنها قلقة من زيارة الرئيس عمر البشير إلى تشاد.