يمكننا الآن أن نبارك للمطرب الكبير حمد الريح رئاسة اتحاد المهن الموسيقية بعد أن ترشّح لها مساء الأربعاء الماضي بلا منافس، وخلال الأسبوع القادم سيصبح الأمر واقعاً ويحمل حمد «اللقب الصعب» بعد فترة الدكتور عبدالقادر سالم المنتهية الآن التي اتسمت بالحراك غير العادي ومشاركة الاتحاد في كل المحافل والفعاليات مع عشرات الليالي الغنائية وليالي الوفاء للراحلين وقضايا الوحدة والسلام وغيرها من القضايا السودانية الساخنة. ترجّل د. عبدالقادر سالم لأنه ظلّ يعمل وحده طوال عمر الدورة وكان كجهاز الساوند سيستم موجوداً في كل محفل وكل مساء حتى نسي أولاده ملامح وجهه، وقطعت سيارته الخاصة من الكيلومترات ما لم تقطعه سيارات السباق البري القاري عشرات المرات، وظلّ طوال هذه المدة مثالاً للذوق والأدب والفن والدبلوماسية بابتسامته المعهودة وقلبه الأبيض ولسانه العفيف، ولكنه أهمل فنه وموسيقاه حتى أنه لم يسجل أي عمل جديد طوال عمر المجلس المنتهي، لذلك عندما ترجّاه الصغار والكبار بالاتحاد بأن يتولى الرئاسة في الدورة الجديدة رفض بشدة ليس بسبب رفع الأسهم، ولكن الرجل قد أعياه الطريق وسهر الليالي وقضاء حوائج الناس، مما جعل جسده يشكو السير على هذه الوتيرة ولم تفلح معه حتى رجاءات فنان إفريقيا الامبراطور محمد عثمان وردي. في ظل كل هذه المعطيات سيأتي حمد الريح وهو ليس بجديد على قيادة الاتحاد ولكن عليه لكي يحقق فقط ذات السقف الذي حققه سلفه أن يفعّل اللجان ويُلزم مكتبه التنفيذي بالعمل وأن يكتب في بوابة الدار «هذا الاتحاد للإبداع والعمل المتواصل ويمنع النوم منعاً باتاً» خاصة وأن حمد الريح عليه مهام تشريعية فهو نائب بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم وأتت إليه رئاسة الاتحاد بناء على رغبته. إذن.. فإن الرجل قادر على العدل بين زوجتين بالرغم من أن زوجته من البشر واحدة وهي السيدة الفُضلى أم أولاده حتى لا تثور ثائرتها. ولكن إذا تغلّب النائمون حسب إفادات مجموعة كبيرة من أعضاء الاتحاد على الرئيس حمد الريح فإن كل السودان سيُدرك حجم فقد الاتحاد لرئيسه القديم ويردد مع الرائع الراحل المقيم أحمد المصطفى (ده الجنّن عبدالقادر).