{ لو تفرّغ السادة معتمدو المحليات بولاية الخرطوم فقط لصيانة المدارس المتهالكة، وردم (الحفر) بالشوارع، وتنجيل الميادين، لأنجزوا للبلاد والعباد الكثير المفيد، فليتركوا السياسة ومخاطبة الاحتفالات لقيادات (المؤتمر الوطني). { سيدي المحترم معتمد محلية كرري «كمال الدين محمد عبد الله»... مدرسة الحارة «السادسة» أساس للبنات، تهدّمت فصولها، وتساقطت جدرانها، فهل لديكم مدير تعليم يعلم، أم أنه لا يعلم، وهل لديكم مشرفون على التنمية بفرع الشؤون الهندسية أو التخطيط العمراني.. أم أنهم غائبون كالعادة.. نائمون نوم أهل الكهف؟! { سيدي معتمد أم درمان.. «الشيخ أبو كساوي».. خور «بيت المال» يمثل كارثة بيئيّة مستمرة خاصة في فصل الخريف، وقد شكا أهل الحي مراراً وتكراراً.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. نكرر الشكوى ونرفقها مع شكوى أخرى حول أزمة (سوق السمك) بالموردة.. فقد تعاقب المعتمدون على أم درمان.. وتلاحقوا.. ومازالت الروائح الكريهة تزكم أنوف الراكبين دعك من الراجلين.. فهل عجزت عقول الخبراء الهندسيين والصحيين عن إيجاد الحلول؟! { علمت مؤخراً أن الفنانة «ندى القلعة» هي الرئيس الفخري لنادي «بيت المال» الرياضي، وهو من أندية الدرجة الأولى، وقد دفعت بسخاء خلال موسم التسجيلات الأخيرة لاستقطاب لاعبين مميزين! الغريب أن «ندى» ليست من مواليد بيت المال - شأن العبد لله الفقير كاتب هذه السطور - ولا هي من سكانه..!! على أية حال، نحيي الأخت «ندى القلعة» - بنت الكلاكلة - على دعمها السخي لنادي بيت المال، وفي رأيي أنّه عمل جيد وسديد، فلو أن كل رجل أعمال، أو فنان مقتدر في بلادنا تكفل برعاية نادٍ رياضي، أو مستشفى، أو مركز صحي، أو مدرسة أساس أو ثانوي، ولو أن كل شركة خاصة أو مؤسسة اقتصادية تبرعت بتنجيل وتشجير عدد من الطرقات والميادين العامة، والتزمت بمصروفات الري وعمال الفلاحة والبساتين، لصارت «الخرطوم» و«الأبيض»، و«كسلا» وغيرها من المدن، جنات يانعات، ولتغير إذن وجه السودان (القديم) إلى (السودان الجديد) والمقصود لا علاقة له بشعار الحركة الشعبية (القديم)، فقد تحول إلى المطالبة ب (الجنوب الجديد)..!! { نقل لي الشاعر والصحفي الأستاذ «تاج السر عباس» ذات مرة أن أحد الصحفيين سأله: (لماذا يحرص الهندي عز الدين على ارتداء البدلة الكاملة في أحايين كثيرة؟!) وربما كان صاحب السؤال الغريب - وليس الشاعر الرقيق - يستنكر فكرة (الهندمة) ويعتبرها تنطعاً..!! فقلت للأستاذ تاج السر: إنني أفعل ذلك محاولاً - بالبدلة أو بالقميص - أن أنسف انطباعاً ساد لسنوات في مجتمعنا وأوساطنا السياسية أن الصحفيين فصيلة من «الدراويش»، أو عينة من الفقراء (المبهدلين)، رغم أن هنالك فقراء يحرصون دائماً على أن يكونوا في كامل (الأناقة) ومنتهى (الشياكة)، وفي الأثر أن الصحابة كانوا يعرفون مقدم سيدنا «مصعب بن عمير» من رائحة الطيب التي تسبقه إلى المجلس!! وللأسف الشديد، فإنني أعاني من حساسية الجيوب الأنفية التي تمنعني من التمتع بنعمة العطور الباريسية، وإلاّ لكان سؤال السائل أعلاه سؤالين..!! إنني أنصح كل زميل - من الجنسين - (مُخضرم) أو (برلوم) في هذه المهنة، أن يسعى جاهداً ليكون مظهره أفضل من مظهر الوزير أو السفير، أو الوكيل أو المدير أو رجل الأعمال الذي يقابله لإنجاز عمل صحفي، أما (مَخْبر) الصحفي، فإن ما يظهر للناس على الصفحات يكفي لتبيانه. ولا شك أن (بهدلة) البعض هي التي دفعت رئاسة الجمهورية وبعض المواقع السيادية إلى أن تخاطب رؤساء التحرير من حين لآخر، خاصة عند زيارة ضيف كبير للبلاد، بضرورة تنبيه (منسوبينا) إلى الالتزام بالمظهر اللائق!! { نحن نمثل (السلطة الرابعة).. وهي (جوهر) و(مظهر)، والملابس في السودان صارت أرخص السلع.. أرخص من مصر، وسوريا، والسعودية.. فقيمة البنطلون أقل من سعر كيلو الطماطم في بلد ال (200) مليون فدان..!! { في إحدى الرحلات سألني (وزير) كبير محترم و(أنيق): (يا أخي.. البدلة الجميلة دي اشتريتها من وين؟!).. ضحكتُ.. ولزمت الصمت.. ولم أقل له: (من سوق ليبيا)!!