{ بذات القدر الذي نقسو به على من يطرحون أنفسهم للعمل الإعلامي والتلفزيوني تحديداً ونحن نطالبهم بأداء أقرب الى الكمال حضوراً وأداءً ومخزوناً ثقافياً ولغةً سليمةً، بذات القدر دعوني هذه المرة أقسو على إدارات الفضائيات ذاتها خاصةً الخاصة التي جعلت من شريط (الشات) مصدراً مهماً من مصادر دخلها وهو عُرف أحسب أنه موجود في كل فضائيات الدنيا وإن كنا نختلف عن البقية في أننا ما تعودنا أن نسيئ للناس بساقط القول أو حتى الفاضح منه وهو سلوك للأسف بات يستخدمه البعض من المشاهدين بصورة مزعجة جعلتنا نصاب (بالربكة) ونتخوف من مرور كلمة أو لفظ مما يصعّب مهمتنا في أن نضع بعضاً من حصار على ثقافات ومفاهيم تطل علينا دونما استئذان من خلال الشاشة السحرية. { نعم حق التعليق مكفول ومقبول لكن ليس بصورة جارحة إن كان لمن وُجّه له الحديث أو لمن هو طرف ثالث من المشاهدين يشترك غصباً عنه في الدخول الى هذا الفيلم الهندي. { وأغلب ظني أن من فكر في هذا الشريط فكر فيه بأن يكون حلقة خفيفة تربط المشاهد من خلال التهاني والتحايا وما الى ذلك. أما الشتيمة والتهريج والكلمات المبتذلة فهي أمر دخيل ومؤسف ولا يشبه سلوكنا ولا أدبنا. { على فكرة، علمت أن هناك كنترولاً على هذه الرسائل خاصة المنفلت منها فإذا كان هذا ما نشاهده بعد (الفلترة) فيا ربي العكرانة كيف؟! { بمنتهى الصدق هي دعوة منّي لكل المشاهدين أن يجعلوا من الشات فرصة للتواصل وحتى للتعليق المقبول والمكفول وخفيف الدم، أما الألفاظ النابية والمحرجة فهي لا تشبه ثقافتنا ولا أعرافنا ولا حتى تقاليدنا لأنني دائماً أتصور أنه مهما دخلتنا بلاوي ووردت إلينا مصائب نظل الشعب البكر النقي الجميل (زي نيله وأرضه وسماره وخداره؟!!). كلمة عزيزة { تلبية لوعد قطعناه للصغيرة «وهج» بأن نمنحها بعضاً من ترفيه أمسية الجمعة، قادتنا أقدامنا الى أحد منتزهات الأطفال المخصصة للألعاب وبعد دخولنا اندمجنا على الفور في مراقبة وملاطفة الأطفال الذين كانوا في كامل حيويتهم وجمالهم وبهائهم لكنني وجدت نفسي منتبهة ومركزه مع مكبّر الصوت الذي كان يجلب إلينا ما يبثه من أغنيات حتى مقاعدنا، فكان أن وصلني صوت «شيرين عبد الوهاب» ثم جاءني بعدها صوت «أليسا» وأعقبهن صوت «نانسي عجرم» ليعود الدور مرة أخرى على «شيرين عبد الوهاب». { وعلى فكرة في كلتا الأغنيتين كانت تُردد أغنية وطنية خاصة بوطن وناس هم معنيون بها في المقام الأول حيث كانت تقول (ما شربتش من نيلها جربت تغنيلها) مع ملاحظة أن الأطفال الذين كانوا حولي ظلوا يرددون مقاطع الأغنيات ويتراقصون عليها باندماج. نقطة نهاية السطر ولنبدأ بسطر جديد. { يا جماعة الوطنية وحب البلد ليس مشروباً نخلطه في خلاطة ونسقيه أطفالنا فيصبحوا وطنيين سودانيين مائة بالمائة، فالوطنية تربية وسلوك نغرسه فيهم منذ الصغر وواحدة من هذه الأساليب هي ما يسمعونه ويتربون عليه من أغنيات سودانية تشكل وجدانهم وتربطهم بهذا البلد عاطفياً ووجدانياً. { أرجو بل وأتمنى أن يصدر قرار بمنع الأغنيات غير السودانية في المنتزهات والأماكن العامة لأن هذا الاستعمار الثقافي أخطر ألف مرة من أي شكل آخر من أشكال الاستعمار ودعونا نسمع وردي وود الأمين وأبوعركي وعثمان حسين وكمال ترباس وفرفور وشكرالله وأولاد الصادق وندى القلعة وسميرة دنيا وينداحون في سماء بلادنا لأنه البلد دي بلدنا ما بلد زول تاني. كلمة أعز { نفسي أعرف الأنابيب الضخمة الدُفنت في شوارع الخرطوم دي دُفنت حية وللاّ ميتة؟ { أعتقد أن الإجابة لا تحتاج الى تعب وكثير تعكير فالشارع الذي يجاورنا قُفل لأسابيع وأيام وليالٍ لدرجة أنه تحوّل بفعل الحفر من شارع أسفلتي الى شارع ترابي بقدرة قادرة لكننا منّينا أنفسنا بشارع لا تحجزنا فيه المياه داخل بيوتنا وقلنا مؤكد أن هذه المجاري البلاستيكية الضخمة ستعمل على تصريف المياه أولاً بأول. لكن من أول (شكشاكة) انفضح المستور وتجمعت المياه بصورة أكبر وأوسع وتحول الشارع الأسفلتي سابقاً الترابي حالياً الى بحيرة تتجمع فيها جموع الضفادع وأسراب البعوض وهوام الحشرات. { إن كنا بالفعل نعمل بشفافية فعلي الولاية أن تراجع هذه المصارف عقب أية مطرة حتى ترى البيان بالعمل وعندها يحب أن تتم المحاسبة الفورية لهذا العمل العشوائي وغير المخطط الذي أحسب أنه نُفذ على عجل دون اعتبار للمقاييس الهندسية للشوارع والدليل على ذلك شارع المعونة والشوارع المتفرعة في بعض الأحياء بولاية الخرطوم! { أقول ليكم حاجة، الخريف ده عفيناكم. من هسه أبدوا لينا في الخريف الجايي!!